برنامج تنمية القدرات البشرية أحد المبادرات الرئيسية في رؤية السعودية 2030، ويهدف إلى تطوير المهارات والقدرات البشرية للمواطنين السعوديين من خلال التعليم والتدريب المهني والتطوير المستمر، ويستند البرنامج إلى مجموعة من المبادرات التي تغطي جميع مراحل الحياة من الطفولة المبكرة وحتى التعليم المستمر. من الأهداف الأساسية لهذا البرنامج هو زيادة معدلات التوظيف، فمن المتوقع أن يسهم البرنامج في تحسين مخرجات التعليم وضمان مواءمتها مع احتياجات سوق العمل، مما يتيح توفير فرص عمل ذات مهارات عالية للمواطنين، وبالتالي تقليل معدلات البطالة وزيادة الإنتاجية، بالإضافة إلى ذلك يعزز البرنامج ثقافة الابتكار وريادة الأعمال بين الشباب، مما يشجع على إنشاء مشاريع جديدة وزيادة التنوع الاقتصادي، وهو عامل مهم لجذب الاستثمارات الأجنبية التي تبحث عن بيئة داعمة للابتكار والنمو. ويهدف البرنامج أيضاً إلى تحسين مخرجات التعليم وزيادة نسبة الالتحاق بالمدارس ورياض الأطفال، يسعى البرنامج إلى تأسيس جيل جديد من المواطنين المؤهلين لدخول سوق العمل بكفاءة، مما يعزز من تنافسية السعودية كوجهة للاستثمار في قطاع التعليم والتدريب، على سبيل المثال، يسعى البرنامج إلى زيادة نسبة الالتحاق برياض الأطفال حيث وصلت النسبة المستهدفة لعام 2023 إلى أكثر من 32 %، ويتوقع أن تصل إلى 40 % بحلول عام 2025. وفي إطار تحسين النتائج الأكاديمية، تم التركيز على مواد الرياضيات والعلوم، شهدت نتائج الرياضيات للصف الثالث المتوسط تحسنًا من 518 في عام 2022 إلى 540 في عام 2023، بينما سجلت نتائج العلوم تحسنًا من 553 في عام 2022 إلى 566 في عام 2023، كما يحرص البرنامج على رفع مستوى الجامعات السعودية في تصنيف شنغهاي، حيث ارتفع عدد الجامعات المدرجة في التصنيف من 7 جامعات في عام 2022 إلى 12 جامعة في عام 2023، مما يعزز من ترتيب الجامعات السعودية عالميًا. بالإضافة إلى ذلك، يسعى البرنامج إلى زيادة عدد المبتعثين إلى أكثر من 10,000 طالب وطالبة حول العالم، مع تحسين معدلات القبول في أفضل الجامعات العالمية، يعزز البرنامج أيضًا فرص الاستثمار في مجالات متعددة مثل التعليم، والرعاية الصحية، والتكنولوجيا، من خلال تحسين جودة الحياة ورفع كفاءة العاملين، مما يجعل السعودية وجهة مفضلة للمستثمرين الباحثين عن بيئة اقتصادية مستقرة وداعمة. من خلال التعاون مع الجهات الدولية وتوقيع مذكرات التفاهم، يسعى البرنامج إلى تسهيل الإجراءات وتقديم الدعم اللازم للشركات الأجنبية الراغبة في الاستثمار في المملكة، وتوفير البيئة الاستثمارية المناسبة والحوافز المغرية التي تعزز من جاذبية السوق السعودي للمستثمر الأجنبي. أخيراً.. يمثل برنامج تنمية القدرات البشرية ركيزة أساسية لتحقيق رؤية السعودية 2030، حيث يسهم بشكل مباشر في تطوير الاقتصاد الوطني من خلال تحسين التعليم والتدريب وزيادة التوظيف وتعزيز الابتكار. إن هذه العوامل مجتمعة تجعل السعودية وجهة جذابة للاستثمارات الأجنبية، مما يدعم النمو الاقتصادي المستدام.