ها هو موسم حج 1445ه يأتي نجاحه مذهلاً أبهر العالم، فالأرقام ستظل عاجزة عن الوصول إلى ما يتم إحرازه من منجزات في مسار الأعمال العملاقة والمشاريع لخدمة حجاج بيت الله الحرام. ولدرجات النجاح العالية لموسم الحج وجوه متنوعة، بداية من ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة الذي تُشرف عليه وتنفذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة البالغ عددهم 3322 حاجّاً وحاجة من 88 دولة من مختلف قارات العالم قدموا شكرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على ضيافته وكرمه المعهود منذُ وصولهم إلى المملكة، ومروراً بمبادرة «الطريق إلى مكة»، التي تخصص مسارات خاصة للحجاج القادمين من الخارج في المطارات الكبرى لتوفير الوقت والجهد عليه، ونذكر بالإعجاب المواقف الإنسانية الجميلة لرجال الأمن وأفراد الكشافة والمتطوعين والمتطوعات من الجهات الحكومية والجمعيات الأهلية التي كشفت المعدن الطيب للشخصية السعودية والخلق العالي، وكثيرة هي الصور والفيديوهات التي انتشرت في نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي وفيها أحداث ومواقف تهز لها النفوس وتنتشي وتطرب، كرجل الأمن الذي يحمل على ظهره كهلاً ليصعد به إلى السلم، ومسعف من الهلال الأحمر يمنح حاجّة مظلة شمسية كي تتقي ضربة الشمس الحارة، ورجل أمن آخر يساعد حاجاً مسنّاً لرمي الجمرات، والفتاة المتطوعة التي ترش الماء البارد على وجه حاج، وكشاف يرشد التائه إلى مقر بعثته، ومن الوجوه المتنوعة للنجاح سلاسة التنظيم وروعة التسهيلات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام والخدمات المختلفة وإدارة الحشود والكتل البشرية الهائلة بكل درجات الإتقان والمهنية والكفاءة والاقتدار، إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال إدارة تسيير أكثر من مليوني ونصف حاج في مكان واحد وبهذا الترتيب والسلاسة لولا توفيق الله عز وجل وبركة أرض الحرمين الشريفين التي تنشر رياح الأمن والسلام والوئام والطمأنينة على العالم كله. ومن وجوه النجاح المنظومة الصحية المتكاملة التي تبذلها وزارة الصحة من خلال كوادرها الطبية والإدارية والمنشآت والمراكز الصحية الموزعة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وتطبيق الإسفلت المطاطي والنظارة التفتيشية، والتوسع في تقنيات وخدمات سابقة مثل الطرق المبردة واستخدام «الدرونز»، وخدمة حج بلا حقيبة، وتخصيص 21 ألف كادر بشري لخدمة الحجاج في مطارات المملكة، كما دشنت وزارة النقل والخدمات اللوجستية، تجربة «التاكسي الجوي الذاتي القيادة»، كما أطلقت وزارة الحج والعمرة بطاقة «نسك»، وذلك في إطار تبني التقنيات الحديثة وتسخيرها في كل ما يخدم حجاج بيت الله الحرام، وغيرها من الخدمات والتسهيلات. الموحد لمملكتنا الحبيبة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن-طيب الله ثراه-، قال بعد أن وطئت قدماه ثرى مكةالمكرمة في 14 جمادى الأولى عام 1342ه: «إنني وأسرتي وشعبي جند من جنود الله نسعى لخير المسلمين وتأمين راحة الوافدين إلى بيت الله الحرام وأداء مناسكهم»، ومن بعده سار أبناؤه من بعده الملوك على نهج رعاية حجاج بيت الله الحرام وتوفير اليسر والراحة لهم وجميع الخدمات، وفق أعلى المستويات. فها هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله يقول: «نتشرف جميعا بخدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم، ونبذل الغالي والنفيس لتوفير أسباب الطمأنينة لهم»، وها هو صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، يقول: «إن المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها شرفها المولى سبحانه وتعالى بخدمة الحرمين الشريفين، والعناية بهما، وجعلت ذلك في مقدمة اهتماماتها، واتخذت الجهود كافة وسخرت جميع الإمكانات بما يوفر وسائل الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن». اللهم أدم على هذا الوطن أمنه وأمانه، واحفظ ولاة أمره، وكلل مساعيهم الخيرة في خدمة ضيوف الرحمن بالقبول والعون والمؤازرة.