كلمة مبروك يا جماهير الهلال أضحت قديمة ومملة، وترددت كثيراً على مسامعهم، بسبب فريقهم الذي دوماً يؤنسهم بالبطولات ويزيد من منسوب الإنجازات، في كل موسم خزينة الزعيم تزداد بالكؤوس، وتتزين بالذهب دون اكتفاء، الهلال قصة عشق وعلاقة متأصلة ودائمة مع المنصات لا أظن أنها تنتهي. الحقيقة المرة والتي قد لا يتقبلها الكثير أن الهلال بطل لا ينافس إلا نفسه، ونعم يوجد أندية يلعب معها، ولكن لا أحد يستطيع مجاراته أو هزيمته في الميدان. السر الذي جُلنا نعرفه عن الهلال والذي جعله متفوقاً على الأندية الأخرى وبمراحل ضوئية هو الاستقرار التراكمي في صفوفه، ويوجد في تشكيلته لاعبون من عشر سنوات وأكثر، والنتيجة التي نراها أمامنا هي المحصول الكبير من البطولات والإنجازات التي لا تتوقف. ويبدو أن هذه السنة والتي أعطت بوادر أولية على استمرار تفوق الهلال بحكم ضياع هوية النصر وعدم اكتمال صفوف الاتحاد وضبابية وضع الأهلي، الذين يعتبرون المنافسين الأقرب له يجعلنا نقول إن الهلال سيكون هو الثابت والبقية غير مستقرين! الهلال في السوبر كان البطل الذي شارك أبها جمال الجو وروعة التضاريس، وأثبت أنه من يقهر منافسيه وهو لا يقهر، الزعيم يوجه رسالة في مباراة نصف النهائي أمام الأهلي حينما تأخر بهدف، وقال: أتظن يا أهلي أني انكسرت، وعن عزمي توقفت، ولما حانت الدقيقة القاتلة ضرب ضربته المدمرة بهدف قاتل أحرزه دباباته التهديفية ميتروفيتش، وترك مهمة ركلات الترجيح للحارس العملاق ياسين بونو ليكون عريس مباراة نصف النهائي. وفي المباراة الختامية ترك النصر ليلعب أفضل منه في الشوط الأول، وعلى أثرها أحرز عليه هدف السبق سجله كريستيانو رونالدو، وفي الشوط الثاني ظهر الغضب الأزرق ورد ذلك الهدف بأربعة مع الرأفة، والعطف والرحمة. نصيحة لكل جماهير الأندية التي تهتف قبل مباريات الهلال، لا تتحدوا ولا تقولوا: «هاتوا الهلالي هاتوا الهلالي»، لا تستفز من هو أقوى منك وأنت ما زلت غير مستقر! والهلال في المباريات التي يكون فيها منافسه يكنّ مثل المتحفز المفترس، ويتعامل مع التهديد على أنه دافع كبير ليثبت قوته وسطوته وعنفوانه على خصومه!