عشرون عامًا منذ أن فاز عداء أميركي ب"ملك" سباقات السرعة في رياضة أم الألعاب 100م، وما يقرب من ثلاثين عامًا منذ آخر إنجاز لعداءة أميركية في السباق ذاته، فإن الطموحات بالنسبة إلى منتخب الولاياتالمتحدة الأميركية واضحة في باريس: استعادة السيطرة على سباق السرعة الأولمبي. مع انطلاق منافسات ألعاب القوى الجمعة على إستاد فرنسا في ضاحية سان دوني، تعوّل الولاياتالمتحدة على صاروخيها نواه لايلز وشاكاري ريتشاردسون للتألق في الرياضة الأولمبية رقم 1. الأول هو المرشح الأبرز في سباق 200 م وهو أسرع من أي وقت مضى في سباق 100 م، بينما يبدو أن لا شيء قادر على إيقاف الثانية العازمة على الفوز بالميدالية الذهبية بعد إيقافها المؤلم وحرمانها من أولمبياد طوكيو قبل ثلاثة أعوام بسبب ثبوت تناولها مادة الماريجوانا. يمكن للايلز، بطل العالم ثلاث مرات في سباقات 100 م و200 م والتتابع أربع مرات 100 م في عام 2023، أن يؤمن بشكل شرعي بحظوظه في ذهبية 200 م، وهو السباق الذي يسيطر عليه منذ ست سنوات، حتى لو أنه فرط في المعدن الأصفر في طوكيو عندما اكتفى بالميدالية البرونزية كونه لم يكن في القمة ذهنياً. فشل الأميركيون في التتويج باللقب الأولمبي في سباق 100 م في عهد الأسطورة الجامايكي أوساين بولت (2008 في بكين، 2012 في لندن، 2016 في ريو دي جانيرو)، وتعود المرة الأخيرة التي ظفر عداؤو الولاياتالمتحدة باللقب الأولمبي إلى عام 2004 في أثينا عندما حققه جاستن غاتلين. وفي عام 2021، عادت الذهبية إلى مفاجأة الجميع الإيطالي مارسيل جاكوبس الذي سيدافع عن لقبه في باريس. في مشاركتها الأولى في دورة الألعاب الأولمبية، تبحث شاكاري ريتشاردسون أيضًا عن الذهب في سباق 100 م، وهو اللقب الذي استعصى على الأميركيات منذ عام 1996 وتتويج غايل ديفرز في أتلانتا. في عام 2021، لم تترك ملكات سباق السرعة الجامايكيات، إيلاين تومسون-هيراه، في الصدارة متقدمة على شيلي-آن فرايزر-برايس وشيريكا جاكسون، أي فرصة للمنافسة. ولم يعد السباق هو نفسه بعد ثلاث سنوات، بطلة العالم العام الماضي في أول بطولة دولية كبرى لها، يبدو أن ريتشاردسون المتألقة لا يمكن قهرها، خاصة في غياب البطلة الأولمبية للنسختين الأخيرتين تومسون-هيراه، وعدم تألق مواطنتيها جاكسون وفريزر-برايس كثيرًا منذ بداية الموسم. وإذا كانت ريتشاردسون فشلت في التأهل إلى سباق 200 م في التجارب الأميركية، فإن الولاياتالمتحدة ما تزال تؤمن باللقب بفضل غابي توماس، صاحبة أفضل توقيت في السباق هذا العام والتي تريد أن تخلف مثلها الأعلى في الشباب، أليسون فيليكس، آخر أميركية توجت باللقب في سباق 200 م في عام 2012 في لندن. كما جرت العادة في الألعاب الأولمبية، من المتوقع أن يكون البحث عن الأرقام القياسية العالمية مكثفًا على جميع جوانب ملعب فرنسا، في منافسة قوية بين العدائين والعداءات. يريد السويدي أرمان دوبلانتيس تحطيم رقمه القياسي العالمي مرة أخرى (6.24 م)، ليس فقط من أجل تعزيز هيمنته في مسابقة القفز بالزانة ولكن قبل كل شيء لتذوق الذهب أمام 75 ألف متفرج، وهي الأجواء التي لم يتمكن من عيشها في عام 2021 بسبب فيروس كوفيد. ومن المتوقع أن تكون المواجهات الكبرى في سباق 400 م حواجز، حيث تتنافس على المعدن الأصفر كل من الأميركية سيدني ماكلولين-ليفرون والهولندية فيمكي بول في فئة السيدات، والثلاثي النروجي كارستن فارهولم والأميركي راي بنجامين والبرازيلي أليسون دوس سانتوس في فئة الرجال. وأصبحت تصفية الحسابات في سباق 1500 م بين البطل الأولمبي النروجي جاكوب إنغيبريغتسن والأسكتلندي الكبير جوش كير على ألسنة الجميع، حيث إن منافستهما الشرسة ليست سراً، تماما مثل المواجهة المثيرة في سباق الماراثون بين الأسطورة الكيني إليود كيبتشوغي والإثيوبي كينينيسا بيكيلي اللذين سيتنافسان للمرة الأولى منذ 21 عاما على لقب سباق 5 آلاف متر في بطولة العالم 2003 في باريس بالذات.