في حياتنا الاجتماعية نماذج وطنية وقدوات صالحات ومربيات فاضلات في الأفعال والأقوال والأعمال. أكرمهم الله سبحانه وتعالى بخدمة عباده ومنحهم حب الخير والإحسان على مطية الإخلاص والسير في دروب الوفاء والنبل والعطاء. وهؤلاء النماذج المضيئة في ميدان التكافل والوفاء والفضيلة وهبهم الخالق الكريم خصلة إنكار الذات، ونسيان النفس ناشرين ثقافة العطاء وتأصيل مبدأ التكافل والتضامن في سبيل حب الخير للآخرين وإدخال السرور والفرحة والبهجة في نفوسهم ووجدانهم انطلاقاً من الحديث النبوي الشريف: "خير الناس أنفعهم للناس". وقد سخَّر الله أناساً سعادتهم وفرحتهم تكمن في إسعاد الآخرين من فقير أو مسكين أو محتاج. وعندما نؤطر العمل الخيري والتطوعي كقيمة إنسانية كبرى تتمثل في العطاء والبذل بكل أشكاله ومظاهره ليكون عملاً تطوعياً خيرياً مؤسسياً بعيداً كل البُعد عن العشوائية والانتقائية ليعم نفعه وفائدته شريحة من المجتمع المراد خدمته لأطول وقت لهو الخير كله، ومن هذه النماذج التي نفتخر بها وبما تقدمه خدمة للأعمال الخيرية وحب العطاء والإنفاق في سبيل الله المرأة الصالحة والمربية الفاضلة أم عبدالعزيز (نهى عبدالعزيز الجبيلة) شفاها الله ومتعها بالصحة والعافية زوجة شقيقي الأكبر قيمة ومقاماً (فهدالدوس) التي خدمت مجال التربية والتعليم أكثر من عقدين ونصف من الزمن وبعد التقاعد المبكر لظروفها الصحية لم تتوقف ساعة العطاء والتضحية وحبها للأعمال الخيرية ودعم مجالاتها الإنسانية والاجتماعية في جوانب مهمة؛ إذ كانت قيمة وأثر العمل التطوعي ومساراته الخيرية يمدّها بالطاقة الإيمانية وبالروح الإيجابية وبالصبر والاحتساب والثبات حتى في ظل ظروفها الصحية وتعبها. كانت ومازالت تجاهد نفسها وتبذل الخير والعطاء وحب الإحسان لأهله ومستحقيه من خلال ترأسها مجلس إدارة مؤسسة سنابل الوقفية. هذه المؤسسة الخيرية التي تقدم مساهمات إنسانية في خدمة ومساعدة المستفيدين من الأسر الضمانية وغيرها من خلال برامجها الإنمائية المقدمة ونالت هذه المؤسسة الخيرية الوقفية شهادات شكر وتقدير من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية نظير الجهود النبيلة والأعمال الجليلة التي قدُمت خدمةً للتنمية الاجتماعية لتكون نبراساً للآخرين، وقدوةً لهم بأن العمل الخيري لا تحده حدود، ولا تمنعه قيود، وليس مرتبطاً بالدعم الحكومي فقط. وهنا تأكيداً أن التقاعد ما هو إلا مرحلة لتركيز العمل التطوعي في قالبه الخيري، والانطلاقة نحو رحاب ميادينه بثقة عالية وروح وثابة وعطاء بلا حدود. فكم نحن محتاجون فعلاً إلى أن نستلهم الدروس والعبر من أمثلة حية وواقعية أمثال هذه الشجرة الطيبة التي تنفع الناس بثمرها وعطائها وظلها. وكم نحتاج لنتعلم أن الوطن كله ما زال ينتج نماذج فاعلة تحتذى بها، وأن مجتمعنا بهذه المصابيح المضيئة ما زال بخير ولله الحمد. فما أحوجنا إلى مثل هذه النماذج الرائعة من القدوات الصالحات قيمة وعطاء وحساً إنسانياً وعمقاً وطنياً، والاقتداء بهن في هذا الميدان الخيري التطوعي الاجتماعي في حياتنا المعاصرة. وأخيراً وليس آخراً دعواتنا القلبية للمرأة الصالحة والقدوة الحسنة "أم عبدالعزيز" التي تتلقى العلاج والمتابعة في خارج المملكة هذه الأيام بالشفاء العاجل والعودة لأرض الوطن وقد منّ الله عزوجل عليها بالصحة والعافية إنه على كل شيء قدير.