الرسم التكتيكي هو مشكلة المنتخب الأهم هجوم الأخضر عديم الفاعلية وبقية الخطوط ليست بأفضل حال قرارات الاتحاد السعودي متناقضة وتفتقر للرؤية الجانب المعني بكرة القدم من الناحية العملية يتكون من ثلاثة أضلاع (جهاز إداري - جهاز فني - لاعبين)، وباختلاف مراحل كرة القدم تباينت أهمية هذه الأضلاع وأدوارها تجاه اللعبة، فالجهاز الإداري الذي كان دوره يقتصر يوما من الأيام على الجانب الإشرافي والتنظيمي تعاظم بمرور الوقت وتعقد اللعبة حتى بات مخططًا وراسمًا لآليات العمل وأصبح برأيي أهم محور في اللعبة، لا يمكن أن تعيش عصرا صارت فيه كرة القدم صناعة ولا تخرج بقناعة غير أن الهيكل الإداري في أي منظومة رياضية هو معيار النجاح والفشل الأهم. قرارات إدارية متناقضة وتفتقد للرؤية المستقبلية في يناير 2023 أعلن الاتحاد السعودي عن إقامة دوري رديف بمشاركة جميع فرق الدوري، لاحقا تم استئناف الدوري بسبعة أندية فقط، وفي مارس 2024 أعلن الاتحاد إيقاف الدوري الرديف بعد تجربة لم يتجاوز عمرها سنتين ولم يتم تطبيقها بالآلية الصحيحة فضلا عن أن تأخذ مساحة كافية لاختبارها، والسؤال هنا من خطط لهذا القرار ونقضه بعد عدة أشهر؟ * من الأهداف المعلنة لبرنامج استقطاب اللاعبين الأجانب بخلاف الاستثمار في الدوري كمنتج، هو صنع دوري تنافسي يرتقي بمستوى اللاعب المحلي، والمتتبع للأداء الفردي للاعبين السعوديين مع أنديتهم أو مع المنتخب يلحظ بوضوح ارتفاع مستوى وتنافسية العنصر المحلي منذ زيادة عدد اللاعبين الأجانب قبل الارتقاء أصلا بجودة الأجانب مع برنامج الاستقطاب والمتوقع أن يساهم أكثر بتطور اللاعبين المحليين حينما يستفيدون من مستوى الاحتكاك المرتفع في التمارين أو المباريات مع وضد نوعية أجانب بهذه القيمة، المفاجئ أنه بعد أشهر من عمل لجنة الاستقطاب خرج عدة لاعبين للاحتراف الخارجي ضمن برنامج متوقع أن يستهدف عدد أكبر الفترة القادمة، والسؤال هنا يتكرر هل من خطط للأمرين جهة واحدة لأن السياق والأهداف متعارضة في المشروعين؟ مانشيني جزء من المشكلة * قبل التطرق لأي أمر فني وجب أخذ الأمور تراتبيا بالأهم وهو الناحية السلوكية فالملاحظ من لغة جسد مانشيني أو تصريحاته أو تصرفاته هو أن الرجل لا يستمتع إطلاقا بالتجربة ولم يمنحها حقها من التعامل الاحترافي بل بات يتعامل بنوع من التعالي والفوقية في بعض المواقف وهذا بحد ذاته حجر عثرة كبير إن لم يصل فيه الطرفان لتوافق سينتهي الأمر بإقالة مانشيني قريبا ككبش فداء لأقرب تعثر قادم مع أن المؤشرات لمستقبل التجربة واضحة. * تكررت كثيرًا مغالطة أن الرسم التكتيكي لمانشيني هو مشكلة المنتخب الأهم، والصحيح أنه بخلاف أن الرسم مسألة ثانوية مقارنة بالأفكار والأسلوب وجودة التطبيق، فإن المدرب الإيطالي أصلا بدأ أول 6 مباريات مع المنتخب برسم رباعي دفاع ولم يكن الأداء مختلف بدرجة كبيرة عما نشاهد حاليا في دلالة واضحة وبديهية على أن رسم الثلاث مدافعين الذي توجه له لاحقا مانشيني ليس معضلة هذا المنتخب. جيل شحيح الموهبة ويفتقر لأساسيات اللعبة في مباراة الصين استقبل الأخضر هدفين شرعي وملغي، وسيلا من الخطورة جميعها من كرات ثابتة، وأحد الأسباب هو ضعف محمد العويس كحارس مرمى في التعامل مع الكرات العرضية وعدم حمايته خط "الستة" بشكل جيد، هذا بخلاف انعدام جودة محمد تماما في اللعب بالقدم المسألة التي لم تعد رفاهية للفرق والمنتخبات التنافسية بل ضرورة، فإذا كان حارسك الأول يفتقر لهذه الأساسيات ما حال البقية وكيف تطوره في نقاط أساسية وهو تجاوز 32 سنة ولا يشارك بصفة أساسية في ناديه؟ حال بقية الخطوط ليس أفضل كثيرًا من حراسة المرمى فالثلث الهجومي لا يملك حد أدنى من الفاعلية على المرمى ولذلك حمل هذا المنتخب تهديفيا قائم على المدافعين ولاعبي خط الوسط، مركز المهاجم شارك فيه 4 لاعبين وجميعهم متقاربين وبعيدين كليا عن المستوى المطلوب لفريق يستهدف المنافسة في مستويات عليا، بخلاف عدم وجود الجناح الهداف وصاحب الحل على المرمى وهذه معضلة إضافية تتعلق بشح اللاعبين المؤثرين في مختلف المراكز حاليا في الكرة السعودية. بارقة أمل * أصدر مجلس الوزراء قرارًا عام 2021 بإنشاء أكاديمية مهد الرياضية والتي تُعنى بتنمية المواهب في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، بالتنوع الجغرافي الذي نملكه وبالشغف الكبير تجاه لعبة كرة القدم لن يكون عدد الممارسين عقبة أمامنا، فالموهبة الفطرية موجودة والعقبة الفعلية هي دائما ما كانت التكوين الصحيح الذي يأخذ هذه المواهب لمستوى مختلف، بوجود رافد جوهري كأكاديمية مهد المتوقع مشاهدة أجيال أفضل من ناحية التأسيس، وبالربط الصحيح كآلية مع برنامج الابتعاث قد يصبح هذا المشروع نواة حقيقية للاحتراف الفعلي للاعب السعودي خارج دورينا وبأعمار مبكرة بالتالي أخذ أقصى استفادة ممكنة من خروج لاعبينا للدوريات الأوروبية.