(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) صدق الله العظيم. بدأت طلائع حجاج بيت الله الحرام في الوصول إلى الأراضي المقدسة إيذاناً ببدء موسم الحج، هذه المناسبة العظيمة التي يتطلع لها المسلمون في أرجاء المعمورة وتهفو القلوب لأدائها؛ كونها ركن من أركان الإسلام الخمسة، فرحلة الحج رحلة إيمانية كاملة يتطلع فيها ملايين الحجاج إلى أدائها في أمن وأمان، ويسر واطمئنان، وهو أمر وفرته حكومتنا الرشيدة ومازالت توفره من أجل تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، فالاستعداد لموسم الحج يبدأ عند نهاية الموسم السابق مباشرة دون أي تأخير أو تأجيل، فالمهمة جليلة والحدث عظيم يتمثل في خدمة ضيوف الرحمن وتسهيل حجهم حتى عودتهم إلى بلادهم بحج مبرور وذنب مغفور وسعي مشكور، وهذا الأمر ليس بالسهل كما يبدو خاصة أنه يدخل في تفاصيل التفاصيل، فالمشروعات الضخمة التي يتم إنشاؤها سنوياً، وتجويد الخدمات المقدمة بالفعل يأخذ الكثير من الجهد والوقت والمال، فأجهزة الدولة كلها تسخر في موسم الحج من أجل أن يتفرغ الحاج لأداء نسكه دون رفث أو فسوق أو جدال يفسد عليه حجه، فإخراج الحج عن مقاصده الشرعية ومحاولة استغلاله في رفع شعارات سياسية أو ما شابهها أمر مرفوض تمام الرفض، ومجلس الوزراء أكد في جلسته يوم أمس على هذا الأمر من أن المملكة لن تقبل "رفع أي شعارات سياسية أو مذهبية"، وأنه "سيتخذ بشأنها الإجراءات اللازمة كافة، للحيلولة دون القيام بها"، وهو أمر يهدف إلى عدم إخراج هذه الشعيرة الدينية عن أهدافها ومقاصدها التي شرعها المولى عز وجل.