بعد انقضاء اليوم «الثلاثاء» تتبقى ثلاث ورقات في تقويم عامنا الهجري 1435، سننزع آخرها يوم الجمعة لنصبح على عام 1436 نسأل الله أن يكون عام خير وأن يبارك لنا في أيامه ولياليه. ولأن هذا التقويم يحدد على المستوى العالمي المناسبات الإسلامية فيعتمد عليه كل مسلم يعيش على أي أرض في هذا العالم، ففيه رمضان، وعيد الفطر، والوقوف بعرفة يوم الحج الأكبر، وعيد الأضحى، وبقية المناسبات التي تتخلل أيام السنة الهجرية ويحييها المسلمون على اختلاف طوائفهم. هذا العام الهجري يدخل ويخرج ونحن في الأعم الأغلب لا نحس به إلا عندما نضع التقويم الجديد والذي تتنافس الشركات والمؤسسات في تقديمه كهدايا، بالإضافة إلى الدوائر الحكومية التي تغير تاريخ توثيق معاملاتها إلى عام جديد. أما دخول العام الميلادي فيشهد احتفاليات ومتابعات إعلامية لنهايته وبدايته، ويشعر به كل فرد حتى المسلمين الذين يتبادلون التهاني ويرسلون «كروتها» التي تحمل على تنوع رسوماتها عبارة «سنة جديدة سعيدة». ولا أعلم سببا لعدم احتفال أو لنقل «احتفاء» المسلمين بعامهم الهجري الذي يعتبر تاريخا إسلاميا يؤرخ لهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو تاريخ وضعه الخليفة الرشد عمر بن الخطاب بعد تشاور مع الصحابة رضوان الله عليهم جميعا واتفاقهم على بدايته (محرم) ونهايته (ذو الحجة) فالمناسبة ليست عيدا وإنما احتفاء بتغير فعلي في دورة الزمن له وقعه الإسلامي على حياتنا. وعندما أتساءل عن عدم احتفاء المسلمين بالعام الهجري الجديد، فإني لا أقارن أو أساوي فيه بين ما تحتويه احتفالات العام الميلادي الجديد وبين ما يمكن أن تكون عليه احتفالاتنا بالعام الهجري الإسلامي، ويكفي أن أقول «إسلامي» لتتضح ما هية الاحتفالات ونوعها وأهدافها والتي من أهمها أن نشعر جيل الهواتف الذكية و«الايبادات» بأننا ندخل عاما جديدا، ونعتز فيه بتاريخنا اعتزازنا بديننا، ونسخر لذلك إعلامنا ومنابرنا ومدارسنا وجامعاتنا، ونتبادل التهاني بعامنا الهجري الجديد. وكل عام جديد وأنتم بخير.