اليوم نعيش إنجازات أوصلتنا إلى مصاف الدول المتقدمة رفع كفاءة وفاعلية البيئة التعليمية وتحسين نواتج التعلّم حظي التعليم في المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- باهتمام بالغ، وقد كان يعتمد في بداياته على الكتاتيب وحلقات المساجد إلى منتصف القرن الرابع عشر الهجري، وفي عام 1344ه تم تأسيس أول مديرية للمعارف، ومع إنشائها توسعت دائرة التعليم النظامي، ومثّل إنشاء المديرية حجر الأساس لبداية تعليم نظامي حديث، وكان من مهامها الإشراف على جميع المدارس ومتابعة مسيرة التعليم فيها وتلبية ما تحتاجه، واتسع نشاطها حتى زاد التوسع في فتح المدارس في جميع أنحاء المملكة، وتتابعت المشروعات التي ترمي إلى نشر العلم والمعارف في مراحل التعليم العام والتعليم الجامعي كافة، حينها أصدرت مديرية المعارف عدداً من الأنظمة التعليمية، وقامت بتجارب رائدة في افتتاح العديد من المدارس في قرى ومدن المملكة، مما ساهم في وضع اللبنات الأولى للتعليم العالي. وفي عهد الملك المؤسس كانت بدايات الابتعاث عام 1927م عندما أمر بإرسال عدد محدود من الطلبة للدراسة في الخارج، وبدأت أولى البعثات التعليمية السعودية إلى مصر وضمت 14 طالباً، بعد ذلك توالت البعثات الخارجية للتخصصات المختلفة، والآن بفضل الله ثم الدعم غير المحدود من قبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين –حفظهما الله– لقطاع التعليم حقق التعليم بالمملكة العديد من الإنجازات التعليمية التي نافست بها مصاف الدول المتقدمة من خلال الخطى الثابتة على طريق رؤية 2030م. تحسين النتائج وأسهمت جهود وزارة التعليم لتطوير التعليم العام في تحسين نتائج التعلّم، وتعزيز قدرة قطاع التعليم العام في المملكة على المنافسة عالمياً، إلى جانب تحقيق العديد من المنجزات ومواصلة التقدّم في مؤشرات الأداء العالمية في مجال التعليم، وذلك في ظل الاهتمام، واحتلت المملكة المركز الثالث في مؤشر إجمالي الإنفاق على التعليم، بحسب تقرير التنافسية العالمي لعام 2022م، حيث وصل إجمالي ميزانية وزارة التعليم للعام المالي الماضي ما يزيد على 185 مليار ريال، بما يشكّل 19.4% من مخصصات القطاعات في ميزانية الحكومة عام 2022، ويعكس رؤية القيادة الرشيدة -أيدها الله- في الاهتمام بالتعليم ودوره في بناء الإنسان وتنمية الوطن، وتقدمت المملكة خمس مراتب في مؤشر التنمية البشرية (HDI) الصادر عن تقرير برنامج الأممالمتحدة الإنمائي 2022، كما سجل التعليم السعودي نتائج متقدمة في عدد من المؤشرات الدولية لقطاع التعليم، حيث تقدّم في 16 مؤشراً من مؤشرات التنافسية العالمية في قطاع التعليم، وفق الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2022. طفولة مبكرة وواصلت وزارة التعليم مشروعاتها وبرامجها التطويرية خلال هذا العام، حيث تم تنفيذ وتدشين 1148 مشروعاً تعليمياً في المناطق والمحافظات، تستوعب 706507 طلاب وطالبات، كما تم التوسّع في مشروع الطفولة المبكرة وقبول الأطفال بمرحلة رياض الأطفال بإتاحة أكثر من 400 ألف مقعد للتسجيل في الروضات هذا العام، وتقديم 11547 وظيفة تعليمية جديدة؛ كأضخم عدد للوظائف في القطاع الحكومي منذ الجائحة، وأثمرت جهود الوزارة في مجال التعليم المستمر ومحو الأمية عن خفض نسبة الأمية الأبجدية إلى 3.7%، كما تم اعتماد منظمة اليونسكو مدينة ينبع الصناعية مدينة تعلّم دولية، كثاني مدن المملكة بعد الجبيل الصناعية، ووصل عدد المتطوعين في قطاع التعليم إلى أكثر من 158 ألف متطوّع، وحظي النموذج السعودي في إتاحة التعليم عن بُعد وأدوات التعليم الإلكتروني للطلاب والطالبات في جميع المراحل الدراسية بإشادات دولية عديدة، وأحدثها الدراسة الصادرة عن البنك الدولي، وكذلك إشادة منظمة اليونيسف لدول الخليج العربية، إضافةً إلى اختيار توثيق نموذج منصة مدرستي ضمن أفضل أربعة نماذج عالمية في التعليم عن بُعد من قبل اليونيسكو، إلى جانب حصول طلبة المملكة على 88 جائزة وميدالية في الأولمبياد والمسابقات الدولية. تطوير المناهج وتُولي وزارة التعليم عناية كبيرة للمناهج الدراسية من خلال بنائها وتطويرها بما ينسجم مع عجلة التطور الكبيرة والمتسارعة التي تعيشها المملكة في جميع الميادين، وبما يتماشى مع المستجدات العلمية والتقنية الحديثة والتطور في العلوم التربوية، وبما يتناسب مع الاتجاهات العالمية في ضوء الثورة الصناعية الرابعة ومهارات القرن الحادي والعشرين ويحقق أحد مستلزمات رؤية 2030 في "إعداد مناهج تعليمية متطورة تركز على المهارات الأساسية، بالإضافة إلى تطوير المواهب وبناء الشخصية"، ومسيرة تطوير المناهج الدراسية مستمرة ومتواصلة، وجاء عاما 1443ه و1444ه ليعلن فيهما ميلاد عدد من المناهج الدراسية الجديدة وتطوير عدد منها بما يحقق الأهداف، ويسهم في إعداد طلبة التعليم العام للحياة والعمل، ويؤهلهم للمنافسة عالمياً. دعم سخي وحظي التعليم الجامعي بدعم سخي تمثل في إنشاء جامعات جديدة، وكليات تطبيقية، إلى جانب اعتمادات مالية ضخمة في الميزانيات، الأمر الذي زاد من عدد الجامعات في المملكة لتصل إلى 27 جامعة حكومية، و36 جامعات وكلية أهلية، و25 معهداً موزعة جغرافياً بين مناطق المملكة، احتوت على تخصصات علمية وتطبيقية في مختلف المجالات، كما تبنت وزارة التعليم العالي توجهات حديثة في البحث العلمي والتخطيط المستقبلي، وارتفع عدد الجامعات السعودية في التصنيف العالمي للجامعات "شنغهاي" لعام 2023م إلى 12 جامعة سعودية مقارنةً بسبع جامعات في العام 2022م حسب آخر نسخة من التصنيف، وذلك بعد إدراج خمس جامعات سعودية في تصنيف هذا العام، وجاءت نتائج التصنيف مؤكدةً الحرص الدائم والمتابعة اللذين تنتهجهما منظومة التعليم والجامعات السعودية في السنوات الماضية، مما أسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لرؤية المملكة 2030، والتي تعكس المجهودات التي تم بذلها. مراكز متميزة وحققت الجامعات السعودية مراكز متميزة، إذ حافظت جامعة الملك سعود على المركز ما بين 101 -150 عالمياً، تلتها جامعة الملك عبدالعزيز التي حلّت في المركز ما بين 151-200 عالمياً، فيما تقدمت جامعة الطائف بشكل كبير لهذا العام بحصولها على المركز ما بين 201-300 مقارنةً بمركزها 401-500 في العام السابق، وشمل التصنيف لأول مرة خمس جامعات سعودية، وهي: جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن التي جاءت في المركز 601-700، تلتها جامعة الملك فيصل وجامعة القصيم وجامعة أم القرى في مركز متساوٍ 801-900، ثم جامعة الجوف في المركز 901-1000، ويُعد تصنيف شنغهاي إحدى أهم ثلاث جهات للتصنيف، إضافةُ إلى كيو أس والتايمز، واللذين بالرغم من تباين معاييرهما، إلا أن الجامعات السعودية حقّقت فيهما نتائج متميزة مع كل نسخة يتم إصدارها. مجتمع طموح وتعد رؤية المملكة 2030 التعليم حجر الزاوية، والأداة الأمثل في الاستثمار برأس المال البشري، فمن خلال الاهتمام بالنظام التعليمي والأكاديمي تزداد المعرفة وتزدهر عجلة التنمية الاقتصادية، لبناء مجتمع واعٍ طموح ونابض بالحياة يسعى للتطوير والتعلم، محققة في مجال محو الأمية وتعليم الكبار قفزات كبيرة في خفض نسبة الأمية من 60 % عن ما كانت عليه في السبعينات الميلادية إلى 3.7 % في هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان –حفظهما الله-. واتخذت المملكة جهوداً فاعلة في مواجهة الأمية، وتحقيق نتائج إيجابية مما جعلها تحظى بإشادة المنظمات الدولية والإقليمية في تجربتها للتصدي للأمية وإعداد البرامج النوعية لمكافحتها والتغلب عليها من أجل الوصول إلى مجتمع حيوي وحضاري، حيث اهتمت بدعوة الأميين للالتحاق ببرامج تعليم الكبار ومحو الأمية ضمن مشروعات عِدة، واستمرت الجهود في نشر العلم لتجعل التعليم ميسراً لجميع فئات المجتمع في كل أنحاء البلاد. محط أنظار ومضى قطاع التعليم في تنفيذ مشروعات التطوير والتحديث لتحقيق تطلعات رؤية 2030 على مدى خمس سنوات مضت، وأصبحت المملكة محط أنظار العالم في تجربتها الثرية لإدارة الملف التعليمي خلال جائحة كورونا بتطبيق التعليم عن بُعد والتعليم الإلكتروني، حيث أطلقت منصة مدرستي للتعليم الافتراضي بأحدث المعايير العالمية، والتي بلغ عدد زياراتها أكثر من مليار زيارة، وربط بوابة عين مع بوابة التعليم الوطنيّة، وإطلاق الروضة الافتراضيّة والتي بلغ عدد المستفيدين منها 300294 مستفيداً، وتوفير 23 قناة تعليميّة فضائية -عين-، وقدمت وزارة التعليم العديد من المبادرات لتنمية الإيرادات بقيمة مليار ريال، وأتاحت الاستثمار للقطاع الخاص في المرافق التعليمية والتعليم الأهلي، حيث تم توقّيع عقد مشروع تمويل وإنشاء مبانٍ تعليمية بنموذج BMT، وشهد التعليم العام زيادة في نسبة الالتحاق برياض الأطفال والصفوف الأولية، وارتفاع نسبة إسناد تدريس الصفوف الأولية بنين للمعلمات، وإطلاق 104 مراكز للعلوم والرياضيات STEM، وارتفاع نسبة مشاركة الطلبة في الأنشطة غير الصفية، وتحسن نتائج الطلبة في الاختبارات الدولية. تربية خاصة وقامت وزارة التعليم بتشغيل مراكز جديدة للتربية الخاصة في خمس مدن، وافتتاح 70 برنامجاً للتدخل المبكر في الروضات الحكومية، وستة فصول تعليمية لتقديم الخدمات للطلاب والطالبات المصابين بالأورام، وارتفعت نسبة مشاركة القطاع الخاص في التعليم العام الأهلي إلى 17.2 %، إلى جانب استقطاب الشركات الأجنبية للاستثمار في المدارس العالمية، وتصنيف أنشطة التعليم العام الأهلي وفقاً لنظام التصنيف العالمي ISIC، بالإضافة إلى تطوير اشتراطات افتتاح المدارس الأهلية والعالمية. وأطلقت وزارة التعليم العديد من البرامج والمبادرات التطويرية وعلى رأسها البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين، والأولمبياد الوطني للإبداع العلمي، بالإضافة إلى زيادة عدد فصول الموهوبين إلى 998 فصلاً للبنين والبنات، واعتماد نظام التسريع في الانتقال عبر السلم التعليمي إلى صف دراسي أعلى الذي استفاد منه 812 طالباً وطالبةً، ونفذت الوزارة مشروعات المباني التعليمية بتكلفة نحو تسعة مليارات ريال لاستيعاب ما يقرب من 460 ألف طالب وطالبة، إلى جانب التخلّص من المباني المستأجرة وإيجاد الحلول العاجلة لحالات التكدس في مدارس المناطق والمحافظات الكبيرة. خطوات متسارعة وشهدت منظومة التعليم بالمملكة خلال السنوات الأخيرة تطويراً شاملاً لمواكبة التغير الكبير الذي تشهده المملكة في كافة المجالات، لا سيما فيما يتعلق بالمدخلات التعليمية التي تشمل أنظمة التعليم الجديدة، ورفع كفاءة وفاعلية عمليات التعليم والتعلّم في المنظومة التعليمية، والمناهج والخطط الدراسية والبيئة التعليمية، وتجويد المخرجات عبر تحسين نواتج التعلّم بجميع مراحل التعليم العام، وربط التخصصات التي يدرسها الطلاب والطالبات باحتياجات سوق العمل التي تدعم التوجه الوطني دعماً لإعداد مواطن منافس عالمياً لديه القدرة على التعامل مع متغيرات المستقبل. وحقق التعليم في عهد الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- العديد من الإنجازات التعليمية التي أوصلته لمصاف الدول المتقدمة من خلال الخطى الثابتة وصولاً لرؤية 2030. كما حقق التعليم بالمملكة مراتب متقدمة في التصنيف العالمي منها ما نشره البنك الدولي في مارس 2023م، في تقريره الذي أعده فريقه مع المركز الوطني للتقويم والتميز المدرسي -تميز-، التابع لهيئة تقويم التعليم والتدريب خلال الفترة 2021م- يونيو 2022م، أن العديد من خطط هيئة تقويم التعليم والتدريب المقترحة لتقويم واعتماد المدارس في المملكة متسقة مع الممارسات الدولية الأخرى، وحققت المملكة تقدماً ملحوظاً في مجال التعليم على مستوى العالم، حيث رصد المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة الخطوات المتسارعة في المملكة في عدد من المؤشرات الدولية لقطاع التعليم. ابتكار عالمي وتقدمت المملكة في عدد من المؤشرات الفرعية للابتكار العالمي متفوقة على أكثر من 107 دول، وحققت المملكة قفزات عالية في التعليم، وأحدثت تغيرات جذرية سعياً لتطوير هذا القطاع، كما قدمت كل ما يدعم الأبحاث العلمية والتطوير للوصول لأعلى مستويات التعليم، حتى بلغت مراتب عليا بين دول العالم، مما يعزز الدور الريادي للمملكة، وعملت رؤية المملكة 2030 منذ إطلاقها على زيادة العناية بتطوير التعليم منهجًا ومعلمًا وطالبًا وتدريسًا ومدرسة، وذلك سعيًا منها إلى أن تواكب المناهج التطورات العلمية والحضارية، كي يكون الطالب على تواصل دائم مع أي تطورات علمية ومعرفية وأي مستجدات، كما تمكنت وزارة التعليم من تجاوز الظروف الاستثنائية لجائحة كورونا وأثبتت قدرتها وكفاءتها في أداء مهمتها دون التأثير على سير العملية التعليمية والخطط الموضوعة لذلك، واستمرت في التقدم العلمي وتحقيق المراتب المتقدمة في العديد من المؤشرات الدولية. تعلم إلكتروني وصدر تقرير جديد عن منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة -اليونسكو- يوثّق تطبيق المملكة للتعليم أثناء جائحة كورونا كقدوة وممارسة عالمية يُحتذى بها، ونجاح سياساتها التعليمية وفاعليتها في التقليل من أثر الجائحة، والفجوة التعليمية، وكذلك ضمان جودة التعلّم عن بُعد، وضمان شمولية الحل وعدالته لجميع الطلاب والطالبات، وذلك بفضل الدعم والاهتمام والمتابعة غير المحدودة من قبل القيادة الحكيمة لتطوير التعليم، وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وبرنامج تنمية القدرات البشرية. ويُعد هذا التقرير الرابع الذي أصدرته اليونسكو عن تعليم المملكة. وخلصت اليونسكو في تقريرها إلى أهمية تبني التعلّم المدمج في التعليم بعد الجائحة، وتوجه وزارة التعليم للاستفادة منه، ولا سيما في المدارس بالمناطق النائية، وتلبية احتياجات المتعلمين عبر دعم حلول التعليم المتمايز، حيث تعمل الوزارة من خلال خطة للتعلّم عن بُعد على تحقيق عدة أهداف استراتيجية، وعلى رأسها تحليل وتعريف الاتجاهات والتوجهات المستقبلية في التعلّم الإلكتروني، وتطوير الخطط والمبادرات الشاملة لهما طبقاً لعدة أبعاد، وكذلك متابعة وتقويم جودة التنفيذ وضمان أفضل مخرجات للتعلّم الإلكتروني، ودعم حلول شاملة ومرنة للتعلّم الرقمي. جيل متحمس لطلب العلم والمعرفة تطور التعليم الجامعي ساهم في تخريج كوادر وطنية مُشرفة أحد برامج الطفولة المبكرة قنوات عين مازالت تقدم دروسها للطلاب والطالبات