هو أحد مداخل العلاج النفسي، وتقوم فكرته بشكل أساسي على اتباع نمط الفن مثل الموسيقى أو الرسم وذلك من أجل إخراج الطاقات السلبية الكامنة داخل المريض وشحنها بأخرى إيجابية ومن ثم تحسين حالته البدنية والعقلية والعاطفية؛ حيث إن العملية الإبداعية وممارسة أي نشاط إبداعي تؤدي إلى الإشباع النفسي مما يجعل الشخص المريض يتعافى تدريجياً من الضيق والكآبة. لم تكن صدفة أن أخطو تلك الخطوة نحو المرضى، إنما كانت رغبة ملحة لتغيير مفهوم النظرة العامة للفن في المجتمع، وأن أحقق تلك الرغبة لمساعدة المرضى في تخفيف آلامهم، وحينها كنت أجد شغف الأطفال والشباب وحتى الكبار في ورش العمل لرسم لوحة المحبة والسلام. أدركت حينها أن الفن هو وسيلة للتعبير عن الذات، ويمكننا أن نستفيد من الألوان في تخفيف الضغوطات النفسية على الإنسان، وبدأت رحلتي في هذا الجانب منذ عقدين من الزمن، وأطلقنا مبادرة ألوان الأمل لعلاج مرضى السرطان، واستمرت المبادرة كل شهرين نلتقي مع المرضى والمرضى وعائلاتهم، ثم بعد ذلك توجهنا للمستشفيات نزور المرضى ونساهم في تخفيف الألم عند المرضى، وهنا نكتشف كم هي تلك الحالات التي نكتشف أسرار معاناتهم من خلال الرسم، ونبدأ بالمحاولة في معالجتها، وإيجاد حلول لها دون تدخل العلاج لإكلينيكي، وكم هي تلك الحالات التي يكمن علاجها بحب. اللون والفرشاة والبياض ليست لوحة فنية لمجرد أن نزين بها جدران منازلنا ونحتفظ بها في المتاحف، إنما هو وسيلة أيضاً لعلاج المرضى، وعلاج من يكتمون في دواخلهم مواقف لا يستطيعون البوح بها، فيكون الفن وسيلة للعلاج من المكبوت في الداخل.