في لحظة تاريخية أوجدت قائدًا استثنائيًا في تاريخ الكرة السعودية، وفي إحدى ليالي رمضان المباركة، بزغ نجم شاب صغير يملؤه الطموح وتعتليه العزيمة التي قادته للمشاركة في دورة رمضانية ينظمها نادي الهلال على مستوى مدينة الرياض، لعب الشاب في إحدى مباريات الملاعب السداسية ضمن هذه الدورة وتألق بصورة ملفتة لمن يملك النظرة الثاقبة في مواهب كرة القدم، صادف هذا التميز تواجد الأمير محمد بن فيصل رئيس نادي الهلال السابق الذي أنبهر وأعجب كثيرًا بالمستوى الذي قدمه ذلك الشاب المدعو سلمان الفرج الذي وجد فيه الأمير الإمكانيات الكبيرة القابلة للاستثمار مستقبلًا، وحتى لا تهدر هذه الموهبة وتضيع أوصى الأمير المسؤولين في الفئات السنية بالنادي بتسجيله ضمن قائمة الفريق ليصبح سلمان الفرج لاعبًا هلاليًا بعمر ال 14 عاما في سنة 2004. ولأن سلمان لم يكن لاعبًا عاديًا استطاع الفرج بإمكانياته العالية بعد 4 مواسم من انضمامه لشباب الهلال وبعمر ال 19 عامًا و04 أشهر و18 يوما أن يشارك مع الفريق الأول تحت قيادة المدرب الروماني كوزمين أولاريو الذي وجده لاعبًا موهوبًا قادرًا على تمثيل الأندية الأوروبية لما يمتلكه من إمكانيات على حد وصفه، ولم يستطع الروماني أن يخفي إعجابه بمستوى سلمان ليمنحه الفرصة للظهور الأول مع الفريق في يوم السبت الموافق 20 من شهر ديسمبر سنة 2008 في المباراة التي جمعت نادي الهلال بنادي نجران في ختام الجولة 14 من بطولة الدوري والتي شهدت فوز الهلال ب7 أهداف نظيفة، ومنذ ذلك الحين بدأت رحلة سلمان نحو النجومية الحقيقية التي بدأها من الملاعب السداسية حتى وصل إلى أن يكون من ضمن قائمة القادة التاريخيين لنادي الهلال والمنتخب السعودي. 21 بطولة حملها استطاع الفرج على مدى سنوات مسيرته الممتدة داخل أسوار الزعيم أن يحمل 21 بطولة، كان فيها النصيب الأكبر لبطولة الدوري التي حققها 8 مرات متصدرًا بذلك القائمة التاريخية لأكثر اللاعبين تحقيقًا لهذه البطولة بالتساوي مع زميله السابق في الفريق محمد الشلهوب، يلي ذلك تحقيقه لبطولة كأس الملك بواقع 5 نسخ من البطولة، ومن ثم بطولة كأس السوبر بمختلف مسمياتها ب 3 نسخ، وبنفس العدد بطولة كأس ولي العهد، وأخيرًا البطولة الأهم والتي كانت العلامة البارزة في تاريخ سلمان الفرج مع الفريق الأزرق وهي بطولة دوري أبطال آسيا التي حققها الفرج قائدا للفريق في نسختي 18/19 و20/21، أما على صعيد الأرقام والإحصائيات فقد شارك الفرج مع الهلال ب 381 مباراة وبواقع 28 ألف دقيقة سجل خلالها 24 هدفا، بينما تمكن من صناعة 38 هدفا وتحصل فيها على 51 بطاقة صفراء بجانب 5 بطاقات حمراء. ويعد موسم 2019 الموسم الأبرز في معدل القيمة السوقية للفرج، حيث وصلت قيمته السوقية آنذاك قرابة 1.80 مليون يورو، والتي لم تدم طويلًا حيث نزلت لتصبح 1.50 مليون يورو قبل أن تعود للارتفاع في سنة 2020 لتصل إلى 1.70 مليون يورو، لتستقر قيمته السوقية على 1.60 مليون يورو، وتعد السنة الحالية من أسوى السنوات، حيث سجلت القيمة السوقية للاعب أقل معدل وصلت له منذ انضمامه للفريق بواقع 400 ألف يورو. موهبة بالإعجاز وصديق العكاز كان لسلمان الفرج التأثير الواضح على أسلوب الهلال في وسط الملعب منذ انضمامه للفريق، حيث نجح بموهبته الإعجازية وقدرته العالية على قراءة تحركات اللاعبين ونظرته الثاقبة من استغلال انصاف الفرص لصناعة أهداف تاريخية ميزته في رحلته المكوكية نحو النجومية التي طغت عليها الإصابات إلى أن أصبح الفرج صديق العكاز وحبيس غرفة العلاج، حيث أصيب الفرج خلال 5 سنوات ب 21 إصابة تنوعت ما بين تمزقات وإصابات عضلية، أبرزها عضلة الساق التي تكررت عليه في موسم 2017، 2022، 2023، بجانب كدمة عضلية تعرض لها موسم 2017، قبل أن يصاب في الموسم الذي يليه بالتواء في المفصل، وتعرض في نفس الموسم لإصابتين في العضلة الأمامية مع آلام في الفخذ، وفي شهر فبراير من سنة 2019 أجرى اللاعب عملية في أوتار مفصل الحوض، قبل أن يتعرض لإصابة عضلية عاودته في شهر يناير من سنة 2020 سبقها إجرائه لعملية فتاق في شهر مايو من سنة 2019، قبل أن يصاب في شهر أغسطس من سنة 2020 بعضلة أسفل الظهر، وفي شهر سبتمبر تعرض كذلك لتمزق في عضلة الفخذ الأمامية، وفي شهر فبراير من العام 2021 تعرض الفرج لالتواء في كاحل القدم وفي شهر سبتمبر تعرض لكدمة في مفصل القدم، لتعاوده إصابة عضلة الفخذ في شهر ديسمبر والتي تعرض لها كذلك في شهر يناير 2022، كما أنه أصيب بكسر في الساق في شهر يوليو، وفي شهر نوفمبر تعرض لإصابة في الكتف وفي نفس الشهر تعرض لإصابة في عظمة الساق، وبلغ مجموع الأيام التي غاب بها سلمان بداعي الإصابة 238 يوما، 87 يوما منها في موسم 2022-2023 كأطول فترة غياب. فصل الختام بالتراضي ال 20 عاما التي قضاها الفرج مع الهلال لم تكن كافية لإقناع الإدارة الهلالية باستمراره لموسم آخر مع الفريق، حيث اتفق الفرج مع إدارة النادي على فسخ عقده الذي كان يمتد حتى صيف 2025 بالتراضي، ولا تستهوي فكرة الاعتزال اللاعب البالغ 34 عامًا، حيث لا يزال يرغب باستمرار مسيرته في الملاعب مع فريق آخر، وفي هذا الصدد زادت التكهنات وتم ربط اسم الفرج بالعديد من الأندية أبرزها الغريم التقليدي للهلال نادي النصر بجانب ناديي القادسية ونيوم، وحتى الآن لم يحسم الفرج موقفه من تلك العروض. بفراقه للهلال، يفتح سلمان الفرج صفحة جديدة في مسيرته الكروية، بينما يبقى اسمه محفورًا في قلوب الجماهير الزرقاء كأحد أعظم من ارتدى قميص الزعيم. يستلم كأس الدوري مسيرة ذهبية مع الذهب الإصابات تلاحقه كل موسم بطولات مستمرة مع الهلال