تتوالى النجاحات والإنجازات في وطننا العظيم بشكل يدعو للفخر والاعتزاز، ليس لأنها خارج التوقّع، ولكن لأنها تنطلق من مرتكزين أساسيين هما: العزيمة والهدف، فهما يسيران جنباً إلى جنب ليؤكدا بأن بلادنا ماضية بعزم لا يلين نحو الريادة والتقدم والتفوق على جميع المستويات. فمنذ أن انطلقت رؤية المملكة 2030 مستصحبة مرتكزاتها الثلاث: مجتمع حيوي، وطن طموح، واقتصاد مزدهر؛ وهي تحقق مستهدفاتها بثقة وتخطيط وعمل استراتيجي متقن، عمل يدرك أن المرحلة والسباق مع الزمن يتطلّبان الحكمة وروح التقدّم، وهو ما تسير عليه قيادتنا بوثوب ودأب واستمرارية والتزام لا يعرف الكلل، ولا يرتضي العادي ولا يكتفي بالمُنجز الذي تحقّق. اليوم نعيش أفراحاً عظيمة وبشائر تتهادى بهجتها بين الجميع حكومةً وشعباً. أفراح باستكمال الحجاج شعائرهم، وسط حج ناجح بشكل مذهل وفارق ونوعي أدهش العالم، فبرغم حجم التحديات، من أعداد هائلة تزيد عاماً بعد عام، إلى تحدٍ ضيق المساحة في المشاعر، وتحشيد الحجيج وتنظيمهم، إلا أن المملكة -كدأبها- لا تركن للنجاحات السابقة، ولا تتكّئ على أمجاد تم تحقيقها، فهي في سباق وتحدّ مع الزمن والظروف والمرحلة. كان حجاً استثنائياً جدّد التأكيد على الاحترافية والتراكم التجاربي والخبراتي الذي يعطي دروساً مجّانية للعالم بأسره، حيث استثمار كل المقدرات والإمكانات، وتوظيف التقنية، والذكاء الاصطناعي وكل ثمرات الابتكار للعقل البشري، كل أولئك تم تسخيرها وتطويعها لخدمة الحجاج وضيوف الحرمين الشريفين. ولا تتوقف بالطبع أفراحنا واعتزازنا بنجاح موسم الحج بفضل الله ثم بفضل قيادتنا الفذة، بل إننا نعيش مباهج عديدة منها خبر تحقيق المملكة المرتبة (16) عالميًا من أصل (67) دولة هي الأكثر تنافسية في العالم حسب تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية، الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD)، والذي يعد واحدًا من تقارير التنافسية الرئيسة التي يتابعها ويحللها المركز الوطني للتنافسية بالتنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة. وقد تقدمت المملكة مرتبة واحدة في نسخة العام 2024م، مدعومةً بتحسن تشريعات الأعمال، والبنى التحتية، ما جعلها في المرتبة (4) بين دول مجموعة العشرين، حيث تقدمت في محور كفاءة الأعمال من المرتبة ال(13) إلى المرتبة ال(12)، فيما حافظت على مرتبتها السابقة (34) في محور البنية التحتية، وبقيت في المراتب العشرين الأولى في الأداء الاقتصادي والكفاءة الحكومية. هذه النتائج الإيجابية التي حققتها المملكة في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية (IMD)، وغيرها من التقارير العالمية المعتبرة، كما يشير وزير الاقتصاد هي انعكاس لمسيرة التحول الاقتصادي التي تتبناها حكومة المملكة وفقًا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله -. ويبقى التأكيد على الإصلاحات الاقتصادية التي انتهجتها المملكة ساهمت في الوصول إلى المراتب الثلاث الأولى في 24 مؤشرًا جميعها تجعلنا في غاية الفخر والاعتزاز بأن تحقق بلادنا المرتبة (16) عالمياً في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2024، الأمر الذي يؤكد تفوق المملكة وريادتها في المشهد الاقتصادي العالمي، ويعكس قيمة وأهمية التحول الاقتصادي الذي أثمر النتائج الإيجابية التي حققتها المملكة في تقرير التنافسية العالمية ونجاعة سياستها وتوجهاتها نحو التحول الاقتصادي، وتأكيداً على استراتيجيتها القوية في دعم الابتكار وتعزيز بنية الاقتصاد، والذي بدوره أحدث الأثر الاقتصادي والاجتماعي عبر ريادتنا عالمياً وتحقيقنا المرتبة الأولى عالمياً في عدة مؤشرات بارزة، مثل نمو التوظيف والتماسك الاجتماعي، مما يعكس تأثير الإصلاحات الاقتصادية على النمو الشامل والاستدامة.