يُعَدُّ الأدب أحد الأركان الأساسية لأي حضارة وأمة، فهو الوسيلة التي تعرّف بها المجتمعات الإنسانية والحضارات العالمية. كما أن الأدب ظاهرة اجتماعية وفنية في آنٍ واحد؛ إذ يتداخل مع مختلف أشكال الفن مثل: السينما والمسرح والدراما، ويعبر عن الروح الثقافية بأساليب متعددة، لذا، فإن الاهتمام بأي نوع أدبي يعكس بطبيعة الحال الاهتمام بأي عمل فني، والعكس صحيح. من هذا المنطلق، نستطيع أن نقدر أهمية ما أعلنه معالي المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه، عن إطلاق «جائزة القلم الذهبي للرواية»، والتي تركز على الأعمال الروائية الأكثر شعبية والأكثر قابلية للتحويل لأعمال سينمائية بمجموع جوائز 690 ألف دولار، ولفت آل الشيخ بأن المشاركة مفتوحة للأعمال الأصلية من غير اقتباس باللغة العربية، ولجميع الجنسيات والأعمار، وهو ما يعني شمولية الجائزة، وانفساحها الجميل على جميع دول العالم، في صورة ترسّخ انفتاح بلادنا على العالم من منطلقات حضارية، تحتفي بالقيم الجمالية، والإنسانية، وتشيع قيم التسامح والتلاقح الحضاري النبيل. وقد تعزّز منذ انطلاق الرؤية 2030 هذا الاحتفاء بالثقافة، على اعتبار أنها قيمة مهمة، تمنح الوطن والشعب الوعي المجتمعي، وتشير بطرف جلي وساطع ما تقدمه للمجتمع من حق في الثقافة والفكر، وقد قدّمت الدولة كل هذا بسخاء وإدراك عميق بقيمة إشاعة الثقافة والفكر والوعي المعرفي. ونفخر بأننا اليوم نقطف جميعاً ثمار هذا الاحتفاء بالثقافة عبر رؤية 2030 التي شيّدها ورسم ملامحها سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ووجدت هذه الرؤية الفسيحة الناضجة والخلاّقة في أبناء هذا الوطن ثروتها التي استثمرته فيها، وقوّتها التي تحقق بها المعجزات، ومواردها البشرية التي تحمل همّة طويق، وشغف القيادة، وأمنية المستقبل الزاخر بالثقافة والنمو. وبكل اعتزاز يسطع هذا الاهتمام بالثقافة والفنون ليؤكد أن إيلاء الثقافة والتراث والهوية الاهتمام اللائق والخليق بها، هو الرافعة الأهم التي يُعوّل عليها في تعزيز قيمتنا الحضارية، وقد تجسّد هذا الاحتفاء من خلال الجهود العظيمة التي عزّزت ورسخّت بناء القدرات المؤسسية الدافعة لتحرّك الثقافة كقيمة مهمة ستسهم في تعزيز هويتنا وإبراز ثقافتنا وموروثنا، وكذلك حفاوتنا وعنايتنا الضالعة بالتراث الإسلامي والعربي والوطني من خلال إحيائه والمحافظة عليه والتعريف به. وبكل الفخر والاعتزاز تتجلّى مشاريعنا الفكرية والثقافية عبر أفكار غير تقليدية، تتغيّا المساهمة بوعي في كتابة قصتنا الحضارية؛ من خلال استثمار كنوزنا المخبوءة كالرواية التي تتمظهر كخزّان معرفي ومُمكِنات فلسفية بحاجة لمن يبرزها، ويرسّخ حضورها، وما هذه الجائزة إلاّ أحد تجليّاتها الراقية.