في كل موسم حج نشهد تطوراً في تقديم الخدمات لضيوف الرحمن، تجعل من أدائهم النسك أكثر سهولة ويسراً؛ ليتفرغوا لرحلتهم الإيمانية تحفهم رعاية المولى - عز وجل -، ثم الإمكانات غير العادية المتطورة في كل موسم حج، ذلك التطور يعكس الاهتمام البالغ الذي أولته وتوليه المملكة لموسم الحج منذ قيام الدولة السعودية وحتى يومنا، فالتطور العمراني والتقني الذي يشهده الحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة، يعكس مدى اهتمام بلادنا بما يقدم لحجاج بيت الله الحرام من خدمات. الذي يعرف كيف كانت المشقة التي ترافق الحاج في رحلته الإيمانية، والصعوبات التي يواجهها في موسم الحج سيعرف أن هناك بوناً شاسعاً لا مقارنة معه بما هو واقع الآن، فقد كان موسم الحج موسماً ليس بالسهل أداء النسك فيه؛ لقلة الإمكانات ولصعوبة تضاريس المشاعر المقدسة التي كانت عائقاً أمام أي مشروعات توسعة، ولكن تم تذليل كافة الصعوبات التي تواجه الحاج أياً كانت، وتم تسخير التقنية بكل تطورها لتكون عوناً للحجاج على أداء نسكهم والتفرغ لعبادتهم، فأصبحنا نرى أن الحج أصبح ميسراً، وأداء النسك سلساً، فإجراءات الحاج تبدأ من بلده عبر مبادرة "طريق مكة"، والتي سهلت على الحجاج حجهم من خلال نقل أمتعتهم إلى مقارّ سكنهم، فالحجاج يتوجهون من المطار إلى مقارّ سكنهم مباشرة دون المرور على الجوازات مثل الرحلات الداخلية، ولا ينتظر الحجاج الأمتعة فهي تصل إلى محل سكنهم مباشرة فور وصولهم. "مبادرة طريق مكة" غيض من فيض، فموسم الحج يبدأ من انتهاء الموسم الذي سبقه، وهو أمر اعتدناه في كل موسم، وهو ما أدى إلى تطوير عقد الخدمات الذي يتم تقديمه لضيوف الرحمن في رحلتهم الإيمانية التي تتمثل في الآية الكريمة: "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ".