قيادة سفينة تحمل الزعيم ليس بالأمر السهل وتتطلب حنكة إدارية واحترافية عالية الجودة لمواكبة المنافسة الشرسة على المستويين الآسيوي والمحلي، ولحسن الحظ كان الهلال ولا يزال محظوظا على مستوى تواجد هذا القائد وهذا الربان بداية من المؤسس الشيخ عبدالرحمن بن سعيد والذي تولى المهمة في 1957م تحت مسمى النادي الأولمبي ولمدة 15 عاما على 3 فترات زمنية، وصولا للرئيس الحالي فهد بن نافل والذي يتولى الهمة المهمة منذ 2019. وللأمانة وبعيدا عن أي مجاملة وكتيبة المخلصين التي تحيط بابن نافل فقد نجح هذا الرجل وبدرجة امتياز في قيادة هذا النادي العملاق السعودي العربي الآسيوي الذي بات أيقونة النجاح في القارة الآسيوية، ويضاهي أكبر الأندية على مستوى العالم بما يحققه من إنجازات. ولا شك أن الموسم الحالي وعصر الانفتاح الكروي في المملكة، كان شاهدا على براعة ابن نافل والكتيبة الهلالية بعد أن تفوق الجميع على نفسه وحققوا ثلاثية تاريخية ومن دون هزيمة. ويكفي ابن نافل أنه ومنذ استلام المهمة حققت الكتيبة الزرقاء التفوق ليس فقط في كرة القدم، بل في جميع الألعاب سلة وطائرة وصولا للألعاب الفردية التي تعيش أفضل فتراتها. ورغم أن حكاية الرئيس الذهبي ابن نافل بأكثر من 11 بطولة في كرة القدم فقط رسمية وودية ستظل خالدة في قلعة الزعيم لعقود طويلة، إلا أن جمهور كبير آسيا لا يزال متعطشا لمزيد من البطولات والألقاب واعتبارا من الموسم الجديد، وكل الثقة في هذا الرجل وكتيبة المخلصين أنهم على قدر المسؤولية للحفاظ على هذا الإرث الراسخ في جذور الرياضة السعودية والآسيوية. خسارة الأخضر رغم تأهل الأخضر لكأس آسيا 2027، وأيضا بطبيعة مشاركته الإجبارية في البطولة كونه مستضيف الحدث، بجانب الصعود إلى الدور الأخير من تصفيات المونديال 2026، إلا أن أداء المنتخب أمام الأردن لم يكن على قدر الطموح، وهو ما يتطلب محاسبة الجهاز الفني على هذا الخلل الذي قد تكون له عواقب لا يحمد عقباها في المستقبل القريب. تأهل الأزرق نبارك للأزرق الكويتي تأهله الصعب إلى كأس آسيا 2027، والدور الثالث لتصفيات المونديال بعد حلوله في وصافة المجموعة الأولى، وقد يكون هذا التأهل بداية لعودة الأزرق للمنافسة على مستوى القارة، على أن هذا الأمر قد يتطلب مزيدا من العمل من أعضاء الاتحاد بقيادة رئيس الاتحاد عبدالله الشاهين، والذي يحسب له أنه نجح في قيادة المنتخب رغم محاولات تكسير المجاديف إلى إنجاز لم يتحقق منذ سنوات طويلة.