لقي عشرات الأشخاص حتفهم وانهارت آلاف المنازل في أنحاء متفرقة من أوروبا،بعدما تسببت الأمطار الغزيرة في حال من الفوضى في وسط أوروبا وشرقها. ومع عودة الهدوء النسبي إلى المناطق المنكوبة،بدأت أعمال الإغاثة لمساعدة المتضررين،فيما أعلنت الأرصاد الجوية عن كميات أخرى هائلة من الأمطار في طريقها إلى الهطول. وتعتبر رومانيا أكثر الدول تضرراً من الفيضانات إذ رجّح مسؤولون أن يكون الدمار لحق بنحو 20 ألف منزل،غالبيتها دمرتها السيول. وقدّرت الأضرار المادية بنحو 400 مليون دولار،إضافة الى 200 مليون أخرى في القطاع الزراعي. وتحدّثت تقارير عن مقتل 34 شخصاً،فيما تحدّثت أخرى عن 53. وأبلغ عن مقتل أو فقدان أكثر من 11 شخصاً في سويسراوالنمساوألمانيا حيث تكافح فرق الإنقاذ لاستعادة الخدمات الأساسية. كما أغرقت الفيضانات الجزء التاريخي من العاصمة السويسرية برن. ولجأت شرطة برن إلى استخدام المروحيات في عمليات الإنقاذ،بعدما عجزت عن استخدام الزوارق بسبب التيارات القوية التي ترافقت مع تواصل ارتفاع منسوب المياه. وفي ألمانيا،غمرت المياه مساحات كبيرة من الأراضي في كوتشيلسي وباد تويلز في ولاية بافاريا الأكثر تضرراً،ويتوقع ارتفاع منسوب مياه نهري الدانوب وإيلر إلى أعلى مستوياتهما،لا سيما في وسط مدينة أولم التاريخي والجزء الشرقي من المدينة حيث أغرقت المياه العديد من الشوارع. وفي النمسا،أكدت الشرطة أمس،ارتفاع حصيلة القتلى الى ثلاثة أشخاص وفقدان رابع يخشى أن يكون غرق في منطقة فورارلبرغ بالقرب من الحدود السويسرية. وعلى رغم تراجع مستوى المياه في منطقة الكوارث في غرب البلاد،حذّرت السلطات من فيضان نهري الدانوب واين في النمسا العليا،وسط توقعات بفيضان الدانوب عبر ضفة مدينة لينس،وذلك بعدما بلغ مستوى المياه معدلات تحذيرية. أما في بلغاريا،فتسببت الفيضانات في وفاة 20 شخصاً وشرّدت المئات في الأشهر الثلاثة الماضية،كما أغرقت مياه الأمطار المنطقة الشمالية الغربية من مونتانا. كذلك في مولدوفا،تسببت الأمطار الغزيرة بأضرار جسيمة بالمنازل والممتلكات بالقرب من العاصمة شيزناو. كما اكتسحت الأمطار الغزيرة في سلوفينيا،الطرق في مدن عدة في وسط البلاد وشرقها،فيما أعلنت كرواتيا حال الطوارئ على طول نهر المورا،على الحدود مع سلوفنيا. وتأتي هذه الفيضانات لتقابلها موجة من الجفاف في جنوب أوروبا،نتجت عنها حرائق عدة في البرتغال.