نظمت المملكة العربية السعودية بفخرٍ واعتزاز للاحتفال بالسنة الدولية 2024 للإبل في سويسرا بمدينة جنيف، بالشراكة مع البعثة الدائمة لدولة بوليفيا، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، معرض "موكب الهجن أبطال الصحاري والمرتفعات تغذية للناس والثقافات"، حيث قدمت المملكة مساهمة بلغت قيمتها 844.342 دولاراً أمريكياً لدعم السنة الدولية للإبليات، وهي مناسبة تأتي لتسليط الضوء على أهمية هذا الحيوان النفيس في التراث العربي والإسلامي والثقافات العالمية، حيث إن الإبل ليست مجرد حيوان، بل هي رمزٌ للصمود والاستدامة والرفاهية التي تجسدت في حياة البشر منذ قرون. وبهذه المناسبة المهمة تُظهر المملكة تراثها العريق واهتمامها العميق بالحفاظ على التنوع البيولوجي والثقافي، حيث تعمل على إبراز دور الإبل في تعزيز الاقتصاد المستدام وتعزيز الحياة الريفية، ويتم ذلك من خلال عروض فنية وثقافية ومعارض مميزة تبرز جمالية هذا الحيوان وأهميته الاقتصادية، كما تنطلق المملكة بطموح نحو تعزيز التفاهم والتبادل الثقافي بين الشعوب، مؤكدةً على دورها الرائد في الحفاظ على التراث والإرث الثقافي والعالمي، ومساهمتها الفعّالة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على الصعيدين الوطني والدولي. ويأتي تنظيم المملكة للمعرض الذي يستمر أربعة أيام انطلاقًا من رئاستها للسنة الدولية للإبل 2024 بالتشارك مع مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي، والتي تُمثلها دولة بوليفيا، وتسلط المملكة الضوء على ركنها من المعرض لتبرز منتجات الإبل التحويلية التي تصنع محليًا، وأهميتها في تحقيق الأمن الغذائي بالسعودية، بالإضافة إلى استعراض الفوائد الطبية العديدة لتلك المنتجات. وتُلبي الإبل احتياجات الغذاء للمجتمعات المتعددة، خاصةً في المناطق القاحلة والصحراوية، حيث يكون الإبل أحد المصادر الرئيسة للغذاء، فهو يوفر لحمًا وحليبًا غنيًا بالعناصر الغذائية الأساسية، كما تُسهم الإبل بشكلٍ كبير في دعم الاقتصادات المحلية، حيث تعتبر أحد المصادر الرئيسة لدخل العديد من الأسر، سواءً من خلال بيع اللحوم أو الحليب أو حتى التجارة بالإبل نفسها، كذلك تُشكل الإبل جزءًا من الهوية الاجتماعية والثقافية في العديد من المجتمعات العربية والإسلامية. كما يساهم الاستثمار في الإبل في تحقيق عدة أهداف للتنمية المستدامة كالحفاظ على التنوع البيولوجي ومكافحة التصحر والزراعة المستدامة، حيث إن من خصائص الإبل المحافظة على البيئة الصحراوية من خلال تأثيرها الإيجابي على التربة والنباتات. لذا خطت المملكة خطوات مهمة لتطوير قطاع الإبليات داخليًا ودوليًا لزيادة الوعي المجتمعي بأهمية الإبل ودورها في توفير الغذاء والمعيشة لأصحابها ومربيها، وكذلك تشجيع زيادة الإنتاجية، والعمل على محاربة الأمراض والأوبئة التي تفتك بها وتحصينها دوريًا، بجانب تحسين تسويق منتجات الإبليات لرفع دخل المربين ومن ثم تعظيم ورفع مستوى معيشتهم، وكذلك الإسهام مع الهيئات الدولية في تطوير وتحديث كافة ما يتعلق بأنظمة وقوانين ممارسة أنشطة الإبل، إضافةً إلى إطلاق منحة ثقافية وتعليمية تحت مسمى "منحة دراسات الإبل"، وذلك بهدف تشجيع البحث العلمي والتأليف ودعم الدراسات والمؤلفين والمترجمين. ومن أبرز منتجات الإبل التحويلية المحلية التي قامت المملكة باستعراضها في المعرض لحم الإبل والحليب والجلود والشعر والصوف وكذلك المنتجات الطبية والتجميلية، وبهذه الطريقة تسهم الإبل في دعم الاقتصاد المحلي وتحسين معيشة السكان المعتمدة على تربية الإبل، مما يبرز دور هذا الحيوان النفيس بصورة مثالية في تحقيق التنمية المستدامة في المناطق الصحراوية والقاحلة. ونجدد التأكيد على أهمية هذه المناسبة العالمية التي تسلط الضوء على التراث والثقافة العربية والإسلامية، وتبرز دور الإبل كجزء مهم من الحضارة الإنسانية، ويؤكد التزام المملكة بالمسؤولية البيئية والاقتصادية في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي واستثماره بشكلٍ فعّال لنحقق مستقبلًا أكثر ازدهارًا واستدامةً للجميع بإذن الله تعالى. د. نهى الوقداني