جميل جداً أن ينبثق من رحم جمعية الثقافة والفنون بالرياض مبادرة جديدة تحمل العنوان (ديوانية الثقافة والفنون)، هذه الديوانية كما حكى عنها منشئها الأستاذ الإعلامي علي الخضيري، أنها مكان بالجمعية تستقبل أطياف من الفنانين والذين تمت دعوتهم للتواصل والتخاطب حول الفن وشؤونه، هكذا بدأت الديوانية في أول لقاءات الفنانين كل يوم اثنين من كل أسبوع مع بداية هذا العام الهجري، ففي الاجتماع الأولى والثاني والثالث، كان أغلب من حضر (المسرحيون) بمختلف أدوارهم من مؤلف ومخرج وممثل وفني، ويتوقع من الفنانين الآخرين (موسيقى، تشكيل) دخول الديوانية في الاجتماعات القادمة، عندها ستشهد الساحة الفنية وبالأخص المسرحية ميلاد «ديوانية الفنون»، الهدف منها عرض الفن السعودي المعاصر لجمهور أوسع، وبدعوة كريمة من صاحب الديوانية أسعدني الحظ والوقت حضور الاجتماع الثاني فاستمعت واستمتعت وشاركت بالحوار الذي دار بين من حضر، واتفق الجميع على أن الديوانية منصة جديدة توفر الفرص الفنية، وشبكة لتبادل الأعمال الفنية والمحادثات والنقاش حول الفن المسرحي، الأستاذ علي مؤسس الديوانية أكد في بداية الاجتماع ونهايته أن القائمين على الجمعية يهدفون إلى جعل الديوانية تقدم تجارب فنية متعددة لها بعد اجتماعي جماهيري، تخاطب المجتمع من وجهة نظر فنية، كما يسعى القائمون لجعل الديوانية لتكون قيمة مضافة في الساحة الفنية، فهناك العديد من المنصات الفنية بالجمعية تحاول تقدم الخدمات للفنانين بمختلف مواهبهم ومعطياتهم، كذلك القائمون يريدون من الديوانية أن تكون أرضية صلبة للفن عموماً والمسرحي على وجه الخصوص، بحيث يمكن الاعتماد على الديوانية لتحريك المشهد المسرحي بالرياض، بالنسبة لي كمؤلف مسرحي قدمت بالأمس لأعضاء الديوانية نصاً مسرحياً جديداً من تأليفي لم يتم تقديمه على خشبة المسرح من قبل (عيادة الدكتور عيادة)، واتفقنا كأعضاء مع الأستاذ علي على أن يتم تنفيذه خلال مدة وجيزة لا تتجاوز الشهرين، لكن البعض من الأعضاء أبدى تخوفه من عدم تنفيذ العمل إذا ما تم خضوعه من قبل القائمين بالجمعية لدراسة تتضمن التمحيص والتفحص والجدوى والخطط والآثار المترتبة على العملية الإنتاجية والمردود المادي ومدى الاستفادة وصدى الرجع بعد العرض للجمهور، ثم وضع كل هذه الأفكار والاحتمالات في برنامج (Power Pont)، وللتنفيذ لا بد من تشكيل لجان، كل لجنة مكونة من أفراد تقوم بمهمة فرع من أفرع هذا البوربوينت، كل ذلك من أجل تنفيذ عيادة الدكتور عيادة! ومع هذا التوسع والتعدد في مراحل وأدوات التنفيذ ينتفخ البالون إلى أشده فيطير في الهواء وينفجر وتتطاير عيادة الدكتور عيادة إلى أشلاء، كما حدث لبعض المسرحيات سابقاً التي أرادت الجمعية تنفيذها، أما أنا لم أشاطرهم هذا التشاؤم، فلا بد أن أكون متفائلاً لأني صاحب العيادة.