في زحام المشاعر التي تُحيط بنا من كل حدب وصوب، وفي ظل علاقاتنا المتعددة التي لم نعد نعرف أي منها صادقاً أو كاذباً، أصبحت الكلمات الطيبة هي من تُشعرنا بالأمان والاطمئنان، وليس مهماً أن تكون تلك الكلمات من القلب، أو حتى من شخص تربطنا به علاقة قوية، فالمهم لدينا أن نسعد في كل ثانية، بل وفي كل لحظة. قبل سنوات عرفت شخصا متفائلا جداً في حياته، يفرح بكل كلمة طيبة تجاهه، لدرجة أن ذلك ينعكس إيجاباً على يومه، إلاّ أن الصدمة كانت فيمن حوله حيث كانوا يعتقدون أن ذلك الشخص ضعيف جداً، ونقطة ضعفه هو أنك تستطيع امتلاكه بالكلام الطيب والمدح!. كنت أرى صحة وجهة نظرهم، وبأنه على أي فرد الحذر ممن يقول له: "أنت أحسن واحد"، أو "أنت ما فيه مثلك"، أو "يومي جميل بمشاهدتك"؛ لأن استخدام مثل هذه الكلمات قد يأتي لأجل مصلحة وإن تم الحصول عليها انقلبت إلى عكسها تماماً، إلاّ أنني أدركت -مؤخراً- أننا بحاجة إلى من يزرع الفرح على محيّانا بأسلوب جميل، يُحرك بدواخلنا الأمل والتفاؤل، ولا يهم إن كان هذا الأسلوب فيه من الخداع الشيء الكثير، فالأهم أن نتعامل مع صاحبه بمعدننا الأصيل، وأخلاقنا العالية بتصديقه في كل ما يقول. "امدحني أو اسكت"، تعني أن يساعدنا من حولنا على مواجهة الظروف الصعبة، بسماع الكلمات الجميلة منهم، لتنساب إلى داخل الأذن ثم القلب، ثم الشعور بالارتياح النفسي، فأنا ليس لدي الوقت لأن أجادلك، أو أتعارك معك، حتى أصل إلى حقيقة ما تقوله، فشكراً على كلماتك، وصدقها من كذبها جعلته لك تحتفظ به في قلبك، وإن لم يكن لديك ما يُسعدني فالأفضل أن تلتزم الصمت!. انثروا الكلمات الجميلة في كل الدروب، وتعاملوا مع الناس بكل ما يفرحهم، فنحن نعيش في زمن أصبح الشخص "مضغوطاً" بمشاغل الحياة، سواء في المنزل، أو في العمل، أو حتى مع أصدقائه وزملائه، فالكلمة الطيبة مثل البذرة التي إن وجدت البيئة المناسبة نمت وأنعشت صاحبها، وجعلته ينظر للحياة بابتسامة، لا تترددوا في رفع معنويات الآخرين، وعندما تجدونهم مكسورين أجبروهم ببعض الكلمات المفضلة لديهم، حتى يتجاوزوا آلامهم بسلام، فتكونوا السبب -بعد الله- في علاجهم.