قال جيش كوريا الجنوبية أمس إنه سيستأنف الأنشطة العسكرية على طول خط ترسيم الحدود الفاصل بين الكوريتين وفي الجزر الشمالية الغربية بعد تعليق اتفاقية عسكرية بين الكوريتين. جاء تعليق الاتفاقية العسكرية مع بيونجيانج، بعد موافقة الرئيس يون سوك يول في وقت سابق، رداً على قرار كوريا الشمالية إرسال مئات البالونات التي تحمل نفايات عبر الحدود. وقال مسؤول بوزارة الدفاع في إفادة عاجلة "أوضح جيش كوريا الجنوبية أنه سيتخذ كافة الإجراءات لحماية أرواح وأمن الشعب رداً على استفزازات كوريا الشمالية". وأضاف أن النشر واسع النطاق للبالونات القذرة "هدد على نحو خطير أمن شعبنا وأحدث تلفيات في الممتلكات". وبموجب الاتفاقية العسكرية، اتفق البلدان على "الوقف التام لجميع الأعمال العدائية ضد بعضهما البعض" والتي تشكل مصدر التوتر العسكري والصراع، من خلال إجراءات مثل إنهاء الجانبين للتدريبات العسكرية بالقرب من الحدود. وكانت هذه هي الاتفاقية الأكثر أهمية الذي تم التوصل لها بعد أشهر من اجتماعات القمة التاريخية بين الكوريتين في عام 2018، ولكن تم إلغاؤها تقريبا عندما أعلنت كوريا الشمالية العام الماضي أنها لم تعد ملزمة بها. ومنذ ذلك الحين، نشرت بيونجيانج قوات وأسلحة في مواقع حراسة بالقرب من الحدود العسكرية. وقال شاهد من رويترز إن نحو 50 كوريا شماليا شوهدوا، من الجنوب، أمس وهم يقومون ببناء سياج يمتد بضع مئات من الأمتار ويؤدي إلى موقع حراسة يقع على تلة حدودية. وكان الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول قد علق الثلاثاء وبشكل تام العمل بالاتفاق العسكري الذي أبرم عام 2018 مع كوريا الشمالية لخفض التوتر، رداً على مناطيد محملة بالقمامة أرسلتها بيونغ يانغ الأسبوع الماضي. لكن الاتفاق الذي تم توقيعه خلال فترة كانت فيها العلاقات أكثر دفئًا، كان معطلاً إلى حد كبير بعد أن قامت سيول بتعليقه جزئيًا العام الماضي ردًا على قيام كوريا الشمالية بوضع قمر اصطناعي للتجسس في المدار. ورداً على ذلك قالت بيونغ يانغ إنها في حلٍ منه. لكن مسؤولين أمنيين كوريين جنوبيين قالوا إن احترام الاتفاق وإن جزئيًا يعيق قدرتهم على الرد على استفزازات كوريا الشمالية التي أطلقت ما يقرب من 1000 بالون محملة بالقمامة مثل أعقاب السجائر والسماد عبر الحدود الأسبوع الماضي. وقال مكتب الرئيس يون إنه "وافق على اقتراح تعليق الاتفاقية العسكرية المبرمة في 19 سبتمبر (2018)". وتعني موافقة يون تعليق الاتفاقية بأثر فوري وهو ما يسمح للجنوب باستئناف التدريبات بالذخيرة الحية واستئناف الحملات الدعائية عبر مكبرات الصوت على طول الحدود مع الشمال. استخدم الجنوب حملات مكبرات الصوت - التي تعتبر تكتيكًا للحرب النفسية يعود تاريخها إلى الحرب الكورية 1950-1953 - كإجراء مضاد لما يعتبره استفزازات خطيرة من جانب كوريا الشمالية. والمرة الأخيرة التي لجأت سيول إلى مكبرات الصوت في عام 2016 كانت للرد على إجراء بيونغ يانغ تجربتها النووية الرابعة. لكنها توقفت عن استخدامها قبل أيام من القمة التاريخية بين الكوريتين عام 2018 حين تم التوقيع على الاتفاق العسكري للحد من التوتر. تتضمن حملات مكبرات الصوت استخدام كوريا الجنوبية مكبرات صوت كبيرة لبث كل شيء بدءًا من موسيقى البوب الكورية وحتى الدعاية المناهضة للنظام في المناطق القريبة من المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين البلدين اللذين ما زالا في حالة حرب. وأثار هذا البث غضب بيونغ يانغ التي هددت في السابق بشن ضربات مدفعية ضد وحدات مكبرات الصوت ما لم يتم إغلاقها. وقالت بيونغ يانغ إن بالونات القمامة كانت رداً على رسائل مماثلة أرسلها نشطاء كوريون جنوبيون إلى الشمال. كشفت مجموعة مناهضة لبيونغ يانغ في الجنوب الاثنين أنها أرسلت بالونات تحمل نحو ألفي مفتاح ذاكرة USB تحتوي على أغانٍ للمغني الكوري الجنوبي الشهير ليم يونغ وونغ، بالإضافة إلى أغان أخرى وأعمال درامية كورية إلى الشمال في 10 مايو. تحرص الدولة المنعزلة على إبقاء شعبها بعيدًا عن تأثير الثقافة الشعبية المزدهرة في كوريا الجنوبية. وذكر تقرير للأمم المتحدة، أن بيونغ يانغ سنَّت قانوناً في عام 2020 لمعاقبة أي شخص يمتلك أو يوزع كمية كبيرة من المحتوى الإعلامي من الجنوب بالسجن مدى الحياة أو حتى بعقوبة الإعدام. وقالت سيول أيضًا إن بيونغ يانغ حاولت التشويش على إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لعدة أيام الأسبوع الماضي. وتوقفت بيونغ يانغ عن إرسال البالونات الأحد، قائلة إنه كان إجراء مضاداً فعالاً، لكنها حذرت من أنها سترسل المزيد منها إذا استأنف النشطاء الكوريون الجنوبيون حملاتهم ضد الشمال. وقالت هيئة الأركان المشتركة في سيول إن تعليق اتفاق خفض التوتر "يعني استئناف جميع الأنشطة العسكرية" في المناطق القريبة من الحدود بين الكوريتين. وقال المتحدث باسم هيئة الأركان المشتركة لي سونغ جون إن مكبرات الصوت المحمولة يمكن أن تعمل "على الفور" بينما قد يستغرق تركيب الوحدات الثابتة أيامًا. وأضاف "لمجرد أن كوريا الشمالية تمطرنا بالنفايات لا يعني أنه يمكننا أن نفعل الشيء نفسه. سيكون ذلك عملاً إجرامياً". بموجب اتفاق 2018، اتفق البلدان على "الوقف الكامل لجميع الأعمال العدائية"، بما في ذلك توزيع المنشورات الدعائية من الجنوب. وجرَّم برلمان كوريا الجنوبية إرسال منشورات إلى الشمال في عام 2020، لكن القانون - الذي لم يردع النشطاء - أُبطل في العام الماضي باعتباره انتهاكًا لحرية التعبير. وقال الناشط بارك سانغ هاك إن مجموعته تخطط لإرسال مفتاح ذاكرة USB تحتوي على الدراما الكورية والمزيد من موسيقى ليم، إلى جانب 200 ألف منشور، ابتداء من يوم الخميس. خلال جائحة كوفيد-19، قال بارك وهو منشق كوري شمالي كان وراء إطلاق البالونات في 10 مايو، إن مجموعته أرسلت الملايين من أقراص تايلينول لتخفيف الألم والحمى وأقراص الفيتامين سي، و140 ألف كمامة للوجه، بالإضافة إلى النقود ومفاتيح الذاكرة إلى كوريا الشمالية. وأضاف "لقد أرسلنا لهم وقائع وحقائق ومحبة وأدوية وأوراقًا نقدية من فئة دولار واحد، ومسلسلات، وأغاني. ولكن في المقابل، أرسل لنا الشمال الفضلات والقمامة".