الأسبوع الماضي أطلق نادي الهلال الطقم الجديد لموسم 2024 - 2025 بأربعة أسعار تتراوح ما بين 725 ريالا و211 ريالا، وبمجرد نزول الأسعار الجديدة انقسم الشارع الرياضي بين مؤيد لهذه الأسعار ومنطقيتها، وبين معارض لهذه الأسعار والمبالغة فيها. ولأن الموضوع جدلي وطال النقاش حوله في وسائل التواصل الاجتماعي، تواصل معي أحد الإعلاميين المختصين بالشأن الهلالي ليسألني عن رأيي في هذا الموضوع، وهل النادي يستغل جمهوره بهذه الاسعار؟ أجبت بأن التسعير هو أحد عناصر التسويق الرئيسية، والجميع يضع استراتيجيات تسعيرية للمنتجات والاستراتيجية التسعيرية ينبغي أن تبنى على أهداف تسويقية منطقية مرتبطة بالمنتج وكل ما يتعلق به. وأضفت أن ناديا مثل الهلال لا ينقصة المعرفة التسويقية والدراسة العميقة للسوق وتحديداً معرفة سلوك المشجع الهلالي. كما أتوقع أن القائمين على الطقم الجديد للفريق درسوا السوق ككل والوضع الاقتصادي والقوة الشرائية والمنافسين، والمؤكد أن نسبة كبيرة من قرار التسعيرة الجديدة بنيت على قوة البراند الهلالي ونجوم الفريق العالميين مع العاطفة الكبيرة لدى المشجع الهلالي تجاه فريقه وارتباطه الوثيق به. أما موضوع استغلال عاطفة المشجع، فأوضحت له بأن ما حدث في موضوع تذاكر مباريات الهلال في الموسم الماضي والارتفاع الكبير في الأسعار، أعطى مؤشرا كبيرا للمسؤول عن تسعير الطقم الجديد بأن عاطفة المشجع ستقوده للشراء أيًّا كان السعر، وهذا قاد الأسعار الجديدة حسب قراءتي للمشهد. فالمشجع هو من أعطى الضوء الأخضر لرفع الأسعار بشكل كبير، وهو من يستطيع أن يجعل النادي يعيد حساباته بمراجعة الاستراتيجية التسعيرية. أختم بأن النادي لديه كامل الحرية في كل خطوة يخطوها بما يحقق له أهدافه ويرفع من مداخيله، والأطقم هي أحد مصادر الدخل المهمة للنادي. على الجانب الآخر، المشجع لديه الحرية الكاملة في شراء ما يراه يتناسب مع ميزانيته واحتياجاته.