حبا الله المملكة العربية السعودية بمزايا قلما توجد في أوطان أخرى، ومن أهم هذه المزايا وجود قيادة عظيمة وشعب عظيم، بالإضافة إلى مزايا تمنحها التفرد والريادة والقوه ومنها الموقع الاستراتيجي والإرث التاريخي ووجود الثروات الطبيعية، ولا شك أن وجود الأماكن المقدسة وخدمة ضيوف الرحمن لأداء شعائرهم يأتي في طليعة هذه المزايا التي تعطي المملكة أهمية كبرى ودوراً قياديا مؤثراً في العالم العربي والإسلامي مما يحتم عليها القيام بهذه المهمة المقدسه بأعلى مستوى من المسؤولية والكفاءة والنجاح، ومن هذه المهام التي توليها المملكة أهمية قصوى قيادة وشعباً مهمة موسم الحج. ولأهمية هذه الشعيرة العظيمة لدى كافة المسلمين واستشعاراً من المملكة لدورها الريادي والقيادي بالعالم الإسلامي، تولي القيادة السعودية اهتماماً كبيراً للتسهيل والتيسير على الحجيج لانجاز مهمة حجهم بكل طمأنينة وسلام، والأولوية القصوى في هذه الناحية هي توفير الأمن، والأمن هو أساس الطمأنينة في كل حال وخاصة لهذه الحشود الكبيرة التي تؤدي واجبها المقدس، ويأتي بعد ذلك أدوار لجهات أخرى تتكامل مع هذه المهمة الأمنية، ومنها الدور الصحي والخدماتي واللوجستي، بالاضافة إلى الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي. تقوم المملكه بتوظيف كل ذلك وحشد جميع طاقاتها وإمكانياتها لإنجاح موسم الحج، وتقوم بالتخطيط المسبق والإعداد والتجهيز لتنفيذ هذه المهمة الكبيرة. وما تقوم به بلادنا في موسم الحج عمل جبار بكل المقاييس، فهي تقوم بإدارة أكبر حشد بشري بمكان ووقت محدد لضمان الأمن والسلام والطمأنينة لضيوف الرحمن، ويتم حشد مئات الآلاف من العسكريين والمدنيين، وهذا شرف كبير يستحق التأمل والإشادة والفخر. والمملكة بهذا المجال تعطي دروساً مهمة وخبرة كبيرة لدول العالم بكيفية إدارة هذه الحشود المليونية بتميز ونجاح. وليس غريباً على السعوديين، فهم دوماً على مستوى عال من المسؤولية والاقتدار ومتفوقون بإنجاز المهام وتجاوز التحديات، ولديهم خبرات مليئة بالفخر، وفي وقت سابق كانوا في مهمة للدفاع عن الحدود الجنوبية. وبنفس الوقت يقومون بتأمين مهمة الحج بالإضافة إلى أزمة كورونا آنذاك بوقت متزامن ما يؤكد على أن السعوديين شعب جبار كما قال سمو ولي العهد- حفظه الله -، وتقوم الجهات الأمنية بموسم الحج بمهام حاسمة وتكاملية مع بعضها ومن أهم هذه الجهات وزارة الداخلية والحرس الوطني ووزارة الدفاع ورئاسة أمن الدولة. تقوم بمهامها لتوفير الأمن والطمأنينة للحجيج كما تقوم بالتعاون وعمل الخطط والمبادرات وعلى رأسها وزارة الحج والعمرة، وتولي المملكه اهتماماً كبيراً لضمان سلامة الحجاج من خلال توفير خدمات صحية عالية الجودة، وتجهيز المستشفيات والمراكز الصحية بأحدث الأجهزة والفرق الطبية المدربة للتعامل مع أي حالات طارئة. ويشارك الأمن السيبراني بفعالية وكذلك توظيف الذكاء الاصطناعي بجهود منسقة تضمن إنجاز المهمة على الوجه الأمثل. ويلعب الدور الخدماتي الذي توفره الدولة دوراً مهماً في تسهيل حج ضيوف الرحمن، كذلك تقوم منظومة النقل والخدمات اللوجستية بدور كبير بتوفير خدمات متكاملة وتوفير جميع احتياجات الحجاج براً وبحراً وجواً، وخصصت 6 مطارات رئيسة و17 قطاراً مهيئاً لخدمة الحجيج وتجهيز ميناء جدة الإسلامي وتوفير أكثر من 27 ألف حافلة و5 آلاف سيارة أجرة. موسم هذا الحج يعتبر موسماً قياسياً من حيث أعداد الحجاج والتجهيزات، وحجم المشروعات الخدماتية، وتوقعات بتجاوز الأعداد المليوني حاج، وتعد شعيرة الحج. من أكبر الحشود البشرية وأكثرها تنوعاً، جغرافياً وعرقياً وثقافياً على مستوى العالم، وهذه الحشود المليونيه تأتي من 150 دولة ويمثل حجم وتنوع حشود الحجيج فترة الشعيرة تحدياً هائلاً للجهات الحكومية السعودية، ولكن السعودية قادرة دوماً وكعادتها على النجاح وتجاوز التحديات مهما كانت، بتوجيهات وإشراف قيادتنا السعودية العظيمة والتي تحشد وتوظف كل إمكانياتها لخدمة ضيوف الرحمن أمنياً وصحياً ولوجستياً، استعداداً لاستقبال وإدارة أكبر تجمع بشري على سطح الكوكب. جهود جبارة لرعاية الأماكن المقدسة وخدمة الإسلام والمسلمين يؤكد الدور العظيم للمملكة العربية السعودية إضافة لدورها المحوري الإقليمي والعالمي.. نسأل الله العظيم العون والتوفيق لقيادتنا الرشيدة ولكل المشاركين في موسم هذا الحج، وكل عام والوطن بألف خير.