لا نحرز أي نمو أو تقدّم أو إنجاز إلا وتحضر معه عبقرية رؤية المملكة 2030؛ فهذه الرؤية تملك من القوة، والحصافة، ومن الرؤى المتبصّرة، وثمرات العقول المتوهجة بشُعَل التخطيط المدروس والعطاء الواعد بل والمستدام. وحين نستحضر المستهدفات للرؤية، ومنطلقات استراتيجيتها، نرى أنها وضعت ضمن أهدافها الكبرى في «2030» الوصول إلى مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر، من خلال توفير بيئة مناسبة للنمو، واستحداث فرص عمل للمواطنين، ورعاية المواهب وتنمية الاستثمارات، واغتنام الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها الوطن. ورأينا كيف أن بلادنا - وفقاً لهذه الرؤية - وعبر جهود عديدة ومتنوعة سعت للوصول إلى اقتصاد مزدهر، يقود نحو وطن طموح، ومجتمع حيوي، وتبعاً لذلك وفرت بيئة تنافسية جاذبة مفتوحة للأعمال، لبناء اقتصاد عالمي رائد، يعزز ريادة الأعمال، ويعيد هيكلة المدن الاقتصادية، ويسهم في إنشاء مناطق خاصة، ويطلق إمكانات سوق الطاقة لجعله أكثر تنافسية، كما تستثمر المملكة من أجل مستقبل مشرق، بإطلاق العنان لقطاعات جديدة واعدة، وتخصيص المزيد من الخدمات الحكومية لتنويع الاقتصاد وضمان استدامته. اليوم نشعر بتفوّق هذه الرؤية وإشعاع حضورها في كل شأن، وما نقرأه من إشارات ودلالات وأرقام يتم إعلانها هو تأكيد على نجاعة الأهداف وحُسْن إدارتها من قيادتنا الرشيدة التي تعمل بدأب لا يعرف الكلل، وما أعلن عنه صندوق النقد الدولي أمس حول الاقتصاد السعودي إلا رسالة تأكيد وتوثيق لمتانة اقتصادنا وتفوّقه ونجاحه، إذ حمل الخبر أن اقتصاد المملكة حقق تقدماً هائلاً في إطار التحول الاقتصادي «غير المسبوق» الذي تشهده المملكة، حيث نجحت في دفع جهود التحديث والتنويع في إطار رؤية 2030، متوقعاً نمواً غير نفطي بواقع 4.4 في المئة على المدى المتوسط، ومعلناً تأييده لاتجاه الحكومة السعودية نحو إعادة معايرة الإنفاق الاستثماري. كما جاء في ثنايا الخبر توقع ارتفاع نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى نحو 36 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول العام 2029، وقال إن هذه النسبة تظل أقل بشكل مريح من عتبة الدين البالغة 40 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي التي حددتها السلطات السعودية. هذا ما وثّقه وأكده المؤتمر الصحفي المعقود عبر الإنترنت من قبل رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إلى السعودية، لعرض أبرز ما جاء في تقرير الصندوق السنوي الصادر يوم أمس الأربعاء، بعد مشاورات المادة الرابعة، وتأكيداً على هذا التفوّق لاقتصادنا قرأنا ترحيباً من وزير المالية محمد الجدعان عبر حسابه على منصة «x» بالتقرير وما حواه من إشادات توثّق وثبة بلادنا الواثقة في مسيرة الاقتصاد المتين والمستدام والمزدهر، مستصحباً معه رؤية 2030 الرافعة الأقوى لكل قفزاتنا التنموية والحضارية والاقتصادية والسياسية.