منذ انطلاقتها، تمثل قناة العربية صوتًا فريدًا في المشهد الإعلامي العربي، شعارها الأساسي هو توصيل الحدث بوضوح وشفافية، حيث تسعى دومًا إلى تحليل القضايا والظواهر بشكل عميق ومدروس، وفي الوقت الذي تتجه بعض وسائل الإعلام نحو الترويج لأفكار وأجندات معينة، تبقى قناة العربية متمسكة برسالتها المهنية التي تتطلب عرض الحقائق كما هي. هذا الالتزام بالمهنية جعلها من أكثر القنوات مشاهدة وتأثيراً في العالم العربي. تتفرد كل من قناة العربية والحدث بطريقتها في تغطية الأحداث وتحليلها بشكل يضمن فهم المشاهد لكل جوانبها، فتستخدم القناة التقارير الميدانية والبرامج الحوارية لتقديم معلومات دقيقة وموثوقة، خصوصا في عالم يتغير بسرعة، ما يتطلب من القناة أن تبقى على دراية بتفاصيل الأحداث وأن تكون قادرة على تقديم تحليلات عميقة، هذا الشكل من التغطية يعزز من مصداقية القناة ويعطي الثقة للمشاهدين في ما تقدمه. كما يعتبر استقطاب الخبراء والمتخصصين أحد عوامل نجاح قناة العربية، فمن خلال استضافة ضيوف يحملون المعرفة والخبرة، تستطيع القناة تقديم رؤى دقيقة وعميقة حول القضايا المهمة، هذا النهج لا يساعد فقط في تعزيز جودة المحتوى، بل يمنح المشاهد فرصة للاستماع إلى آراء متعددة ومفيدة، فالخبراء المشاركون في البرامج يساهمون في بناء حوار مثمر يثري تجربة المشاهدة. تتميز قناة العربية بالنزاهة والحيادية، حيث تسعى للكشف عن الحقائق بكل شفافية وموضوعية، ليس من السهل في كثير من الأحيان التوازن بين الحقائق والآراء، لكن القناة تنجح في ذلك بتقديم معلومات مدعومة بالأدلة، ينعكس هذا الالتزام بنقل المعلومات بموضوعية على مدى مصداقية القناة في أعين جمهورها، مما يعزز من دورها كمصدر موثوق للأخبار. تتعرض قناة العربية لهجمات متكررة من أطراف مختلفة بسبب رسالتها المهنية والتزامها بعرض الحقائق، وليس الهدف من هذه الهجمات محاولة لتقويض نزاهتها الإعلامية فحسب، بل تدل أيضًا على تأثير القناة الكبير والعميق، هذه التصرفات تكشف عن شعور القلق لدى أولئك الذين يفضلون التعتيم على الحقيقة. ومع ذلك، تظل قناة العربية قوية في التمسك بقيمها ومبادئها، وهو ما يميزها في عالم الإعلام. لعبت قناة العربية دورًا محوريًا في تشكيل الوعي العربي من خلال تقديم أخبار وتحليلات شاملة ومهنية، هذه التأثيرات امتدت وتمتد إلى فئات مختلفة من المجتمع، ونظرا لمهنيتها فقد شكلت محل ثقة الجمهور العربي، فقدرتها على عرض وجهات نظر متنوعة ساعد بشكل كبير على تنمية الفهم المتبادل بين المشاهدين، وبفضل تلك الجهود، تحتفظ القناة بمكانتها كواحدة من أبرز وسائل الإعلام العربية. تواصل قناة العربية مواجهة محاولات التهريب الإعلامي والتسقيط، فهي تعمل على تقديم الحقيقة بدلاً من التأويلات والمعلومات المضللة، وهذا النهج يتيح للمشاهدين الحصول على المعلومات الحقيقية والموثوقة، مما يعزز من دور القناة في المجتمع. ومهما كانت الضغوط الخارجية، تبقى العربية صامدة في التزامها بتقديم إعلام مهني، فهي تمثل رمزا إعلاميا يُحتذى به في عالم الإعلام. إن وجود إعلام مهني وجاد يمثل ركيزة أساسية في أي مجتمع ديمقراطي، ولا شك أن قناة العربية تمثل نموذجًا يُظهر أهمية ذلك، حيث تستمر في الدفاع عن مبادئها وقيمها رغم الضغوط، ويتوجب على كل محبي الإعلام أن يدعموا هذه الرسالة المهنية ويعملوا على تعزيزها، فالإعلام ليس مجرد وسيلة نقل أخبار، بل هو أداة لبناء الفهم والتحليل، ورسالة قناة العربية تمثل دعوة لتقدير كل العمل الجاد من أجل الحقيقة. في الختام، تستحق قناة العربية والعاملون فيها وإدارتها بقيادة الأستاذ ممدوح المهيني كل التقدير والاحترام، فهؤلاء هم الذين يجسدون معنى الاحترافية في العمل الإعلامي، حيث يسعون جاهدين لحماية قيم الإعلام المهني والكشف عن الحقائق في زمن الانحطاط والانحراف، قناتهم ليست مجرد وسيلة إعلامية، بل هي مدرسة في كيفية التعامل مع التحديات الإعلامية والحفاظ على رسالة أخلاقية وشفافة، والحق والحق نقول إن قناة العربية هي عنوان للتميز في عالم الإعلام. *أمين عام المجلس الإسلامي العربي