سلاسل الإمداد ضمن المواضيع الأكثر تعقيدا في عالم الأعمال، المتعلقة بتدفق السلع والبيانات والأموال الخاصة بالمنتجات، التي تشكل العمود الفقري الذي يربط مختلف مراحل الإنتاج والتوزيع، حيث تختص بالإشراف على جميع العلاقات التي تتم بدءا من الموردين الذين يقدمون المواد الخام، وحتى وصول المنتج للمستهلكين النهائيين مرورا بمختلف نقاط سلاسل الإمداد. حيث أن تدفق المعلومات وما يختص بأوامر الشراء وموعد ومكان وكيفية التسليم فيتم تدفقها باتجاهين بين المنظمة والمورد وبين المنظمة والمستهلك، أما بالنسبة للتدفق المالي الذي يختص بجداول الدفع والائتمان وغيرها فهي على نقيض ذلك تبدأ بالعكس من آخر السلسلة، كأن تبدأ من العميل النهائي إلى أن تصل للمورد في بداية السلسلة. وليتم إدارة السلسلة بشكل فعال وعملي لابد من تحديد مستوى خدمة مناسب لجميع الأطراف (Service Level Agreement) حيث أن كل مستوى يتطلب جهداً ووقتاً وتكلفة مختلفة عن الأخرى، إضافة إلى أهمية تخطيط وإدارة العلاقة بينهم، أيضا اختيار الموردين الذين يوفرون المواد الخام وقطع الغيار والتنسيق معهم على جداول الإنتاج، أيضا ما يختص بإدارة الجانب اللوجستي من استلام طلبات الشراء والتخزين والتوصيل وطريقة الدفع، كذلك ما يتعلق بالرجيع وكيف يتم التعامل معه أيضا جانب التنبؤ بالطلب على المنتجات ومدى إمكانية توفيرها، إضافة إلى تحديد مخزون الأمان (Safety Stock) لتلبية الطلب بشكل مستمر من خلال معرفة الدورة الزمنية للمخزون (Stock Time Cycle) كذلك المهلة الزمنية (Lead Time) لتأمين الطلبية التي يقصد بها المدة الزمنية من استلام المورد لأمر الشراء إلى تسليم الطلبية لمقر صاحب الطلب. وبذلك فإن إدارة سلسلة الإمداد تهدف من خلال عملها إلى رفع كفاءة وفعالية التخزين، وتخفيض تكلفته من خلال استخدام التقنية والتبادل السريع للمعلومات بشكل آلي، كذلك البحث عن موردين أكفاء يواكبون التطور التقني واستخدام أفضل الممارسات في قطاع سلاسل الإمداد، والتي من أفضلها وأصعبها هو استخدام نظام "التسليم في الوقت المناسب" (Just In Time) وهي إستراتيجية تعمل على مواءمة طلبات المواد الخام من الموردين مع جداول الإنتاج بشكل مباشر، وتستخدمها المنظمات لزيادة كفاءة الإنتاج وتخفيض تكلفته من خلال استلام البضائع عندما بالضبط تحتاجها عملية الإنتاج مما يقلل من تكاليف المخزون بشكل تقريبا يقارب للصفر، وتتطلب هذه الطريقة من المنتجين توقع الطلب بدقة عالية لتصل للفعالية المطلوبة مع الأخذ في الحسبان خطر عدم توفر المواد الخام في الوقت المطلوب وتكبد خسائر انتظار خطوط الإنتاج بدون القيام بعملية الإنتاج حتى وصول المواد، ويعرف هذا الأسلوب بنظام تويوتا للإنتاج كون شركة تويوتا اليابانية أول من ابتكر هذا الأسلوب عام 1970م ويُستخدم معه في العادة نظام كانبان (Kanban) لمراقبة المخزون ومتابعة الإنتاج وشحن المواد.