المركز الوطني للنخيل والتمور يقدم خدماته لمهرجان سكرية المذنب الحمراء    مؤتمر "24 فنتك" يواصل أعماله لليوم الثاني ويُعلن عن إطلاق تجاوز 800 مليون ريال    إيقاف رسوم إصدار رخصة الأنشطة التجارية للفنادق والشقق الفندقية والمنتجعات السكنية    السيسي :زيارتي إلى أنقرة تعكس الإرادة المشتركة لبدء مرحلة جديدة من التعاون بين مصر وتركيا    خالد بن سعود يطلع على تقرير عن منظومة الخدمات الإسعافية لهيئة الهلال الأحمر    "الذوق العام" تحسن تجربة مرتادي صالات السينما والمسرح بالمملكة    "التخصصي" ينظم فعالية للتوعية بسرطان الغدد الليمفاوي    أمير دولة الكويت يستقبل الأمير تركي بن محمد بن فهد    البرلمان العربي يدين تصريحات رئيس وزراء كيان الاحتلال المضللة    جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تطرح 4 برامج للترقية الأكاديمية (التجسير)    عبدالله رضوان الباب المفتوح    بالشراكة مع فرع وزارة الصحة بمنطقة مكة المكرمة وتجمع مكة الصحي    السعودية تستضيف نهائيات كأس العالم لريادة الأعمال 2024    استشهاد ستة فلسطينيين في قصف إسرائيلي على شمال قطاع غزة    وزير الخارجية يتلقى اتصالاً هاتفياً من وزيرة خارجية أستراليا    تجمع الرياض الصحي الأول يطلق حملة "سلامة قلبك" بالتزامن مع مؤتمر القلب العالمي 2024    بورصات آسيا تتبع "وول ستريت" وتتكبد خسائر حادة    الدكتور الملا يشكر القيادة لتعيينه عضواً في هيئة كبار العلماء بالمملكة    (No title)    56 مليوناً تنتظر ملاك الهجن    باهبري: أتمنى تحقيق البطولات مع «السكري».. والعودة للأخضر    الفرصة ماتزال مهيأة لهطول أمطار رعدية متوسطة لغزيرة    الأمطار تُغرق 4 أطفال من أسرة واحدة في مكة    بالتعاون مع الأردن.. استمرار الإنزال الجوي للمساعدات الغذائية على قطاع غزة    «كروموسوم إضافي» تقتحم عالم متلازمة داون ب 3 لغات    اختفاء نجمة بوب بريطانيا.. استراحة أم زواج؟!    ماذا تخبئ «آبل» في 10 سبتمبر؟    الباب المفتوح    «تكافل» تودع 130 مليون ريال لصالح 260 ألف طالب وطالبة    5 زيوت طهي أكثر صحة للقلب والدماغ    «آفاق صحية»: 5 أمراض شائعة في المدارس    تحدي «كروم» يُدخل طفلاً في غيبوبة    المملكة تجدد دعمها أمن واستقرار المنطقة    حياة الماعز.. على طريقة الأفلام الهندية    "البلدي الخليجي" يناقش الابتكارات والاستدامة    أزمة مرور ومواقف في الرياض !    المعلم المغلوب على أمره    بأمر ملكي: تكوين مجلس الشورى برئاسة آل الشيخ لمدة أربع سنوات    أعطوا الكل إلا الأهلي..!    في حصاد الجولة الثالثة من دوري " يلو".. نيوم يتصدر بجدارة.. واستفاقة الطائي والجبلين    صفحات السماء    نجاحات تشاركية    الفلسفة في حياتي    القراءة فهم ونقد    نعمّا هي    نجاح الهلال.. شماعة كل فاشل    من حكايات الماضي 1 – 2    توفر خدمة الاشتراك للنقل الترددي من وإلى المسجد النبوي    اليوم الأخير شهد العديد من الصفقات.. كانسيلو وتوني وديابي الأبرز.. ومتعب الأغلى محليا    خطورة الخطاب الطائفي التحريضي    كويكب يمر بالقرب من الأرض 15 الجاري    «جوجل» تسمح بالتنزيل المتعدد للتطبيقات    وفاة الأميرة لطيفة بنت عبد العزيز آل سعود    أمير تبوك يشكر القيادة بمناسبة تمديد خدمته    فيصل بن نواف يستقبل أهالي ومسؤولي الجوف    مُفتي عام المملكة يستقبل وفد جمعية أثر الشبابية بمنطقة جازان    بحضور رئيسة تنزانيا والشيخ العيسى.. الرابطة تحتفي بالقرآن الكريم وحفظته    آل طاوي: ثقة القيادة دافع لمزيد من العطاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والنبوي
نشر في الرياض يوم 19 - 07 - 2024

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط ، المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه.
وقال فضيلته "إن سعادة القلب، وسرور النفس، وطيب العيش، وصفاء الحياة: غايةٌ يسعى إليها الناس جميعًا، وهدفٌ ينشده الخلق كافة، وأملٌ يرجو بلوغه العقلاء عامَّةً، فتراهم يعملون كلَّ وسيلة، ويتَّخذون كلَّ سبب، ويركَبُون كلَّ مركَب، يبلغون به هذه الغاية، ويصلون به إلى هذا المراد، مبيناً إنَّ مَن أنار الله بصيرته وألهمه رشده، يعلم أن غاية سعادة العبد، واللذة التامة والفرح والسرور وطيب العيش، إنما هو في معرفة الله تعالى وتوحيده، والأُنس به والشوق إلى لقائه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم هو جماع السعادة وأصلها".
وأشار فضيلته إلى أن آياتِ الكتابِ الحكيم لتُذكِّر أن الاستِمساك بدينِ الله، وطاعته جل في علاه، والاستِقامة على منهَجِه، واتِّباع رِضوانِه وترك معصيته، تضمَنُ التمتُّعَ بالحياةِ الطيبة في الدنيا، بطُمأنينة القلبِ وسُكُون النفسِ، كما قال عز اسمه : (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
وأبان إمام وخطيب المسجد الحرام أن من الإحسانِ إلى الخلقِ نفعهِم بكل ما يُمكِنُ نفعُهم به، من مالٍ وجاهٍ، وتعليمِ علمٍ نافعٍ، وأمرٍ بمعروفٍ ونهي عن مُنكَرٍ، وصلةٍ وصدقةٍ، وغيرها، في ذلك تأثيرٌ عجيبٌ في شرحِ الصدرِ وسرورِ النفسِ،. مشيراً إلى أن من أعظم ما يدرك به المرء حظَّه من السعادة، وينال به نصيبه من النجاح، التنزُّه عن ذَميم الصفات، ومقبوح الأخلاق، وسلامة الصدر من الأحقاد، وبراءته من الضغائن، وصيانته من الشحناء.
واوضح الشيخ عبدالله خياط أن الله سبحانه وتعالى شرع لعباده من المبادئ والمسالك، ما يدفع عنهم عوادي الفرقة وبواعث الشحناء، وينشر بينهم السعادة والمحبة والصفاء، ومن ذلك النهي عن التحاسد والتدابر، عن أنس بن مالك-رضي الله عنه- أن رسول الله-صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "لا تَباغَضوا، ولا تَحاسَدوا، ولا تَدابَروا، وكونوا عِبادَ اللهِ إخوانًا، ولا يَحِلُّ لمُسلِمٍ أنْ يَهجُرَ أخاه فوقَ ثَلاثةِ أيَّامٍ"، ومن ذلك أيضًا تحريم الغِيبة لكونها ذريعةً إلى تكدير صفو النفوس وتغيير القلوب، والنميمة، فقد قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم-: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ"، والنمام هو الذي ينقل الحديث بين الناس بقصد إفساد وقطع حبل الود بينهم.
وأكد الشيخ أسامة خياط على الحرص على سلامة الصدور أن تفسدها الأحقاد، وتعكِّرَ صفوَها الضغائن، التي يتنغَّص بها العيش، وتتكدَّر بها الحياة. وإنَّ تحقيق السعادة في الدنيا، يبعث العبد على سلامة نفسه من الأحقاد، ويحثه على الفصل بين حظوظه التي نالها من الحياة، وبين مشاعره تجاه إخوانه، فلا يجعل فشله فيمَا نجح فيه غيره، سببًا لتمني الفشل والخسران للناس جميعًا، إذ هو أزكى نفسًا من أن ينظر إلى الأمور نظرةً شخصيةً خاصة، لكنَّه ينظر إلى الصالح العام، مهما فاته من حظوظ الدنيا، لأنه يعلم أنَّ الحَسد داء ٌ عُضال، وخصمٌ لا يجتمع مع الإيمان في قلب مؤمن، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله-صلَّى الله عليه وسلَّم-: "لا يجتمعانِ في قلبِ عبدٍ الإيمانُ والحَسَدُ"، والحسد من أقبح الطباع، وأفسد الأخلاق، ذووه من التراكيب الخبيثة، يُبغِضُون لشدة الحسد كلَّ من أحسن إليهم، إذا رأوه في أعلى من أحوالهم، وهم في حزن وهمّ، لا يذوقون في حياتهم طعمًا للسعادة، ولا يهنأ لهم عيشٌ، ولا تطيب لهم حال، وأنه لا سبيلَ إلى سُرورِ النفسِ وتنعُّمِ القلبِ، إلا بالإقبالِ على الله؛ فإنه لا حُزنَ مع الله أبدًا، فمن كان الله معه فما لَه والحُزن، وإنما الحُزنُ كلُّ الحُزنِ: لمن أعرضَ عن الله، فوُكِلَ إلى نفسه وهواه
وفي المدينة المنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان المسلمين بتقوى الله تعالى قال جل من قائل ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)) .
وقال فضيلته : الإمامة أصل عليه استقرت قواعد الملة، وانتظمت به مصالح الأمة، وترتبت عليه أحكام الشرع، وقد شرع الله لكل أمة إماماً أناط به تدبير الدولة، وفوض إليه السياسة، وأوجب عليه العدل، وجعل له على الرعية حق السمع والطاعة قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ, فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ, ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأوِيلًا} ، وعَنْ العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّى بنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ لَهَا الْأَعْيُنُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَأَوْصِنَا. قَالَ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» رواه أحمد والترمذي.
وبين إن الله تعالى أمر ولاة أمور المسلمين بأن يؤدوا ما عليهم من الأمانة للرعية، وأن يحكموا بالعدل، وأمر الرعية بأن يسمعوا لهم ويطيعوهم فيما أمروهم أو نهوهم عنه مالم تكن فيه معصية الخالق، ففي طاعتهم مصلحة الدين والدنيا، وفي مخالفتهم فساد الدين والدنيا، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، أن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ» رواه البخاري
ومضى فضيلته قائلاً : ألا وإن لولي الأمر عهداً وبيعة في ذمة الرعية قد حرم الله نكثه ونبذه، وخيانته وغدره، فأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً، فعن عَبْداللهِ بْن عُمَرَ رضي الله عنهما قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً» رواه مسلم.
وختم إمام وخطيب المسجد النبوي خطبته مشيراً إلى أن من أعظم الحروب والفتن التي يكيد بها الأعداء زرع الفتنة والاختلاف في الأمة، ألا وإن مساندتهم غدر وخيانة، وضياع للأمانة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً، فَقُتِلَ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي، يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ»، رواه مسلم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.