بالعودة إلى التاريخ كانت فكرة الأسواق الأسبوعية جزءًا لا يتجزأ من حياة المجتمعات عبر التاريخ، حيث يتجمع التجار والمستهلكون في موقع محدد في يوم محدد خلال الأسبوع، ويتم تسمية السوق باسم ذلك اليوم، ومنه يتم شراء حاجات الأسبوع كاملة، حيث يقوم المزارعون والحرفيون وغيرهم ببيع منتجاتهم الطازجة بشكل مباشر إلى المستهلك النهائي بدون وسيط كتاجر الجملة أو التجزئة، وبذلك ينخفض السعر ويضمن الحصول على منتجات طازجة، ومثل هذه الأسواق تلعب دورًا اقتصاديا واجتماعيا وسياحيا مهما في العديد من بلدان العالم حتى يومنا هذا، كما لا تزال قائمة في وطننا الغالي في مختلف مناطق المملكة مثل سوق السبت بمدينة بالجرشي الذي يحتفظ بسحره التراثي ويعكس جزءًا من ثقافة منطقة الباحة. في وقتنا الحالي ساعدت الحضارة والتقدم المدني على إيجاد تنوع في نقاط البيع ووفرة كبيرة في الوسطاء ووكلاء البيع، فنجد التموينات والسوبر ماركت والهايبرماركت، كذلك يوجد المتاجر الأكبر حجما (Superstore) التي يطلق على مقرها متجر الصندوق الكبير (Big-box store) نظرا لتصميمه الذي يأخذ شكل الصندوق، ويبيع مختلف المنتجات في المتاجر الأخرى بالإضافة إلى الملابس والأثاث والكتب وغيرها، كما يوجد متاجر التجزئة التي تبيع مجموعة واسعة من المنتجات، وعلى العكس من ذلك هناك المتاجر المتخصصة التي تبيع نوعاً واحداً من المنتجات، مثل ساعات فقط أو نظارات فقط وغيرها، أيضا يوجد أجهزة البيع الآلي (Automatic Vending Machine) التي تتواجد داخل المباني المكتبية والأسواق وتقدم المشروبات والمأكولات الخفيفة، حيث يكون الدفع مباشراً دون تدخل بشري، كما يوجد المعارض التي تبيع منتجات العلامات «الماركات» العالمية والتي في الغالب تكون على شكل سلسلة من المتاجر (Chain Store) لمالكة العلامة أو عبر وكيلها في المنطقة، أو قد تكون تحت الامتياز التجاري (Franchise)، كذلك هناك البيع عبر التلفزيون (Televised Retailing) من خلال قنوات تلفزيونية متخصصة في ذلك، ثم ظهر مؤخرا البيع عبر المواقع والتطبيقات الالكترونية لمختلف المتاجر الالكترونية كذلك من خلال تطبيقات التوصيل المختلفة التي يمكن من خلالها شراء المنتج وتوصله أيضا. وعلى ذلك تختلف طرق ووسائل التوزيع بناء على تأثرها بعدة عوامل منها ما يتعلق بالسلعة نفسها، فالمنتجات التي تتلف سريعا كالألبان والزهور تكون قنواتها التوزيعية قصيرة بدون أو بعدد محدود من الوسطاء فتكون من المُنِتج إلى المستهلك مباشرة، أيضا بالنسبة للسلع باهظة الأثمان، حيث تباع مباشرة إلى المستهلك النهائي كالمجوهرات، ولأن عملاءها محدودون ففي الغالب يتم استهدافهم عبر التسويق المباشر من خلال زيارتهم وخدمتهم في مقرهم. كذلك من العوامل المؤثرة في توزيع المنتجات تمكن في طبيعة تصنيف المنتج إذا كان استهلاكياً أو صناعياً أو تجارياً، كذلك بحسب شكل المنافسة للمنتج بأن يسمح عرضه مثلا بجانب منتجات المنافسين أو أن يتم عرضه في نقاط بيع خاصة به فقط، أيضا بالنسبة لمدى اتساع وكثافة التوزيع فالمنتجات الاستهلاكية تحتاج إلى توزيع واسع عبر نقاط بيع كثيرة على العكس في السلع الانتقائية والمعمرة التي لا تتطلب نقاط توزيع كثيرة، مثل السيارات إنما تحتاج إلى معارض بيع ومراكز صيانة محدودة في كل منطقة. أما بالنسبة لاختيار نقاط البيع وانتشارها جغرافيا، فهي تتأثر بعدة عوامل منها تكلفة الإيجار ومدى تواجد وقرب المنافسين والكثافة السكانية في المنطقة، وحجم الشريحة المستهدفة المتواجدة فيها، أيضا مدى توفر البنية التحتية والخدمات اللوجستية.