اشتباكات بين قوات الاحتلال ومقاتلين في جنوبغزة استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في روما «الأونروا»: الإخلاء سبب الفوضى والذعر والكل تأثر به نزح آلاف المواطنين الفلسطينيين قسرا من مخيم البريج وأطرافه وسط قطاع غزة، بعد تحذير من جيش الاحتلال الإسرائيلي بضرورة إخلاء بعض المناطق تمهيدا لعمليات عسكرية. وأفاد شهود عيان، بأن آلاف الفلسطينيين بدأوا النزوح من مناطق بمخيم البريج وأطرافه، وتوجهوا لمدينة دير البلح والنصيرات، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". وكان الكولونيل أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، قد دعا في بيان، الفلسطينيين في مخيم البريج إلى إخلاء المخيم والتوجه نحو "المنطقة الإنسانية" المخصصة في المواصي، في أعقاب انطلاق هجمات صاروخية من المخيم الواقع وسط غزة. ونشر أدرعي، الذي يتحدث باللغة العربية، قائمة بالأماكن التي يجب إخلائها بجانب البيان الذي أصدره، وفقا لما ذكرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". وقال أدرعي إن الجيش الإسرائيلي "سيعمل بقوة" ضد المجموعات المسلحة في مخيم البريج، عقب إطلاق الصواريخ. يشار إلى أنه بسبب إصدار أوامر إخلاء من الجيش الإسرائيلي وتصاعد الأعمال العدائية، يتعرض عشرات الآلاف من الفلسطينيين لموجات جديدة من النزوح الداخلي في جميع أنحاء قطاع غزة، حسبما أفاد تحديث صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة"أوتشا" يوم الجمعة. من جانبه، قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، عبر منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، إن 14 % فقط من المناطق في قطاع غزة لم يصدر لها أوامر إخلاء. وأضاف لازاريني: إن "السلطات الإسرائيلية تصدر كل يوم هذه الأوامر لإجبار الناس على الفرار، ما يؤدي إلى الفوضى والذعر"، وفي كثير من الأحيان، يكون لدى الناس بضع ساعات فقط لحزم كل ما في وسعهم والبدء من جديد، غالبا سيرا على الأقدام، أو على عربة مزدحمة يجرها حمار لأولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليفها". وقال لازاريني: "كل شخص تقريبا في غزة تأثر بهذه الأوامر. تم إجبار العديد من الفلسطينيين على الفرار في المتوسط مرة واحدة في الشهر منذ بداية الحرب قبل تسعة أشهر". كما استشهد ثلاثة فلسطينيين وأصيب عدد آخر بجروح أمس، في قصف للاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة. وأفادت مصادر طبية فلسطينية، بانتشال ثلاثة شهداء من داخل منزل تعرض للقصف في شارع الثلاثيني بمدينة غزة، ترافق ذلك مع قصف متواصل على حي تل الهوا جنوبالمدينة. في سياق متصل، واصلت طائرات ومدفعية الاحتلال قصفها لمخيمات وسط قطاع غزة، وقد طال القصف مخيمات البريج والمغازي والنصيرات، وذلك بعد ساعات من تهجير الاحتلال الإسرائيلي لنحو 60 ألف فلسطيني من مخيم البريج تحت وطأة القصف المكثف. كما اعتقلت القوات الإسرائيلية، الليلة قبل الماضية وصباح الاثنين، 15 فلسطينيا على الأقل من الضّفة بينهم أسرى سابقون. وقالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير في بيان مشترك أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، إن "قوات الاحتلال أخضعت أكثر من 30 فلسطينيا لتحقيق ميداني في مخيم الدهيشة، وأفرجت عن غالبيتهم لاحقاً، كما نفذت عمليات تخريب وتدمير لأكثر من 20 منزلاً". وأشار البيان إلى أن "حصيلة الاعتقالات في الضفة ارتفعت منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى نحو 9855، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن". وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة لليوم ال 297 على التوالي إلى 39363 شهيداً، ونحو 90923 جريحاً، معظمهم من النساء والأطفال. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد 39 فلسطينياً، وإصابة 93 بجروح مختلفة بعضها خطيرة، إضافة إلى ارتكاب 3 مجازر ضد العائلات، خلال الساعات ال 24 الماضية، في قصف الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، مؤكدةً وجود عشرات الشهداء تحت ركام المنازل المدمرة في كافة مناطق القطاع، لم يتم انتشالهم لعدم توفر الإمكانيات والوقود اللازم لتشغيل المعدات. وتوغلت دبابات إسرائيلية لمسافة أبعد في عمق جنوب قطاع غزة مع احتدام القتال ضد مقاتلي حماس، فيما قال مسؤولو الصحة في القطاع إن القصف الإسرائيلي خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية أسقط 66 شهيدا فلسطينيا. وتوغلت الدبابات في عمق ثلاث بلدات هي القرارة والزنة وبني سهيلا شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة، وقال مسعفون إن القصف الإسرائيلي أودى بحياة تسعة فلسطينيين على الأقل في وقت سابق من بهذه المناطق. وقال سكان إن قتالا ضاريا يسمع صداه في المناطق الشرقية لخان يونس حيث تجري عمليات للجيش الإسرائيلي. وأدت التوغلات الجديدة إلى نزوح آلاف الأسر من منازلها والتوجه إلى مناطق مكتظة في المواصي غربا، وشمالا إلى دير البلح. وقال مسعفون إن إسرائيل شنت غارتين جويتين الاحد على خان يونس مما أدى إلى استشهاد 15 فلسطينيا على الأقل. وأدت غارة جوية على مخيم في منطقة المواصي إلى استشهاد خمسة أشخاص من بينهم طفلة تبلغ من العمر أربعة أشهر تدعى ماريا أبو زيادة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه على علم بهذه التقارير ويتحقق منها. وقال مسؤولو الصحة إن غارة جوية أخرى على منزل في وسط خان يونس تسببت في استشهاد عشرة أشخاص. وخلال الأيام القليلة الماضية، قال الجيش الإسرائيلي إن الإغارة على شرق خان يونس جاءت ردا على تجدد الهجمات، بما في ذلك إطلاق الصواريخ، من تلك المناطق ولمنع حماس من إعادة تنظيم صفوفها. وأضاف أنه قتل عشرات المسلحين في المنطقة ودمر بنية تحتية عسكرية. وفي رفح بالقرب من الحدود مع مصر، توغلت القوات الإسرائيلية في الأجزاء الشمالية من المدينة، حيث لم تتمكن بعد من السيطرة عليها بالكامل. وقال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية تسببت في استشهاد أربعة فلسطينيين في حي تل الهوا بمدينة غزة، حيث قال الجناح العسكري لحركة حماس إن مقاتليه اشتبكوا مع قوات إسرائيلية. ومع استمرار القتال، اجتمع مفاوضون من إسرائيل ومصر وقطر مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز الأحد في روما حيث بحثوا ما وصفته إسرائيل "بتوضيحات تخص مسودة اتفاق نقلتها إسرائيل". وذكر بيان من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن المفاوضات على القضايا الرئيسية ستستمر في الأيام المقبلة. وترغب حماس في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق نار ينهي الحرب في غزة، بينما يصر نتنياهو على أن الصراع لن يتوقف إلا بعد هزيمة حماس. وقالت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) إن إسرائيل سلمت ردها على أحدث مقترح لوقف إطلاق النار في غزة لواشنطن السبت قبل اجتماع متوقع سيشكل أحدث محاولة للتوصل إلى اتفاق بعد تبادل إسرائيل وحماس الاتهامات على مدى أشهر بالمسؤولية عن تعثر المحادثات. وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الاثنين، أن القوات العاملة في خان يونس قضت على العديد من "الإرهابيين" في المدينة الواقعة في قطاع غزة، وفقا لما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له: "خلال اليوم الماضي، قضت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي على العشرات من الإرهابيين، ومن بينهم إرهابيون أطلقوا النار باتجاه القوات، وفككت بنية تحتية تابعة للإرهابيين". وأفاد البيان بأن "سلاح الجو الإسرائيلي ضرب 35 هدفا إرهابيا في قطاع غزة، من بينها خلايا إرهابية مسلحة وبنية تحتية إرهابية ومبانٍ مفخخة".