يشكل الابتكار أحد أساسيات النمو والتقدم على مختلف الأصعدة في العالم؛ فالحاجة المستقبلية للإبداع والابتكار كبيرة في عالمنا الراهن؛ لأن التنافس المعرفي المتسارع حول العالم، يبحث عن أفكار جديدة ومتجددة، تقدم خدمات للمجتمع؛ فالإبداع سِمة أو حالة أو فعل يتم من خلاله ترجمة الأفكار الجديدة والخيالية إلى حقائق عملية وواقع ملموس. والإبداع في صميمه يعني القدرة على رؤية الأشياء بطريقة لا يستطيع الآخرون رؤيتها، فهو مهارة تساعد في العثور على وجهات نظر جديدة لإنشاء حلول خلّاقة للمشكلات. ويتميز الشخص المبدع بالقدرة على إدراك العالم بطرق جديدة، وابتكار أنماط خفية، وإنشاء روابط بين الظواهر التي قد تبدو للوهلة الأولى بأنها غير متصلة. وأما الابتكار فهو المقدرة على تطوير فكرة أو عمل أو تصميم أو أسلوب أو أي شيء آخر وبطريقة أفضل وأيسر وأكثر استخدامات وجدوى، و"المبدع" هو بالطبع مصدر الأفكار الرائدة والمتميزة، و"المبتكر" هو المستوعب لهذه الأفكار وصانع الفوائد التي تحملها هذه الأفكار. وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 284/71 الذي أعلنت فيه يوم 21 أبريل يوماً عالمياً للابتكار والإبداع؛ من أجل زيادة الوعي بدور الإبداع والابتكار في حل المشكلات والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والتنمية المستدامة. واليوم العالمي للإبداع والابتكار هو مناسبة يمكن من خلالها تعزيز الأمثلة على أفضل الممارسات وتسليط الضوء على استخدام التفكير المبدع والتكنولوجيا نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما يمكن للابتكار والإبداع والريادة التجارية أن تتيح جميعها زخماً جديداً للنمو الاقتصادي، وإيجاد فرص للجميع، بمن فيهم النساء والشباب، وإيجاد الحلول الملحّة مثل القضاء على الفقر وإنهاء الجوع. ولو عرجنا قليلاً على وطننا الغالي المملكة العربية السعودية سنجد الاهتمام والدعم اللامحدود من مبادرات القطاع الحكومي والخاص لتشجيع الابتكار من خلال تقديم جوائز للابتكارات والمبدعين في شتى المجالات؛ إدراكاً بأن الابتكار والإبداع الفردي أو الجماعي يعتبران الثروة الحقيقية للمجتمع في عصرنا الحديث. وختاماً أقول: بوركت جهودكم يا شباب هذا الوطن المبدعين وحفظ الله قيادتنا. م. جهاد الداود