فاضت أنهار في أجزاء من وسط أوروبا جراء الأمطار الغزيرة، اليوم الأحد، مما أسفر عن مقتل شخصين في النمسا وبولندا، وأجبر آلاف الأشخاص على الفرار من منازلهم، وألحق دمارا في البنية التحتية للكهرباء والنقل. وفي بولندا، أكد رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، خلال حضوره مؤتمرا صحفيا طارئا في بلدة كوتسكو الصغيرة، الواقعة على حدود بولندا مع جمهورية التشيك، وقوع أول حالة وفاة في البلاد بسبب ارتفاع منسوب المياه. ووصف توسك الوضع في جنوب غرب بولندا بأنه "مأساوي"، داعيا السكان إلى الانصياع لأوامر الإجلاء المحلية. وبلغ منسوب المياه في نهر نيسا كوتسكا في بلدة كوتسكو 65ر6 أمتار، صباح اليوم الأحد، فيما يبلغ متوسط منسوب المياه متر واحد فقط. وقالت الشرطة إن الضحية هو رجل غمرت المياه منزله في قرية كروسنوفيتسي، على مقربة من كوتسكو. وقال توسك إنه تم نقل 1600 شخص في منطقة كوتسكو إلى بر الأمان حتى الآن، متوقعا حدوث المزيد من عمليات الإجلاء. وشهدت أجزاء من المناطق الأكثر تضررا انقطاعا في إمدادات الطاقة وشبكات الاتصالات المتنقلة. وعلى الجانب الآخر من الحدود في جمهورية التشيك، قالت السلطات إن أربعة أشخاص على الأقل في عداد المفقودين. ودعا رئيس الوزراء التشيكي، بيتر فيالا، المواطنين إلى اتباع تعليمات فرق الطوارئ، مشيرا إلى أن بعض الأشخاص يرفضون الانصياع لأوامر الإجلاء ومغادرة منازلهم. وفي النمسا، تم إعلان 42 بلدية مناطق كوارث مع استمرار ارتفاع مستويات الفيضانات في البلاد. واتسم الوضع بالتوتر بشكل خاص على طول نهري كامب وكريمبس، اللذين يصبان في نهر الدانوب. وقال نائب حاكم النمسا السفلى، ستيفان بيرنكوبف، إنه تم تصميم الدفاعات ضد الفيضانات في المنطقة، والتي تم تعزيزها بعد الفيضانات العارمة في عام 2002، بحيث تتحمل الفيضانات التي تحدث مرة واحدة كل 100 عام بحسب الإحصائيات. ومع ذلك، ومع توقع استمرار هطول الأمطار الغزيرة، حذر خبراء الأرصاد الجوية من أن الوضع قد يزداد سوءا. وقال الخبراء إن نهر الدانوب يمكن أن يصل إلى مناسيب تظهر مرة كل 30 عاما في منطقتي فاينفيرتل وموستفيرتل في النمسا.