استقرار الحياة الزوجية يتطلب تبادل المشاعر بنوع من التوازن والحرص، إذ إن الزواج عقد للدوام حتى نهاية الحياة، وقد وصفه الله تعالى بأنه ميثاق غليظ في قوله: «وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً» (النساء: 21). وبما أن هذا العقد ميثاق غليظ كما وصفه الله، فلا ينبغي التهاون فيه أو الإخلال به. فكل من يحاول إفساد العلاقة بين الزوجين يعد آثماً في نظر الإسلام، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من خبب امرأة على زوجها". الحياة الزوجية هي أساس السعادة وتقوم على الاحترام المتبادل، فإما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان. من لا يجد السعادة في بيته لن يجدها في مكان آخر. للزوج دور كبير في إنجاح الحياة الزوجية، فهو يعتبر الربان الذي يقود السفينة، فإما أن تبحر بأمان أو تغرق، لا سمح الله. التكافؤ الاجتماعي المعقول يتطلب من الزوج احترام زوجته وعدم تحقيرها. على الزوج أن يتقن بعض النصائح للاستمتاع بالحياة الزوجية، ومنها: الابتسامة الدائمة في وجه الزوجة، فهم طبيعتها العاطفية، الابتعاد عن البخل، التركيز على محاسن الزوجة، اعتبارها صديقة مدللة، والإفصاح عن مشاعر الحب بصدق. على الزوج أن يشجع زوجته على بر أهلها وزيارتهم، وأن يجعل حياته معها جميلة ومتجددة، كالسفر والنزهات وتوسيع الدوائر الجميلة التي تربطهما معاً. يجب أن يتذكر الزوج أن الزوجة اختارته من بين الرجال ووضعت مستقبلها في يده، وأن الحياة ليست كلها ورداً وياسمين بل فيها أشواك أيضاً. أما الزوجة، فمفتاح السعادة بيدها. عليها أن تبحث عن حلول بسيطة وفعالة، لا معقدة أو محرمة. عليها التعامل مع زوجها بحنان واهتمام، كما تعاملت المرأة التي استطاعت بأدب وحنان أخذ شعرة من جلد الأسد، واستخدام نفس الأسلوب مع زوجها. علينا التضحية وعدم الاستسلام للأزمات. المشاكل الزوجية لا يخلو منها أي بيت، ولكن إذا تجاوزت الحدود وتحولت إلى جحيم، فإنها تؤدي إلى الطلاق وضياع الأبناء وتشردهم.