أعلنت روسيا الثلاثاء سيطرتها على قريتين إضافيتين في شرق أوكرانيا، لتواصل تقدمها البطيء الذي بدأته منذ أشهر في مواجهة جيش يفتقر إلى العدة والعتاد. وذكرت وزارة الدفاع أن القوات الروسية سيطرت على مياسوجاريفكا في منطقة لوغانسك (شرق) وتيمكيفكا في منطقة خاركيف (شمال شرق)، وهما قريتان صغيرتان تقعان على الجبهة. وأمس أعلنت موسكو تحقيق مكاسب ميدانية جديدة على جبهة القتال، قبل أيام من قمتين حاسمتين بالنسبة إلى أوكرانيا التي ضعفت قواتها. ويجتمع قادة مجموعة السبع في إيطاليا من 13 إلى 15 يونيو على أمل التوصل إلى اتفاق لاستخدام الأصول الروسية المجمدة من أجل مساعدة أوكرانيا. ويشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في القمة لمطالبة الحلفاء الغربيين بزيادة مساعدتهم لبلاده، قبل التوجه إلى قمة حول السلام في أوكرانيا تعقد في سويسرا بحضور عشرات القادة من كل أنحاء العالم وفي غياب روسيا والصين. وفي إشارة إلى تقدّم بطيء لكن ثابت للوحدات الروسية التي تقاتل على الجبهة منذ أشهر، أعلنت روسيا الاثنين سيطرتها على قرية في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا. وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي "واصلت الوحدات الروسية التقدم في عمق دفاعات العدو وحررت بلدة ستارومايورسكي". وأكد الرئيس زيلينسكي أن الوضع على خط الجبهة بأكمله في منطقة دونيتسك هو "الأصعب". وفي هذه المنطقة حيث يتركز معظم القتال، وصف جنود التقتهم وكالة فرانس برس الأحد الوضع بأنه "صعب" ومحبِط في مواجهة هجمات يومية. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام منتدى اقتصادي الأسبوع الماضي إن روسيا سيطرت على 47 بلدة وقرية أوكرانية حتى الآن منذ مطلع العام. وشنّت القوات الروسية هجوما في 10 مايو على منطقة خاركيف (شمال شرق) وتمكّنت من السيطرة على العديد من القرى قبل أن تبطئه تعزيزات أرسلتها أوكرانيا. وتخشى كييف أيضا هجوما جديدا في منطقة سومي المجاورة حيث رصد توغل روسي الاثنين. وفي هذا الصدد، نفى زيلينسكي أن تكون روسيا سيطرت على قرية ريجيفكا في منطقة سومي الشرقية حيث أفاد زعيم جمهورية الشيشان رمضان قديروف عن تقدّم القوات الروسية. ومن شأن تقدم الجنود الروس في هذه المنطقة الحدودية أن يزيد من إجهاد النظام العسكري الأوكراني الذي يتوجب عليه الدفاع عن جبهة تمتد على أكثر من ألف كيلومتر. وأكد زيلينسكي أن القوات الأوكرانية "تسيطر بالكامل" على سومي وأنه تم "تدمير" مجموعات تخريبية روسية تنشط في المنطقة. وفي منطقة خاركيف، قُتل رجل وأصيب اثنان آخران في قرية ديرغاتشيف. وأصيب سبعة أشخاص في ضربات جديدة على المدينة التي تحمل الاسم نفسه، وهي ثاني أكبر مدن أوكرانيا، بحسب السلطات. من جهتها، أعلنت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني على حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي أنها دمرت "منظومات صواريخ روسية مضادة للطائرات" من طرازَي إس-400 وإس-300 في شبه جزيرة القرم، وهي معلومات لم تتمكن فرانس برس من التحقق منها من مصدر مستقل. وعلى الصعيد السياسي، أعلن مسؤول عن إعادة إعمار أوكرانيا عرف بحشده مسيرات مؤيدة للديموقراطية في كييف قبل عقد، استقالته الاثنين مبررا الخطوة بالعراقيل التي واجهتها هيئته ومنعه من السفر. وندد ب"عقبات تنظيمية" و"معارضة مستمرة" سياسية وبيروقراطية تبطئ عملية إصلاح البنى التحتية، في وقت تواجه أوكرانيا انقطاعات كبيرة في التيار الكهربائي بسبب القصف الروسي. ويفتتح زيلينسكي والمستشار الألماني أولاف شولتس مؤتمرا دوليا في برلين لمناقشة إعادة إعمار أوكرانيا، بحضور حوالي 2000 سياسي وقادة سياسيين ومسؤولين من منظمات دولية. ويهدف مؤتمر برلين إلى جمع الأشخاص من جميع أنحاء العالم المشاركين في جهود التنمية وإعادة الإعمار في أوكرانيا. ولا يُتوقع أن يكون المؤتمر الهدف منه جمع التبرعات المالية. وكتب زيلينسكي على "إكس" بعد وصوله ألمانيا مساء الاثنين: "في مواجهة الإرهاب الجوي الروسي، ستكون الحلول العاجلة لقطاع الطاقة في أوكرانيا أولويتنا الكبرى". إلى ذلك ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن إدارة بايدن سترفع حظرا كان يمنع وحدة عسكرية أوكرانية مثيرة للجدل من استخدام أسلحة أميركية. وقالت الصحيفة إن وزارة الخارجية ستلغي بذلك الحظر الذي دام عقدا من الزمن وكان يمنع وحدة آزوف من استخدام برامج التدريب والأسلحة الأميركية بعد عدم توصل تحليل جديد لأي دليل على ارتكاب الوحدة لانتهاكات لحقوق الإنسان. وقالت وزارة الخارجية في بيان حصلت عليه الصحيفة "بعد مراجعة شاملة، تخطت الوحدة 12 الخاصة الأوكرانية (وحدة آزوف) عملية التدقيق بموجب قانون ليهي والتي أجرتها وزارة الخارجية الأميركية". ولم ترد وزارة الخارجية بعد على طلب رويترز للتعليق. ويحظر قانون ليهي تقديم مساعدات عسكرية أميركية للوحدات الأجنبية التي يثبت ارتكابها انتهاكات لحقوق الانسان.