المملكة العربية السعودية اليوم محط الأنظار وفي طليعة الدول المتقدمة التي يشار لها بالبنان. وبفضل الله حققت إنجازات لافتة على جميع الأصعدة وغنيّة عن التعريف، وما زالت عجلة التقدم مستمرة فهي مسيرة حافلة بالإنجاز والعطاء والحضارة والتطور واستشراف المستقبل الواعد بإذن الله. من الأهداف ذات الأولوية لدى مملكتنا المحافظة على الحياة الفطرية البرية والبحرية، كيف لا وهي تهدف إلى تحقيق الرؤية المباركة بالمحافظة على جمال الحضارة وتنويع السياحة، ففيها ملامح الجمال بارزة بكل مكان والسياحة النابضة بالحياة ستتزايد. فالمهتمون بالبيئة يدركون أهمية المحافظة على الحياة الفطرية، وتنميتها واجب وطني وهدف نبيل لذا وجب المحافظة عليها والاهتمام بأدق تفاصيلها، وهذا ما يعمل عليه المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية حيث يتولى المحافظة وتنمية واستدامة الحياة الفطرية وذلك لإنقاذ البيئة من فقدان أنواع من الكائنات وتدمير النظام البيئي. كما يعمل المركز على تطوير وتنفيذ خطط للتحديات المهددة للحياة الفطرية في البر والبحر، وإعادة تأهيل وإكثار لأنواع من الكائنات التي انقرضت من البرية والبحرية والأنواع المهددة بالانقراض وغير ذلك، مستهدفة بذلك إعادة التوازن البيئي للنظم البيئية الطبيعية. جهود حثيثة وسعي مبارك من القادة ومنسوبي المركز ومنظومة البيئة لتحقيق الأهداف ومواجهة التحديات والمعوقات وفق استراتيجيات ومبادرات لحماية وتنمية واستدامة الحياة الفطرية والارتقاء بها، فالتمازج بين التخطيط السليم والاستقراء الناضج للمتطلبات حقق إنجازات واضحة غير مسبوقة. فقد شهد الاهتمام بالحياة الفطرية قفزة نوعية متلازمة مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030، تسعى الرؤية إلى استثمار مكامن القوة التي تميزت بها المملكة بفضل الله ثم بقياداتها المباركة، وتسخير كافة الإمكانات لتحقيقها. بحمدالله حقق المركز إنجازات مبرزة في عدة مشاريع واكتشافات بيئية بمشاركة كفاءات وطنية وبالاستعانة بخبراء عالميين من أهمها مشروع استكشاف التنوع الأحيائي في البحر الأحمر (رحلة العقد)، واكتشاف مومياوات الفهد الصياد والعمل على برنامج إكثاره، ولا يخفى على الجميع ما أعلنه المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية عن ولادة أربعة أشبال من الفهد الصياد ليثبت للعالم إعادة توطينه ضمن عدد من برامج الإكثار التي ينفذها المركز والعمل على زيادة مساحة المحميات إلى 30 ٪ من مساحة المملكة العربية السعودية. وبفضل الله تم تسجيل مشروع محمية جزر فرسان في اليونسكو، حيث انضمت المحمية في اليونسكو عام 2021 كأول محمية طبيعية سعودية في برنامج الإنسان والمحيط. كما تم تسجيل محمية عروق بني معارض -التابعة للمركز- في قائمة التراث العالمي الطبيعي ل"اليونسكو" وبفضل الله يعد انجازًا استثنائيًا كأول موقع للتراث العالمي الطبيعي على أراضي المملكة، وأول تسجيل في المنطقة منذ 17 سنة، وتعتبر محمية عروق بني معارض مثالاً استثنائياً للتطور البيئي والبيولوجي المستمر لمجتمعات النباتات والحيوانات الفطرية، وتُعد أكبر بحرٍ رملي متواصل على سطح الأرض، وتتميز بتنوع نُظمها البيئية التي توفّر موائل طبيعية حيوية لبقاء العديد من النباتات المتوطنة. يحرص المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية على الاستفادة من أفضل التقنيات الحديثة لخدمة الحياة الفطرية وحمايتها، تنميتها واستدامتها، بالإضافة إلى إعداد الأنظمة المساعدة في جمع البيانات والخرائط الرقمية، فأصداء الإنجازات تترجم تقدم المركز نحو الريادة الإقليمية وتحقيق الأهداف والتحول إلى منظومة حضارية. الحياة الفطرية اليوم تشهد تحديات كبيرة ومتغيرات، والاتصال الكبير واللحظي بالبيئة يستلزم المحافظة عليها في آن واحد، وتسخير كافة الإمكانات لتحقيقها. فالمحافظة عليها واجب وطني.