عاودت أسواق الحرم المكي، هذه الأيام، حراكها التجاري الجديد، بعد فترة ركود أعقبت موسم الحج الماضي، وفي ظل تدفق المعتمرين عبر المنافذ الجوية والبرية. وجاء معتمرو دول جنوب آسيا وتحديداً من دول بنجلاديش وباكستان وإندونيسيا الأكثر حضوراً إضافة إلى معتمري دول مجلس التعاون الخليجي على المشهد اليومي في الحرم المكي وساحاته الخارجية وأسواقه المتاخمة له. ورصدت جولة الرياض الانتشار الواضح للمعتمرين من الجنسين والذي تركز في الجهات الجنوبية والغربية والشرقية لقرب الفنادق وتوفر الأسواق وخدمات ومستلزمات المعتمرين. عامل آخر يدفع الأفواج الأولى من المعتمرين لاختيار الجهات الجنوبية والغربية وهو توفر خمسة مجمعات تجارية مكيفة تحتضن أكثر من 5000 محل تجاري في مختلف الأنشطة التجارية. ملمح تجاري آخر رصدته "الرياض" خارج مركزية مكةالمكرمة لمعتمري دول جنوب آسيا هو تفضيلهم للمطاعم الباكستانية والهندية والبنجالية التي بدأت تظهر في الأحياء القريبة من المنطقة المركزية لتقديم وجبات الغداء والعشاء للمعتمرين من الجنسين. وتصدرت قطاعات المواد الغذائية والمطاعم والاتصالات قائمة الأنشطة التجارية هذه الأيام حيث سجلت مطاعم الوجبات السريعة نمواً واضحاً في المبيعات اليومية مقابل الفترة التي أعقبت شهر موسم الحج. ولفت هيثم عفيف "متعامل" الانتباه إلى أن أشهر موسم العمرة عادة ما تتوزع بين الجنسيات لظروف اقتصادية أو دينية، فيفضل معتمرو دول جنوب وجنوب شرق آسيا استثمار انخفاض أسعار السكن الفندقي خلال أشهر الصيف حيث تنشط شركات العمرة والسياحة في تلك الدول على التسويق لبرامج العمرة، فيما يستثمر أبناء دول مجلس التعاون الخليجي تواجدهم الصيفي في مصايف المملكة، في عسير والباحة والطائف لأداء مناسك العمرة. وفي هذا الاتجاه أرجع المعتمر الكويتي بدر المطيري تواجده بمكةالمكرمة هذه الأيام مع مطلع موسم العمرة إلى توفر البنية السياحية من مدينة أبها إلى الطائف مروراً بالنماص وتنومة والباحة وبلجرشي وتقارب العادات والتقاليد وتنامي الحراك السياحي الحكومي إضافة إلى التمتع بأداء مناسك العمرة والصلاة في الحرم المكي حيث الأجور المضاعفة أسباب مغرية لتقديم المملكة كوجهة سياحية بدلاً من الذهاب إلى بقية الدول السياحية البعيدة والمكلفة. بدء الحراك التجاري في أسواق مركزية مكةالمكرمة انعكس بجلاء على قطاع النقل وخاصة النقل العام وسيارات الأجرة، حيث ارتفاع الطلب لأداء العمرة ما بين جامع التنعيم والمسجد الحرام. القطاع الذي لا زال خارج دائرة المرحلة الأولى من موسم العمرة هي الفنادق التي خارج نطاق المنطقة المركزية والبعيدة عن طريق المسجد الحرام. بدء موسم العمرة يحرك أسواق الحرم المكي