هلّ علينا العام الهجري الجديد 1446ه، حيث تتجدد الأماني والتطلعات لدى المسلمين حول العالم، فهو ليس مجرد تغيير في التقويم، بل هو أيضًا فرصة للتأمل والتجديد الروحي، حيث يأتي العام الجديد ليمثل نقطة تحول روحي في حياة كل مسلم، فهو يرمز إلى هجرة النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينةالمنورة، والتي أُسست لدولة إسلامية نموذجية تستند إلى المبادئ الإسلامية السامية للعدل والسلام. وفي العام الهجري الجديد نتطلع إلى تعزيز القيم والمبادئ الإسلامية الأساسية بشكل فعال في حياتنا اليومية، فتمنحنا الاتزان وترسخ الأخلاق وتشيع التسامح والتفاهم بين الأفراد والمجتمعات. العام الهجري الجديد يحمل أهميةً بالغةً في حياة المسلمين كافة، حيث يُعد مناسبة دينية وروحية تُشكل فرصة للتأمل والتجديد، ويُستخدم العام الهجري في عدة مجالات واستخدامات مهمة كالتقويم الإسلامي، حيث يعتبر التقويم الهجري المرجع الزمني للمسلمين في أداء الشعائر الدينية مثل الصلاة والصيام والحج، إذ يساعد في تحديد بداية ونهاية الشهور الإسلامية والأحداث الدينية الهامة كرمضان وعيدا الفطر والأضحى. ويُشكل العام الهجري فرصة للمسلمين للتأمل في سيرة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وتعلم الدروس والقيم النبيلة التي يمكن تطبيقها في حياتنا اليومية، مما يعزز الإيمان والروحانية، وكذلك يُستخدم العام الهجري في التأريخ الإسلامي والدراسات العلمية التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتاريخ الإسلام وحضارته، حيث يُسهم ذلك في فهمٍ أعمق للتطورات التاريخية والثقافية في العالم الإسلامي، وبهذه الاستخدامات المتعددة يظل العام الهجري محورًا هامًا في حياة المسلمين، مساهمًا في تعزيز الهوية الإسلامية وتعميق الروابط الثقافية والدينية بين أفراد المجتمع في كل أنحاء العالم. واستقبال العام الهجري يختلف في العادة من دولة لدولة، فثقافاتنا الاجتماعية مختلفة ولكن حب المُسلمين لشعائرهم تتفق عليه جميع الأفئدة، ففي المملكة العربية السعودية يتم استقبال العام الهجري الجديد بروحٍ من التقدير والتفاني في العبادة والتفاعل الاجتماعي، حيث تتواصل الاحتفالات في الأيام التالية بالمشاركة في الأنشطة الخيرية وتبادل التهاني والزيارات بين الأقارب والأصدقاء، كما يتم تزيين الشوارع والمنازل بالزينة والشعارات التي تُعبر عن فرحة الاستقبال والترحيب بالعام الجديد، ولا تقتصر الاحتفالات على المملكة فقط، بل تمتد إلى جميع أنحاء العالم الإسلامي، حيث يحتفل المسلمون بنفس الروح والتفاني في التعبد والتواصل الاجتماعي، مما أدى ذلك لجعل العام الهجري الجديد فرصة للتجديد والإعمار وتحقيق الأماني والطموحات بما يحقق السعادة والراحة للجميع.