الأديب الشاعر الراحل فهد بن محمد الفهيد – الذي وافته المنية الشهر الماضي رحمه الله – هو أحد شعراء محافظة مرات (مقر جبل كميت الشهير)، وهو أحد أبرز أدبائها ومثقفيها في الوقت الحاضر، وقد صدرت له عدة مؤلفات خلال العقدين الأخيرين من حياته في الشعر وتراث منطقة مرات، من ضمنها ديوانه الوحيد الموسوم ب(الكتابة على جدار الصمت) وكتابه هذا الموجود بين أيدينا الآن الموسوم ب(على جال الغدير قصائد وحكايات من مرات) الصادر بطبعته الأولى سنة 1432ه. وقد قام الفهيد من خلال هذا الكتاب بجمع عدد كبير من القصائد والحكايات لعدد كبير من شعراء منطقة مرات، وما عرفه أهلها من قصص وحكايات قديمة تشكل أهمية كبيرة بالنسبة للموروث الشعبي للمنطقة وسكانها على مدى زمني طويل، وتعكس صورة واضحة لما مرت به من مراحل تاريخية وتحولات اجتماعية وثقافية وحضارية شتى ساهمت في تشكيل الوعي الإنساني السليم والحس الوطني النبيل تجاه الوطن والحياة والناس، الذي عزز مكانة المواطن السعودي على أرضه وتحت راية قيادته الحكيمة عبر الزمن. وعلى الرغم من غزارة مادة هذا الكتاب، وتوسع المؤلف – رحمه الله – في تفاصيلها وحيثياتها فقد حاولت في هذه القراءة العابرة أن أقدم للقارئ الكريم أبرز ما جاء فيه. لقد قام المؤلف بتقسيم محتويات كتابه هذا إلى ثمانية أبواب رئيسة، جاءت عناوينها مرتبة على النحو التالي: الباب الأول: سيرة شعراء الرعيل الأول. وفي هذا الباب أورد المؤلف أسماء مجموعة من أشهر شعراء منطقة مرات القدامى، مصحوبة بنماذج من أشعارهم مع السيرة المختصرة لكل شاعر منهم على حدة. الباب الثاني: شعراء الرعيل الثاني: وهو مقتصر على مجموعة أخرى من شعراء المنطقة من المعاصرين من الجيل الثاني، سواء في الشعر الفصيح أو الشعبي وأورد خلاله المؤلف نماذج متنوعة من أشعار هؤلاء من شعر وطني وغنائي ووجدانيات وحكم ووصف...الخ، مرفقا بها شيئا من السير الشخصية لهم. الباب الثالث: شعر المحاورات. وهو يتضمن بعض المحاورات والمساجلات الشعرية بين عدد من شعراء المنطقة. الباب الرابع: شعراء الرعيل الثالث: وكما هو واضح من عنوان هذا الباب أنه قد خصصه المؤلف للحديث عن أبرز شعراء منطقة مرات من جيل الشباب في الوقت الراهن، وايراده لنماذج مختارة من أشعارهم. الباب الخامس: سيرة شاعرة. وقد تم تخصيصه للحديث عن أبرز شاعرات منطقة مرات في العصر الحديث، مع نماذج مختارة من أشعارهن، مرفق بها شيء من سيرهن على الرغم من قلتهن. الباب السادس: قلائد. وقد جاء هذا الباب – تحديدا- من الكتاب بعنوان مزدوج آخر هو (شوارد) لم يكن مقتصرا على شعراء منطقة مرات فحسب، بل اشتمل على عدد ليس بالقليل من قصائد وأشعار لشعراء شعبيين مشهورين من إقليم نجد القدامى من عصور مختلفة. الباب السابع : سواليف. وهو باب يعتبر من أقصر أبواب الكتاب تم تخصيصه لقصص وحكايات وطرائف متنوعة من تراث المنطقة. الباب الثامن: آثار ومعالم. وهو الباب الأخير من الكتاب، وهو أقصر أبواب الكتاب جميعا، خصصه المؤلف – بشكل مختصر - لأبرز المعالم الأثرية والتاريخية لبلدة مرات القديمة، شمل الحديث عن بعض المباني الأثرية والمعالم القديمة للبلدة التي كان من أبرزها ما كان يعرف لدى سكان المنطقة القدامى باسم (القازخانة)و(أسوار مدينة مرات وبواباتها )وأسمائها.