مع وجود أكثر من 4.6 مليارات مستخدم نشط على مستوى العالم برزت وسائل التواصل الاجتماعي في العصر الرقمي كأداة قوية في تشكيل الصورة الذهنية والتأثير على الأفراد والمنظمات، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي ضرورية لتوصيل الرسائل وبناء العلامات التجارية وتشكيل الرأي المجتمعي، يستكشف هذا المقال التأثير الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي في بناء الإدراك. إن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي يجعلها أداة فعالة لتشكيل الرأي العام. تسمح منصات التواصل على اختلاف الجمهور المستهدف من الانتشار السريع للمعلومات، وغالبًا ما تشكل التصورات قبل أن تتمكن وسائل الإعلام التقليدية من الاستجابة، وفقًا لدراسة أجراها مركز بيو للأبحاث عام 2021 يستخدم 72 % من البالغين في الولاياتالمتحدة وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى الأخبار مما يسلط الضوء على دورها في التأثير على الخطاب العام. استخدمت العديد من الحكومات حول العالم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متزايد للتواصل مع المواطنين لرفع الوعي لتحقيق مصلحة مجتمعية، على سبيل المثال استخدمت حكومة نيوزيلندا وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال خلال جائحة كورونا لنشر المعلومات ومكافحة المعلومات الخاطئة، وساعدت استراتيجية الاتصال الشفافة وفي الوقت المناسب على بناء ثقة الجمهور المستهدف والامتثال للمبادئ التوجيهية الصحية. وعلى الجانب الآخر أثرت بعض منصات التواصل الاجتماعي سلبًا على الصورة الذهنية المجتمعية، ويرجع جزء منها لممارسات غير إيجابية من المنصات ذاتها أو من خلال حملات غير إيجابية، مما يشير إلى الدور الجوهري الذي يمكن أن تلعبه شبكات التواصل الاجتماعي إيجاباً أو سلباً في صناعة صورة ذهنية محددة لتحقيق مستهدفات محددة. يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تعزز بشكل كبير الصورة الذهنية للمجتمع دولياً من خلال مشاركة القصص الإيجابية وتعزيز التفاعل والترويج للثقافة والقيم المحلية. على سبيل المثال، يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على الإنجازات المحلية، مثل المشاريع المجتمعية الناجحة، والإنجازات التعليمية، أو الفعاليات الثقافية، مما يساعد على بناء شعور بالفخر داخلياً. وتطوير صورة ذهنية ومرحبة للمجتمع دولياً. ختماً وسائل التواصل الاجتماعي أداة نفوذ وتمكين للمنظمات والشخصيات العامة يجب تسخير قوتها والمشاركة في التواصل الاستراتيجي الفعال لتشكيل التصورات الذهنية الإيجابية والحفاظ عليها. ومع استمرار تطور المشهد الرقمي يمكن أن تساهم منصات التواصل الاجتماعي في التأثير على الرأي العام وتحقيق المستهدفات.