لا زالت بلادنا تواصل تقديم الدروس في كل عام من خلال (تنظيم موسم الحج)، موسم هذا العام 1445ه وكيف لها أن تستقبل أكثر من مليون إنسان في وقت معين وفي منطقة واحدة وتعمل على راحتهم وتنقلاتهم وخدمتهم من جميع النواحي في كل عام. يا لعظمة هذه البلاد الطاهرة. أكثر من مليون حاج في منطقة واحدة ومحدودة، ويتحركون في الوقت نفسه كالموج وسط متابعة دقيقة من جميع الجهات الأمنية والمسؤولة عن تنظيم هذه الأمواج التي تتنوع فيها الأعمار من صغير السن حتى سن الشيخوخة، بل قرأنا في حج هذا العام قدم مولود على صعيد عرفات، وتم ذلك بكل يسر وسهلة في ظل توفر الجهات المسؤولة عن الصحة. خلية نحل من السعوديين من جميع القطاعات تعمل ليلاً ونهارًا على خدمة حجاج بيت الله الحرام، برعاية مباشرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- الأمر الذي يدل على عظمة الدولة السعودية وحكامها وما يولونه من اهتمام بخدمة ضيوف الحرمين الشريفين وتسهيل أمور المسلمين في تأدية مناسك الحج من كل عام. ونجد في الميدان من يقدّم الخدمة للحجاج من الوزير حتى أصغر موظف. الكل يتسابق لخدمة ضيوف المملكة الأعزاء. حكومتنا الرشيدة تجد خدمة ضيوف بيت الله الحرام واجبًا عليها، وتشريفًا في الوقت نفسه ولا يقدر هذا الشرف بأي ثمن، لذلك هي تسخر كل طاقاتها في الحج وتصرف الميزانيات الضخمة ويقدم الجميع الجهد الكبير في سبيل تنظيم الحج وإنجاحه. نرى الإعجاب في أعين حجاج بيت الله الحرام الذين قدموا من كل مكان، وسوف ينقلون هذا الإعجاب إلى أوطانهم وشعوبهم ويرون ما شاهدته أعينهم من مظاهر الاهتمام والعناية ، والتنظيم الرائع منذ استقبالهم وحتى مغادرتهم. حفظ الله وطننا الغالي وحكومته وشعبه الأوفياء ونبارك للجميع هذا النجاح.