الروح السعودية تكفي وتفي إذا حضرت ولو لدقائق معدودة، وهذا ما صنع الفارق وحقق الانتصار الأول في مستهل مشوار منتخبنا الوطني في البطولة الآسيوية من أمام منتخب عمان الذي قدَّم مباراة تكتيكية جيدة. بداية المباراة كانت معقدة فنياً بسبب طريقة المدرب التي أرى أنها صعبة جداً على أسلوب لاعبينا، وهذه الطريقة قد لا تكشف خللها أمام منتخبات ضعيفة فنياً، وعندما تقابل منتخبات قوية هنا تعرف كيف هي طريقتك أنها لم تكن مناسبة وفي غير محلها. الطريقة التقليدية هي الطريقة المعتادة التي يألفها اللاعب السعودي ويتكيف معها، وأسلوب أنك تلعب بثلاث مدافعين مع خمس في الوسط، ومع لاعب خلف المهاجم ومهاجم تقليدي، هذه من النادر أنها تنجح مع اللاعبين السعوديين لأنها باختصار خطة غير معتادة ولا يجيدونها. ومدرب مثل الإيطالي مانشيني من الصعب أن يغير فلسفته وطريقته بسهولة، هذا الذي سيجعل الجمهور والإعلام يتعب معه لأنهم سيبدؤون في تذمرهم إذا استمر عليها أكثر من ذلك، وأفضل حل أن يكون الصبر ربما مفتاحاً لحل هذه الصعاب أو اللاعبون يتكيفون على أسلوبه وطريقته وفلسفته. والذي جعلنا نكسب أمام المنتخب العماني لا الخطة ولا التكتيك إنما بالروح التي تجلت وحضرت للاعبينا في آخر ربع ساعة حينها أتينا بالتعادل بمهارة الموهوب عبدالرحمن غريب، وفي آخر الدقائق من عمر المباراة خطف المدافع المخضرم المقاتل علي البليهي كرة رأسية أشعلت الفرحة في مدرجات أحمد بن علي في قطر. تجاوزنا عمان في أولى المباريات الآسيوية يعطينا دافعاً قوياً أننا سنتجاوز المجموعة، لأن منتخبي قير غيز ستان وتايلاند ليسا بتلك القوة التي تجعلنا نخسر أمامهما شريطة أن لا نستهين بهما في المباراتين المقبلتين. من حسن الحظ أننا فزنا في مباراة عمان ولو لا قدر الله لو حصلت الخسارة ستسوء أحوالنا أكثر وربما يزيد التأثير بالخروج من البطولة الآسيوية مبكراً ومن الدور الأول. تصريحات المدرب مانشيني قبل اللقاء الأول ضد اللاعبين المبعدين من القائمة لم تكن مبررة، وكان من المفترض أن يؤجلها إلى ما بعد البطولة، ويبوح بها في وقتها المناسب، ولكن الإيطالي تخلى عن دبلوماسية المدربين المعتادة.