في اللغة العربية الفعل (يبدع) معناه يوجد من عدم أو يأتي بالبديع، ولذلك فإن الإبداع هو إحداث شيء على غير مثال مسبوق. وفي اللغة الإنجليزية فإن يبدع Create مشتق من اللغة اللاتينية أي (يوجد) أو (يستحدث) ما هو أصيل. وقد حاول علماء علم النفس منذ الربع الأول من القرن العشرين النظر في أبعاد الإبداع وماهيته. وقد عرض كل من العالمين جالتون وفرويد العمليات العقلية للتفكير الإبداعي وحدودها في القدرة على حل المشكلات، وتضاءلت بحوث الإبداع في الربع الثاني من القرن العشرين. وفي عام 1950 أعلن العالم جيلفورد ضرورة الاهتمام بدراسة الإبداع. وعزا ضآلة مانشر من بحوث الإبداع إلى توهم الباحثين بأن الإبداع والعبقرية تقع تحت مظلة الذكاء، وترتبط باختبارات الذكاء. وحيث أن اختبارات الذكاء نمطية فإنها تتجاهل التفرد المميز للمبدع كما أن نظريات التعليم تجاهلت الإبداع أيضا. وتتناول فلسفة الإبداع عددا من المفاهيم والنظريات التي ترتبط بفكرة الإبداع، مثلا لإلهام والابتكار ودور الثقافة في تشكيل الإبداع. ويشير الإلهام إلى العامل النفسي والفكري الذي يثير الإبداع ويدفع الشخص المبدع نحو إنتاج أفكار جديدة ومبتكرة من خلال الفن -الطبيعة - الثقافة -وتجارب العمل والحياة. أما الابتكار فيشير إلى القدرة على إيجاد حلول جديدة ومبتكرة للمشكلات أو تطوير أفكار جديدة تخدم مجال معين. وبالطبع فإن الابتكار يتطلب القدرة على التفكير خارج الصندوق واستخدام الإبداع لإحداث تغيير جوهري في أي فكرة. ويمكن للإلهام أن يكون مصدرا جيدا للإبداع من خلال تحفيز الأفكار والعقول لإنتاج أفكار جديدة ومبتكرة. أما الابتكار فيتطلب القدرة على تحويل هذه الأفكار إلى حلول وتطبيقات جديدة. ومن الأمثلة على دور الإلهام في تحفيز الإبداع والنظر إلى بعض التطبيقات، مثل التفاعلات الكيميائية أو الظواهر الجوية وغيرها. ومن ذلك ما قام به العالم جورج واشنطن عندما اكتشف التيارات الهوائية العليا وذلك من خلال الإلهام لرؤيته للسحب في السماء. أما في الفن فإن الإلهام يأتي من خلال عمل اللوحات الفنية أو الإبداع الموسيقي، أما في العمل فيمكن تحفيز الإبداع والابتكار من خلال تشجيع التفكير الهادف وإيجاد البيئة المناسبة للأفكار الجديدة، وفي الأدب يمكن أن يكون الإلهام من خلال قصة معينة أو شعر يثير الأفكار والأحاسيس لدى القارئ أو المستمع. ومن الأمثلة قصة (أليس في بلاد العجائب) للكاتب الإنجليزي لويس كارول، فقد كانت هذه القصة مصدر إلهام للعديد من الكتاب والفنانين. أن فلسفة الإبداع تكمن في تصور الأفكار الجديدة بينما يكون الابتكار عملية تحويل تلك الأفكار إلى منتجات أو خدمات أو عمليات مفيدة للناس وقابلة للتنفيذ. ولذلك فإن الإبداع يمكن أن يكون نظريا وغير ملموس، بينما يكون الابتكار عمليا وملموسا، ويضيف قيمة حقيقية وأصيلة ويحقق فوائد ملموسة وواضحة.