لكل منتخب كرة قدم في العالم أسلوب يلعب به على اختلاف أجياله، للذكر وليس الحصر المنتخب الإيطالي اشتهر باللعب الدفاعي الشرس، وكذلك لاعبوه في الدوري المحلي الإيطالي غالبا تنتهج فرقهم نفس أسلوب المنتخب وكذلك المنتخب البرازيلي عرف عن لاعبيه المهارة والمراوغة، وعلى ذلك ينتهج مدرب المنتخب البرازيلي على خطط تكتيكه توازي وتتكيف مع أسلوب لاعبيه ليضمن الموازنة بين المهارة والخطة الموضوعة. وهذا نهج جميع المدربين المنتخبات بالعالم الخطة توضع لتتكيف مع ما تعود عليه اللاعب في الدوري وما يتماشى مع قدراته ومهاراته، إلا المنتخب السعودي حاليا يلعب بنهج لم يتعود عليه ولم يلعب لاعبوه بهذا النسق فالخطة توضع حسبما تعود عليه السيد مانشيني أن يلعب 3-5-2 لم يسبق أحد من المدربين الذين مروا على تدرب المنتخب السعودي أن لعبوا بهذه الخطة فالأمر ليس عادة ونهجا يتعود عليه بمرور الوقت كنا نقول نصبر حتى يُتشرب هذا النهج الجديد الذي نراه أن أسلوب اللعب يضع اللاعبين تحت ضغط شديد ومحرج ومخجل، كذلك لعدم تماهيه مع إمكانات اللاعبين خصوصًا ثلاثي الدفاع الوحيد. لا بد من وقفه جادة مع السيد مانشيني وإخباره بتغيير تلك الطريقة العنادية التي ينتهجها، أقول عنادية لأن هذا الفكر التدريبي جعل المنتخب السعودي وصيف المجموعة بعد خسارته على أرضه وببن جمهوره من أمام المنتخب الأردني في مبارة عنوانها المكابرة التدريبية ووضع الأخضر بالتصنيف الثالث ووضعه للمرة الثالثة في صدام حرج مع المنتخب الياباني والأسترالي الذي أصبح تواجد المنتخب معهم في مجموعة التصفيات المؤهلة كأنه عرف وعادة. لا بد أن يعلم السيد مانشيني أنه يدرب لاعبين لهم تفصيلة خاصة تعودوا عليها في الفئات السنية في فرقهم والمنتخبات على اختلاف درجاتها وكذلك الدوري المحلي. في عُرف كرة القدم هناك مصطلحين شهيره تصنف من يكون على رأس التدريب ( coach) أي مدرب غالبا يكون في الأندية يزرع في لاعبيه طرقا ونهجا تدريبيا بحكم أن اللاعب أغلب الموسم متواجد في النادي تحت أنظار المدرب أما المنتخبات يسمى ( Football Manager) أي مدير فني يأتي ويدير اللاعبين ويوظفهم حسب قدراتهم وليس مدربا يدرب على طرق ونهج جديد مغاير عما عليه اللاعب. يأتي اللاعب لمعسكر المنتخب ولدى المدرب وقت قصير مع اللاعب مثلا بطولة مجمعة، مباريات تصفيات، مباريات ودية ولا تتعدى، وإن طالت أيام المدرب مع اللاعبيين لا تتعدى 25 يوما متواصلة مع المعسكر الإعدادي هذا أقصى وقت حاليا يمكثه اللاعب تحت أنظار البيزار مانشيتي في ظل ضغط رزنامة الموسموليس هناك وقت كافي لابتكار نهج تدريبي واختراع مراكز للاعبين لم يتعودوا اللاعب بها. لندع الأمر الفني جانبًا ونأتي لأسلوبه كمحفز داعم للاعبين فهو أبعد ما يكون من ذلك وأكبر مثال طريقة الرد على الأسئلة الصحفية التي أعتقد أنها ليست مشجعة وطموحة للاعبين والجمهور والشارع الرياضي وإن كان البعض يراها واقعية وصريحة وهو ليس دور المدرب أن يكون ذالك. ونذكر عندما أجاب في خضم المنافسة في بطولة الأمم الآسيوية 2024 في قطر والفرص متساوية لجميع المنتخبات: هل المنتخب السعودي مرشح للفوز باللقب؟ أجاب، المنتخب السعودي غير مرشح!! إجابة اختزلت الانهزامية وقتلت كل حلم كان يراود المشجع، وأكمل جوابه المرشحون هم اليابان ثم كوريا الجنوبية وأستراليا وإيران. اللافت في الإجابة أنه لم يكن ممن رشحهم طرفا في النهائي، نتمنى عودة الصقر الأخضر من هجرته عن البطولات وأن يجد من يدله لذلكُ، تعرف العرب المكابرة أنها مخالفة الحق بعد العلم به.