الدبلوماسية مهمة، كانت هذه عبارة من كلمة وزير الخارجية البريطاني الجديد ديفيد لامي، وهو يتحدث عن خطط عمل الحكومة الجديدة في بلاده فيما يخص وزارته، ولا يبدو ثمّة شيء مثير أو خارج السياق في هذه العبارة، خاصة وأنه معلوم لدى الجميع بأن الدبلوماسية إحدى أدوات تنفيذ السياسة الخارجية لأي بلد. لكن ذلك يصبح مفهوماً في عالمٍ سريع التغيّر والتطورات، وتتنوع فيه العلوم وتنمو بصفة مستمرة، وينعكس ذلك على تطبيقات هذه العلوم وممارساتها، ومن ضمنها الدبلوماسية التي تجاوزت شكلها الكلاسيكي إلى أنماط جديدة من الدبلوماسية الحديثة، أصبحت تُستخدم فيها القوة الناعمة لخلق هالة إيجابية جاذبة لدى الآخرين تُساعد في نجاح السياسات الوطنية الداخلية والخارجية، وممن برز في هذا المجال بريطانيا من خلال استراتيجيتها للقوة الناعمة، والتي أفرد لها الأستاذ فيصل الحويل مبحثاً في كتابه (حكايا القوة الناعمة، الدبلوماسية والعلاقات الدولية في القرن ال21). المملكة وبصفتها دولة مؤثرة وفاعلة في محيطها الإقليمي، وعلى المستوى الدولي، وصاحبة المنجزات الفريدة، والخطط الطموحة، والمبادرات النوعية، خاصة في ظل برامج رؤية 2030 تحت قيادة وإشراف سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود -حفظه الله- فقد خلقت شكلاً جديداً من الدبلوماسية العامة، والقوة الناعمة، تمثّل في مواسم السعودية التي تقوم بها الهيئة العامة للترفيه، ومن أبرزها موسم الرياض، والذي سيرعى (نزال موسم الرياض) في شهر أغسطس المقبل بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية في أول فعالية عالمية في الخارج. وفضلاً عمّا تقدمه هذه المواسم من نشاطات ترفيهية للمجتمع، فإنها تساهم في بناء جسور من التواصل ومشاركة الإرث الثقافي والحضاري مع الدول والشعوب الأخرى، وتعزز التبادل المعرفي، والترويج السياحي، بما يعظّم من نتائج المنافع الاجتماعية والاقتصادية، في بيئة تنافسية مستدامة، تتوافق مع ركائز الرؤية في وطن طموح، واقتصاد مزدهر.