تتآكل نباتات بفعل المتغيرات المناخية، وتنقرض أشجار بأسباب طبيعية، وتظل أشجار البرشومي أو ما يعرف بالتين الشوكي، علامة فارقة، في فضاءات قمم مناطقنا السياحية في الطائف والباحة وعسير. وتبقى قمم جبال الشفا، التي ترتفع بأكثر من 2240م، بمحافظة الطائف، الأبرز والأكثر في احتضان هذه الشجرة الاقتصادية، التي تنتظر الاستثمار في المجالات العلاجية والصحية والغذائية. وكشفت جولة "الرياض": أمس في أكثر من موقع في الشفا بمحافظة الطائف، عن مساحات كبيرة لانتشار أشجار التين الشوكي، في فضاءات متعددة وعلى قمم الجبال وعلى جانبي الأودية بعضها تموت ثمارها وهي واقفة بلا قطف. وتعتبر أودية خماس وخميس ووادي غزال والحدبان ومنطقة الفرع وغيرها مناجم زراعية لأشجار التين الشوكي، الذي ينمو بلا تكلفة مالية أو جهود زراعية، أو حتى استهلاك في المياه. وبينت جولة "الرياض"، هيمنت العمالة الآسيوية، والعربية، على قطف وتسويق وبيع منتجات التين الشوكي، في المحلات التجارية أو من خلال أكشاك على طول الطرق التي يقصدها السياح والمتنزهون من داخل المملكة وخارجها. وأوضح باعة ل"لرياض": إن سعر برميل التين الشوكي الأصفر يتراوح سعره من 55 إلى 60 ريالاً فيما يتراوح سعر التين الشوكي الأحمر من 65 إلى 70 ريالاً حيث يعتبر الأحلى والأغلى. وتسيطر العمالة على جمع منتجات التين الشوكي من المزارع والفضاءات والسهول والمدرجات الزراعية، في مركز الشفا بأسعار تصل إلى خمسة عشر ألف ريال لشراء منتجات مزرعة من ذات الشجرة، فيما يحدد هذه الأسعار عدة معايير منها أهمها حجم المساحة وكثرت الأشجار وجودة المنتجات وسهولة الوصول إليها. ووفقاً لتقديرات رسمية فإن إنتاج محافظة الطائف وحدها من التين الشوكي يصل إلى 1200 طن سنوياً. وتنفرد العمالة هذه الأيام حيث ذروة الترويج السياحي ببيع منتجات التين الشوكي الذي يتزامن حصاده مع ارتفاع طلب السياح على التنزه في مركز الشفا ومحافظة الطائف، حيث تعرض مئات الأكشاك ومحلات الخضار والفواكه منتجات التين الشوكي بأسعار عشرة ريالات للعلبة للنوع الأصفر وخمسة عشر ريالاً للتين الشوكي من اللون الأحمر. ويأمل مهتمون ومراقبون إلى الاستفادة من خصائص التين الشوكي لاحتوائه على الفيتامينات والمعادن المساعدة على تحسين مظهر البشرة وترطيبها ونعومتها إلا استثماره صناعياً عبر معاصر عصرية. وكشفت دراسات متخصصة إلى أهمية الاستفادة من التين الشوكي في صناعة أعلاف الحيوانات والماشية وتحسين جودة التربة الزراعية. وكانت وزارة البيئة والمياه والزراعة قد كشفت في ورشة متخصصة، بأن الاستخدام الأمثل للأعلاف المتكاملة في تغذية الماشية في المملكة يرفع ربحية بيع الماشية بنسبة 41 في المئة مقارنة بالأعلاف التقليدية (الشعير والبرسيم)، كما يقلل من التكاليف السنوية 35 في المئة، ويرفع أوزان المواليد 33 في المئة، وهو ما يؤكد تحقيق عوائد اقتصادية وطنية مهمة. فرصة للأسر المنتجة