في كل عام تحتفي المدارس بخريجيها وسط فرحة عارمة بمشاركة الجميع وخصوصاً أولياء الأمور، وباتت حفلات التخرج تشمل كافة المراحل الدراسية في التعليم العام بدءً من رياض الأطفال الى المرحلة الثانوية، فيما كانت حفلات التخرج منذ عقود وفي جيل (الطيبين) كما يحلو للكثيرين وصف جيل الأمس القريب به لا تجرى الا لطلبة الجامعات والدراسات العليا فقط، ولكن منذ عقدين من الزمن تقريباً بدأت ظاهرة حفلات التخرج تشمل المرحلة الثانوية ومن ثم المتوسطة والابتدائية حتى شملت اليوم مرحلة رياض الأطفال، وكانت حفلات التخرج في الماضي تقام لطلبة الجامعات فقط ، وتتسم هذه الحفلات بالبساطة، ويحضرها أمير المنطقة، ويقام الحفل في مقر الجامعة، والذي يسبقه حفل خطابي مبسط يحتوي على العديد من الكلمات، ومن ثم يتم تكريم المتفوقين في كافة الكليات، وبعد ذلك تبدأ مسيرة الخريجين الذين يرتدون الزي الرسمي، ويلبسون (المشلح) الذي تصرفه الجامعة للطلاب قبل الحفل بوقت كاف وبسعر رمزي مخفض ومطبوع في جانبه الأيسر شعار الجامعة، بحيث يكون ملكاً للطالب بعد التخرج ليحتفظ به كتذكار لهذه المناسبة الجميلة، وبعد ذلك تلتقط الصور التذكارية وينتهي الحفل، وفي زمننا الحاضر باتت إدارات مدارس التعليم العام على مختلف مراحلها تقيم في نهاية العام حفلات تخرج لطلابها وطالباتها في كافة مناطق ومحافظات المملكة وذلك في الأسبوع الذي يسبق لاختبارات النهائية وقبل خروج النتيجة، كما أصبحت المدارس تتبارى فيما بينها من أجل أن يظهر احتفالها بمظهر جميل ومبتكر، اذ يقوم الطلاب والطالبات بشراء زي موحد من أجل هذه المناسبة ويحضرون حلويات وهدايا توزع في الاحتفال بحضور أولياء أمورهم. تكريم للتكريم العديد من الفوائد التي تعود بالنفع على المجتمع ككل وليس للفرد فقط، ففيه تحفيز للآخرين على بذل الجهد والمنافسة من أجل الوصول إلى أفضل الأعمال والخدمات، لذا فقد دأب الكثيرون على إقامة حفلات للتكريم لمن يستحق منذ القدم، ومن ذلك ما كان يقام لمن حفظ القرآن الكريم في (الكتاتيب) فقد كان يعد له حفلاً صغيراً ومبسطاً يقام بعفوية تامة ومن غير تكلف، ويتلخص هذا التكريم في قيام الطلاب بحمل الطالب الذي أتم حفظ القرآن الكريم على أكتافهم والدوران به في أسواق البلدة بصحبة معلمهم والذي كان يطلق عليه اسم (المطوّع) قديماً وهم يرددون الأهازيج ومنها (حافظين.. حافظين.. جزء عم مع ياسين) وهذه الأهازيج لبث الحماس داخل نفوس الأهالي الذين يقومون بتوزيع الحلوى والهدايا على الكل، كما يتم تكريم الحافظ أيضاً بتقديمه لإمامة المصلين في جميع الصلوات لزرع الثقة في نفسه وتنشئته نشأة صالحة، ولا يزال الاهتمام والتكريم لحفظة كتاب الله معمولاً به إلى يومنا هذا، ويلقى رعاية ومباركة من قبل ولاة أمرنا خصوصاً ومن جميع الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم والمدارس على وجه العموم حيث تجرى سنوياً العديد من المسابقات في هذا الشأن ويتلوها التكريم وتقديم المكافآت المجزية، مما أوجد روح المنافسة بين الطلاب وزاد من الحفظة في جميع الفئات العمرية، كما شمل التكريم أيضاً المتفوقين في مختلف المجالات كالتفوق العلمي للطلاب في مختلف مراحل التعليم، وتكريم الموهوبين وغيرهم، ومن التكريم في وقتنا الحاضر تكريم الخريجين في مدارس التعليم العام والجامعات والدراسات العليا. بدايات كانت بدايات تكريم الخريجين بعد ظهور التعليم النظامي خاصة بخريجي الجامعات، فالتخرج هو عملية إنهاء الدرجة الجامعية وغالباً ما ترافق بمراسم خاصة تجري في الجامعة، إذ يرتدي الطلاب في مراسم التخرج في بعض الجامعات لباس التخرج وهو الزي الرسمي السعودي و(المشلح)، بالإضافة إلى أن الأساتذة في بعض الجامعات يرتدونه أيضاً وغالباً ما يتم تسليم الشهادة الجامعية للخريجين في حفل التخرج وخصوصاً للمتفوقين والحاصلين على مراتب الشرف، حيث يتم إقامة حفل يرعاه ويحضره أمير المنطقة ويكرم الخريجين حيث يتقدمهم في البداية الحاصلين على مراتب الشرف، حيث تمنح مرتبة الشرف الأولى للطالب الحاصل على معدل تراكمي من (4.75) إلى (5.00) من أصل (5.00) أو من (3.75) إلى (4.00) من أصل (4.00) عند التخرج، كما تمنح مرتبة الشرف الثانية للطالب الحاصل على معدل تراكمي من (4.25) إلى أقل من (4.75) أو من (3.25) إلى أقل من (3.75) من (4.00) عند التخرج، ويشترط للحصول على مرتبة الشرف الأولى أو الثانية: ألا يكون الطالب قد رسب في أي مقرر درسه في الجامعة أو في جامعة أخرى، وأن يكون الطالب قد أكمل متطلبات التخرج في مدة أقصاها متوسط المدة بين الحد الأدنى والحد الأقصى للبقاء في كليته، وأن يكون الطالب قد درس في الجامعة مالا يقل عن (60 %) من متطلبات التخرج، ومن أقدم وأعرق الجامعات التي تقيم حفل تخرج لطلابها هي جامعة الملك سعود، حيث تم الاحتفال بالدفعة (63) في هذا العام الذين أتموا مسيرتهم الأكاديمية بنجاح في مختلف الدرجات العلمية للعام الدراسي 1444 - 1445ه وذلك برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وذلك بملعب جامعة الملك سعود (الأول بارك) وتجاوز إجمالي عدد خريجي وخريجات الجامعة المتوقع تخرجهم لهذا العام 12 ألف خريج وخريجة، كما تم إقامة حفل للخريجين في مختلف الجامعات في كافة مناطق ومحافظات المملكة برعاية أمراء المناطق، وذلك جرياً على العادة السنوية التي تأتي امتداداً لدعم الدولة المتواصل لتمكين المسيرة التعليمية للطلاب وتيسير الإمكانات كافة والاحتفاء بالمتفوقين والمتفوقات. المرحلة الثانوية كان أول احتفال يقام بعد الاحتفال الذي كان حصرياً على خريجي الجامعات في كل عام هو الاحتفال بتخرج طلاب المرحلة الثانوية، حيث باتت المدارس الثانوية في كافة إدارات التعليم بمناطق المملكة تقيم في كل عام حفل تكريم لخريجي الصف الثالث الثانوي للبنين ثم شمل البنات وذلك داخل المدرسة بحضور أولياء الأمور وحضور مدير التعليم أحياناً، وفي الأعوام الأخيرة حددت وزارة التعليم ضوابط منح الطلاب مرتبة الشرف عند التخرج من المرحلة الثانوية، حيث سيتم منح مرتبتي الشرف الاولى والثانية للمتفوقين، مما سيساهم في اذكاء روح التنافس بين الطلاب للحصول على هذه المراتب والتي من المتوقع ان تسهم في استقطابهم في مجالات مختلفة بعد التخرج، وقد حددت ضوابط لمنح مرتبة الشرف الأولى وذلك للحاصلين على معدل 97% أو أكثر، أما مرتبة الشرف الثانية فتكون للحاصلين على معدل تراكمي 95 % فأعلى وأقل من 97 % وبشروط وهي: ألا يكون الطالب قد رسب في أي مادة دراسية في المرحلة الثانوية، وأن يكون قد أتم دراسة المرحلة الثانوية في مدة اقصاها ثلاث سنوات، وأن يحقق نسبة 98% فأكثر في المواظبة، وأن يحقق نسبة 100% في السلوك، وأن يكون الطالب منتظما. حفلات كتعبير عن الفرحة بإتمام الطالب مختلف المراحل الدراسية بالتعليم العام فقد تسابقت إدارات تلك المدارس في إقامة حفلات تخرج لطلابها، وقد شمل ذلك حتى مرحلة رياض الأطفال، ولكن تتسم حفلات تلك المراحل الثلاث الأولى وهي رياض الأطفال والابتدائية والمتوسطة بالبساطة، أما حفلات المرحلة الثانوية فهي التي بات فيها التكلف والتنافس بين المدارس وهذه الظاهرة في ازدياد وخاصة بين الطالبات، حيث تجتمع طالبات الثالث الثانوي ويجمعن مبلغ من المال دون علم إدارة المدرسة ومن ثم يتواصلن مع عدد من مصممات العبايات ويخترن لوناً موحداً، إضافة الى وشاح يطرز به اسم الطالبة وقبعات تخرج ويدفعن المبلغ المطلوب وتصل هذه الطلبات قبل الحفل بوقت كاف، كما يتم شراء هدايا من قبل كل طالبة بعدد الطالبات الخريجات قد تشمل أرقى أنواع العطور أو المكياج أو قطع ذهبية ويتم توزيعها على الطالبات في يوم الحفل، فيما تقوم إدارة المدرسة بأعداد حفل بهيج في المدرسة أو باستئجار قاعة لإقامة الحفل في الأسبوع الذي يسبق الاختبارات النهائية، وبذلك تغيّرت حفلات التخرج التي كانت بالأمس القريب مختصرة على طلبة الجامعات والدراسات العليا وبعد التخرج واستلام الوثائق وقد يكون الاحتفال بعد التحاق بعض الخريجين بوظائفهم، وتتسم هذه الحفلات التي يرعاها ويحضرها أمراء المناطق بالبساطة، حيث تشتمل على كلمات لإدارة الجامعة وللخريجين يتخللها مسيرة للخريجين بحضور أولياء أمورهم، وباتت حفلات التخرج اليوم تشمل جميع المراحل التعليمية بالتعليم العام وقبل أداء الاختبارات النهائية وبعضها تتسم بالبذخ والتكاليف المرهقة على كاهل أولياء الأمور وخصوصاً للطالبات وتحديداً في المرحلة الثانوية. جانب من تكريم الخريجين في إحدى الجامعات حفلات الخريجين للجامعات تحظى برعاية أمير المنطقة في كل عام تكريم الخريجين شمل كافة المراحل الدراسية في عصرنا الحاضر تكريم الخريجين بدأ في الكتاتيب لحفظة القرآن الكريم إعداد: حمود الضويحي