موسم الحج مناسبة إسلامية عظيمة يجتمع فيها الملايين من المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها ليمضوا أياماً معدودات ويشهدوا منافع لهم.. ويذكروا الله كثيراً، راجين عفوه ومغفرته ورضوانه سبحانه وتعالى، قال الحق في محكم كتابه العزيز (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج). الحج شعيرة لا يجب على المسلم أن يؤديها إلا مرة في العمر ولمن استطاع إليه سبيلاً، لصعوبة بلوغه وأداء تكاليفه، ورغم التسهيلات التي جعلت من الرحلة الإيمانية أكثر سهولة ويسراً عطفاً على ما تقدمه المملكة من إمكانات غير محدودة في الأمور المتعلقة بالحج كافة، بل إن التيسير على ضيوف الرحمن يبدأ من دولهم وقبل وصولهم إلى الأراضي المقدسة من خلال مبادرة (الطريق إلى مكة) التي تنهي الإجراءات المتعلقة بقدوم الحاج كافة، وعند وصوله تكون إجراءات دخوله منتهية حتى وصوله إلى مسكنه، هذا عدا الخدمات التي يحظى بها الحاج عند أدائه نسكه والتي كما أسلفت تشمل احتياجاته كافة، هذا الأمر لا يقف عند حد معين أو خدمة معينة بل هو أمر متجدد في كل سنة، حيث تضاف خدمات وإجراءات تهدف إلى أن تكون رحلة الحج إيمانية خالصة لا تشوبها شائبة ولا تنقصها خدمة يحتاج إليها الحاج إلا ويجدها أمامه. العمل الجبار الذي تقوم به المملكة من أجل خدمة ضيوف الرحمن في زمن محدد وأماكن محددة في الوقت ذاته لا بد وأن نشيد به ونعتز ونفتخر، فخدمة حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزائرين شرف لنا كما تؤكد قيادتنا الرشيدة دائماً، شرف يحمّلنا مسؤولية القيام بواجبنا خير قيام وهو أمر جُبلت بلادنا على القيام به منذ تأسيسها حتى يومنا هذا.