تعيش المملكة العربية السعودية اليوم نقلة نوعية من حيث التطور والتقدم، وهذه الآمال متطلعة جداً إلى حيث رؤية المملكة لعام "2030"ومن هذا القصد أن كلمة تطور تبادر إلى ذهن القارئ أن هذه النقلة هي على مستوى التطور المؤسساتي أو حتى نظم العلاقات بين الهيئات. لكن تحت ظل قيادتنا الحكيمة فقد تعدى هذه التطور النظريات الضيقة ولأن المجتمع ينهض بأكمله، ولا بد لنا الحديث عن هذا البعد الاجتماعي لهذا التطور. لسنا هنا بصدد تحليل نظريات التطور الاجتماعي ولا انعكاسات هذا التطور على سلوك الأفراد، بل ما نحاوله هو أن نلتمس هذه الآثار في طريقة تصدير هذا التطور، حيث لا ينكر عاقل أن المملكة العربية السعودية ذات إرث حضاري هائل يتطلع بشغف نحو العالمية وهي تسير نحو هذا التطلع بكل ثقة. هذا ما فعلته هيئة الأفلام السعودية عبر برنامج "ضوء لدعم الأفلام"، من خلال تقديم فيلم "نورة"، الذي عُرض في مهرجان "كان" السينمائي في فرنسا. من نورة؟ نورة هي نموذج من نماذج المرأة السعودية في قوة وعزم منقطع النظير، والتي تبحث عن صوتها وتختار الفن ليتجلى الإبداع ألقاً بمزيج مدهش بين الفن والحالة الاجتماعية وتبيان دور الفن وأثره في نفس المتلقي.. كما أن الفيلم يتحدث عن مراحل متعاقبة من شخصيات ذات أبعاد زمانية مختلفة ومدهشة، تكمن في التفاصيل. فقد لاقى الفن استحسان المشاهدين والنقاد على حد سواء، لما فيه من حبكة تعكس هذا الائتلاف في الاختلاف ومحاولة توظيف الفن في تبيان البعد الاجتماعي الذي اختار العالمية ليظهر. كل هذا هو جهد مشترك قامت به هيئة الأفلام السعودية، مشكورة لدعم المواهب الفنية وتحفيز الشباب على الإبداع والابتكار ولإبراز تلك الإنجازات، فقد تم تنظيم جلسات حوارية لتبادل الخبرات والمعارف وإظهار إنجازات قطاع السينما السعودي في أحد أكبر الأسواق العالمية، إضافة لإبراز برامج الدعم التي تقدمها الهيئة لقطاع الأفلام محليًّا وعالميًّا، كان أبرزها برنامج "ضوء لدعم الأفلام" والذي كانت أبرز نتائجه فيلم "نورة" الذي أبهر العالم واكتسب -تنويها- من لجنة التحكيم في مسابقة مهرجان كان السينمائي العالمي "2024"، ما يعكس التزام الهيئة في تطوير المشهد السينمائي المحلي، إلى جانب تحفيز وتمكين صناع الأفلام السعوديين. إذاً نحنُ على هو طريق العالمية، حيث إن المملكة غطت وتغطي جوانب وقطاعات مختلفة بأبعاد سياسية واجتماعية واقتصادية لا حصر لها. ولأن المجد في رؤيتنا لا تقاس والنجاح لا حدود له.