عاد طلابنا إلى مقاعد الدراسة، وعادت بعودتهم أجراس المدارس تدق من جديد، لتعلن بدء عام دراسي جديد مليء بالنشاط والحيوية والآمال العريضة، التي تعانق كل طالب ليحقق ما يصبو إليه، وما يتطلع إليه أهله والمجتمع والوطن، ليلحق بركب المشاركة في بناء التنمية للوطن الحبيب التي يرعاها والدنا أطال الله عمره الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أعانهما الله. العودة إلى المدرسة ستكون ثقيلة على أبنائنا الطلاب، وهذا أمر طبيعي لأنهم سيعودون إلى ميدان مليء بالأنشطة والبرامج، وهم قد مالوا فترة من الوقت إلى الراحة، بعيدا عن الالتزام بمواعيد وبرامج محددة، وبعيدا عن أجواء الفصول الدراسية، وأجواء بيئة المدرسة. وهذا ما يجب أن يتنبه إليه المعلمون، ومديرو المدارس، وبخاصة الموجهين الطلابيين "المرشدين سابقا" وهم الأقرب إلى الطلاب، والمعنيين أكثر بتصميم البرامج التي تعين الطلاب وخاصة المستجدين، للانخراط بشكل تدريجي في أجواء المدرسة. ولا يمكن للمدرسة أن تلعب وحدها دورا إيجابيا يساعد في عودة الطلاب إلى أجواء المدرسة ما لم يكن لأسر الطلاب دور في إعانة المدرسة في عملية إدخال الطلاب وسط هذه الأجواء التربوية التعليمية المنظمة، والمعقودة بمواعيد محددة، وأنشطة مبرمجة، وأنظمة معينة. وفي مقدمة ذلك إعانة الطلاب على استعادة تنظيم الوقت وترتيب "الساعة البيولوجية" من جديد لتنسجم مع أوقات المدرسة، التي تحتاج إلى أن الطالب ينام في أوقات معينة، ويصحو في أوقات معينة، ويعطي المدرسة والمذاكرة وحل الواجبات والاستعداد للأنشطة المدرسية الجهد والوقت المطلوب. أبناؤنا الطلاب مع حديثنا عن العودة للمدارس، وكما نحن نحاول تلبية "الاحتياجات المدرسية" التي رُصفت فوق طاولات المكتبات وداخل أدراجها لأبنائنا، سيما وقد فتحت الكثير من المتاجر أبوابها، وضاعفت جهودها لاستقبال طلبات الطلاب والطالبات، ووفرت احتياجاتهم الدراسية، فهناك ما هو أهم من تلبية الاحتياجات المادية، أعني أن نعمل على تلبية احتياجات أولادنا "بنين -بنات" النفسية والاجتماعية لاستقبال المدرسة بنفس مقبلة على الطموح والجد والآمال، وتحقيق الأمنيات، وهي تعني إعدادهم للسير بشكل طبيعي وفق هذا الترتيب الطبيعي للمدرسة، لكنها عملية تحتاج لنفس وصبر وتفهم، ورحم الله أبا محسّد المتنبي عندما قال: "إذا كانت النفوس كبارا.. تعبت في مرادها الأجسام". فهمم أولادنا عندما تكبر فسوف تدنو أحلامهم من الواقع لتحقيقها، وسيبذلون كل جهد من أجلها.. "طلابنا.. عوداً حميداً، وبالتوفيق".