«طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    خطيب المسجد الحرام: ما نجده في وسائل التواصل الاجتماعي مِمَّا يُفسد العلاقات ويقطع حِبَال الوُدِّ    المنتخب السعودي من دون لاعبو الهلال في بطولة الكونكاكاف    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    لبنان يغرق في «الحفرة».. والدمار بمليارات الدولارات    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    إطلالة على الزمن القديم    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    فعل لا رد فعل    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    ترمب المنتصر الكبير    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    ندوة "حماية حقوق الطفل" تحت رعاية أمير الجوف    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسامة المسلم: لا أحفل بالنقد الشللي المُحبِط
نشر في الرياض يوم 30 - 05 - 2024


* الأدب السعودي مهيمن عربياً
MBC ستنتج لي أعمالاً درامية وسينمائية
بالنقد وبدونه مطمئن وجمهوري يثق بي
ما زال الشباب يستمتع بالورقي
الكتابة في الرومانسية لاتجذبني
الشرق منبع الفنتازيا لا الغرب
التفسير الضمني للخوف والعلني ارتبط بالأثر الذي قادنا للقاء الكاتب أسامة المسلم في حوار خاص طرح خلاله مفاتن خوفه وانفتاحه على القارئ وكشف لنا إشكاليات النقد وسبب عزوف النقاد عن أعماله وجدليات تتوج النجاحات غير المسبوقة له والاحتشاد الجماهيري الذي تسبب بإيقاف وإلغاء الكثير من حفلات التوقيع له في معارض الكتب الدولية وآخرها معرض الرباط للكتاب وأعماله التي شهدت توجهها للقالب الدرامي، مشيراً إلى محاولاته لكتابة السيناريو ولا شك أنه كاتب قريب جداً من قارئه ومتواصل عبر التطبيقات، وأخيراً تبقى تجربة الكتابة في الفنتازيا التي جاءت انعكاساً لقراءات في صغره في مكتبه والده من خلال ألف ليلة وليلة ذات بصمة على أعماله.. هنا تفاصيل حوارنا معه:
* البحث عن قصة تستحق الكتابة هذا هو شغف الكاتب أسامة المسلم، إلام تعزو هذه الرغبة في محاولة إيجاد نص مستحق بعد تأليفك أكثر من 15 رواية؟
* صحيح أنا شغوف بهذا الأمر.. وأعزو هذه الرغبة إلى محاولتي الجادة في سد الثغرة والقصور الذي لاحظته في المكتبة العربية فيما يتعلق بروايات الفنتازيا والخيال العلمي والرعب فبعد أن كنا في الشرق منبع الفنتازيا والخيال الذي مثلتهما كتب ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة أصبحنا نستورها من الأدب الغربي عبر الكتب المترجمة فأحببت أن تكون لنا قصصنا الخاصة المستندة إلى أساطيرنا العربية وأبطالنا العرب بعيداً عن أساطير الغرب التي لا تشبهنا ولا تشابه بيئتنا العربية، ولذلك حرصت أن أثري هذا المجال فقد بلغ إنتاجي حتى الآن ولله الحمد 16 رواية بعضها سلاسل تبلغ أجزاؤها 7 أجزاء، لذلك يصل مجموع إصداراتي إلى 32 إصداراً.
* في إصدارات ورقية كيف تواجه جيلاً يتجه رقمياً حتى في القراءة؟
* بالنسبة لي العكس هو الصحيح فأغلب قرائي تعرف على إنتاجي الأدبي رقمياً ثم انتقل لاقتناء المنتج الورقي فهذا الجيل يستهلك كل أنواع المواد الثقافية سواء كانت رقمية أو ورقية أو مرئية أو سمعية المشكلة لم تكن بالرقمنة أبدا فهي لم تكن يوماً أحد أسباب تراجع القراءة الورقية ولم تكن القاتل لها وهذه الحجة التي تتكرر على مسامعنا منذ مدة طويلة أنا أراها مجرد تبرير لقصور الإنتاج الجيد والمشوق والجذاب، الشباب لا زالوا يستمتعون بالمنتج الورقي فهناك مجلات الكومكس ومجلات المانجا والمانهو كلها ورقية ويشتريها ويقتنيها الشباب فلا زالت المواد الإعلامية الورقية مرغوبة، لكن الرواية بنمطها السائد لدينا فقدت وهجها ولم تعد جاذبة لهم في مواضيعها أكثر من كونها ورق فالمادة هنا ليست العامل الحاسم في النفور.
* يغلب على رواياتك طابع الفانتازيا التاريخية والخيال العلمي، وقد بدأت إصداراتك برواية «خوف» التي حقَّقت رواجًا كبيرًا في الخليج العربي عام 2015.. لماذا سرقت خوف الأضواء من أعمالك؟
* لا شك أن إصدار خوف قبل بقية الروايات أعطاها نوع من الأسبقية ولو كنا في سباق للجري فالأسبقية لمن ينطلق أولاً ولو تحدثنا عن المبيعات خوف لا شك أنها باعت كم لا بأس به من النسخ لكن لو قارنا مثلا عدد الإصدارات بالسلاسل مثل ملحمة بساتين عربستان أو ملحمة البحور السبعة ستتفوق السلاسل على خوف بحكم كثرة عدد الأجزاء، الحمد لله جميع إصداراتي تبيع تقريبا بنفس الوتيرة هناك تقارب بين إصدارات وتباعد بين أخرى لكن دائما أعزو ذلك إلي الفارق الزمني فالإصدارات التي طرحت في 2024 و 2023 بلا شك لن تلحق بالروايات التي صدرت في 2015 إلا بعد مدة فالعامل الزمني هو الذي يعطي أفضلية بين الإصدارات، وكل سلسلة من إصداراتي لها محبين وبعضهم يرى أنها الأقوى ويفضلونها حتى على خوف .
* سلسلة ألف ليلة وليلة سحر الفانتازيا التاريخية والأسطورة الحالمة كانت ذات تأثير كبير على تجربتك الأدبية، لماذا نصبت خيمتك الأدبية وتلونت كتاباتك بالفنتازيا، وهل سنرى لك أعمالاً بعيداً عن الفانتازيا؟
* الفنتازيا لا شك تمثل جزءا كبيرا من إصداراتي بحكم حبي وشغفي منذ الصغر بهذا العالم وهو ما أفضله شخصياً لكن في الحقيقة ليس كل إصداراتي فنتازيا تاريخية فسلسلة صخب الخسيف قصص رعب وسلسلة وهج البنفسج فنتازيا لكن ليست فنتازيا تاريخية كذلك بدأت أطرق باب الجرائم البوليسية أو الروايات البوليسية مثل رواية النداء فهناك كما ترين تنوع عندي بين الفنتازيا والرعب والجريمة البوليسية وهناك أيضا نية للتنوع مستقبلا والهدف من ذلك هو توسيع شريحة القراء عندي لمن يحبون هذه الأصناف لكنني لا أظن أنني سأكتب في الرومانسية يوما ما.
* "بساتين عربستان" عمل تم ترجمته للغة الإنجليزية ما اللغات الأخرى التي تسعى أن تصدر بها أعمالك للحضارة الغربية؟
* بساتين عربستان ولأنها أكثر أعمالي ارتباطا بالحضارة العربية خاصة في الجزيرة العربية فهي أكثر إصدار أحرص على ترجمتها للغات أخرى فقد تم ترجمتها للغة الإنجليزية والصينية وموجودة بالمكتبات وحاليا نعمل على ترجمتها للغة الفرنسية والتركية والإيطالية بإذن الله ونحن نسعى لاستهداف 10 لغات من أكثر اللغات انتشارا في العالم ، وطبعاً الترجمة لم تقتصر على بساتين فقط فهناك أكثر من 15 عمل تم ترجمتها للغة الانجليزية وهي موجودة في المكتبات ونعمل أيضاً على استكمال ترجمة باقي الاصدارات.
* سلسلة " بساتين عربستان "ملحمة حدثت في أيام الجاهلية قبل الإسلام حول قصة حرب وثأر بين امرأة فارسية تدعى أفسار وامرأة عربية تدعى دعجاء اللتان يجندان مجموعة من الساحرات لتبدأ الحرب بينهم.. كيف تجد الحضارات ومفهوم تفاعلها في هذه الملحمة؟
* صراع الحضارات في بساتين عربستان ليس محصوراً بين الحضارة العربية والحضارة الفارسية لكنه هو الصراع الأساسي في الرواية فهناك حضارات وشعوب أخرى موجودة في الرواية مثل البابلية وكذلك شعوب الشمال الأوروبي الفايكنج وكذلك مصر الفرعونية في ذاك الوقت وكذلك جنوب الجزيرة حضارة حضرموت وغيرها فالرواية تغطي مجموعة كبيرة من المدن والدول والحضارات لكن لا شك أن الصدام الرئيسي كان بين الفرس والعرب وهذا تاريخياً معروف ووقتنا الحاضر يشهد عودة لهذا الصراع.
* هل تتذكر متى خطرت لك فكرة محاولة الكتابة لأول مرة؟ وهل تصف لنا من أين تأتي الفكرة الأولى للكتابة أم يظل ذلك دائماً هو اقتراح العقل؟
- الكتابة بالنسبة لي بدأت من وقت مبكر جداً كانت على شكل خربشات طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره ثم مذكرات مراهق وبعدها مدونات بسيطة لشاب في مقتبل العمر وليومياته، انتقلت تدريجيا لتدوين خيالاتي وقصص أرسمها في سطور أو صفحات قليلة ومن خلالها تم رسم وتدوين وتشكيل عوالم صنعتها واستمتعت بزيارتها من وقت لآخر، كما ذكرت بدأ هذا في عمر صغير واستمرت إلى عمر متأخر ومع الوقت تطور أسلوبي وأصبحت عوالمي أكثر دقة ووضوح مما شجعني على النشر.
* سلسلة "خوف" مكونة من ثلاثة أجزاء، وملحمة "بساتين عربستان" سلسة مكوّنة من قسمين: القسم الأول يتضمن ثلاثة أجزاء، ويتضمّن القسم الثاني أيضًا ثلاثة أجزاء صدر الجزء السادس منها في تاريخ 5 / 3 / 2022 باسم عرين الأسد.. سلسة ملحمة "البحور السبعة" مكونة من خمسة أجزاء، وثلاثية "صخب الخسيف".. هل تعلم من البداية أن العمل سيتطلب ثلاثة أجزاء؟
* بعض السلاسل تكون مدروسة من البداية ومعروف عدد أجزائها مثل ملحمة البحور السبعة كان ومنذ الإصدار الأول معروف أن عدد الأجزاء ستكون سبعة أجزاء وتم كتابة المختصر الأول أو ما يعرف بالمنهج على أساس أن تكون سبعة أجزاء وبعض الإصدارات لا، فخوف مثلا لم تكن النية إصدار أكثر من جزء فمن يقرأ الجزء الأول يرى أنها ختمت في الجزء الأول لكن لأن خوف مبنية على بعض المذكرات التي كتبتها شخصيا فالمادة الأصلية موجودة ومع الوقت وجدت إنني أريد أن أكمل فأكملت الثانية وكانت النية أيضاً يبقى الجزء الثاني هو الأخير لكن حدث نفس الشيء أيضاً وأكملت الثالث لكن أعتقد أننا سنقف عند هذا الحد في الوقت الحالي، بالنسبة لبساتين عربستان كنت أعرف أنها ستكون أجزاء لكن لم أخطط للعدد بالضبط في البداية ،ولذلك توقفت عند الجزء الثالث وكانت الثلاثية الأولى ولم يكن هناك أيضا وقتها نية للإكمال لكن عالم بساتين كبير ومتشعب والناس أحبتها وأنا كذلك أحببتها وأكملتها بيني وبين نفسي فوجدت أن ما أكملته مع الوقت تراكم وكبر وأصبح مادة تستحق النشر فتم نشر الثلاثية الثانية المسماه بالعرجاء ولا استبعد أن تنشر ثلاثية جديدة في المستقبل لأن هذا العالم لا أمل منه ولا أمل من كتابته.
o هل هناك مسودات أعمال أولية لم تلق النور حتى الآن؟
* نعم بالتأكيد، أستطيع القول إن مسوداتي التي أحتفظ بها أكثر مما نشر لكن المسودات تتفاوت بين أعمال منجزة وشبه منجزة أو مجرد مقدمات أو أفكار متفرقة فعدد العناوين التي كتبتها أو كتبت بعض المختصر عنها كثير جدا وأتمنى أن يسعفني الوقت في السنوات القادمة وأستطيع أن أصدر ولو جزءا منها.
o هل يتم التخطيط لكتابة القصة مسبقاً قبل الشروع بها أم أنك من النوع الذي يبدأ الكتابة وهو لا يملك سوى بعض السمات الأساسية للقصة التي ينوي سردها ويجدف حتى يصل إلى نهاية مرسى القصة؟
- جميع ما ذكر في السؤال ينطبق على الإصدارات عندي، فهناك قصص تكون جاهزة في عقلي وأسردها مباشرة وأكون ملم بكل تفاصيلها وبمصادرها وبعض القصص تكون لها مصادر معينة ترسم معالم البداية والنهاية وقصص أخرى تكون بدايتها معلومة ونهايتها مجهولة والعكس أحيانا أكون أعرف النهاية وأحاول أن أُنشأ لها بداية ولذلك الإصدارات مختلفة في ظروف كتابتها ولا يمكن تحديد أسلوب واحد.
* رواية "خوف" حققت نجاحا استثنائيا للكاتب في معرض الكتاب في الرباط وهذا النجاح الذي حققته الرواية يقودنا لسؤالك: كيف تصف تجربتك الأخيرة بالمعرض مقارنة بالمعارض الدولية الأخرى وما سبب هذا الانتشار لرواية "خوف" هناك؟
* ما حدث في معرض الرباط كان جميلاً ومذهلاً ومثلجاً للصدر لكن في الحقيقة لم يكن أكبر حفل توقيع لي من حيث عدد الحضور لكن قد يكون الأكبر من حيث التغطية الإعلامية وهذا سبب انتشاره والضجة التي حدثت حوله فأنا ولله الحمد ومنذ سنوات حفلات توقيعي تشهد إقبالاً كبيراً مما يعرضها في بعض الأحيان للإلغاء بسبب الازدحام وقد حدث ذلك أيضاً قبل شهرين في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024 في دورته الخمسين وقبل ذلك في معرض الكتاب بالكويت ألغي الحفل حتى قبل أن يبدأ وكذلك في المعارض السعودية في الرياض وجدة والدمام كثيراً ما يُصرف الجمهور ويتم الاعتذار منهم لأن الساعات الممنوحة للتوقيع لاتكفي استيعاب الأعداد الحاضرة فهذا ليس بالجديد لكن الجديد هو الانتشار الكبير للخبر هذه المرة فالتغطية الإعلامية المغربية كانت الأفضل والأقوى من بين كل المعارض السابقة التي زرتها وهي التي اهتمت بشكل رسمي في الإعلام لهذا الحدث ، أما من حيث انتشار رواية خوف هناك فلأنها أول إصداراتي التي عرفت الجمهور المغربي علي وهي في العادة تكون مدخل لعالمي الفنتازي لكن لاشك جميع السلاسل الأخرى لها شعبية وانتشار هناك كما لاحظت.
* ذكرت في أحد اللقاءات التي أجريت معك بأنك درسَت الأدب الإنجليزي في جامعة الملك فيصل وهذا التخصص الجامعي كان له الأثر الكبير في صقل موهبتك، ماذا تقول في ذلك؟
* لا شك أن دراسة الأدب الانجليزي كان لها أثر إيجابي جداً في فهم القوالب الأدبية العالمية والتجارب الأممية ففي هذه المرحلة درست أمور مثل الرواية والمسرح والقصة القصيرة والبناء الدرامي وغيره فلا شك أنها طورت أسلوبي كثيراً وصقلت موهبتي بالإضافة الى التعليم الذاتي الذي انتهجته في تطوير نفسي فمؤخراً وبسبب التوجه إلى إنتاج أعمالي درامياً بدأت أتعلم كتابة السيناريو وأحاول إتقانه.
* حدثنا عن مشاريعك الكتابية الحالية والمستقبلية؟
* حاليا أعمل على الانتهاء من الجزء السادس من ملحمة البحور السبعة لج 6 (إمبراطورية السلاحف) ومستقبلاً هناك خطة بعد ذلك لإصدار الجزء الثاني من رواية (هذا ما حدث معي) وهي سلسلة قد تمتد لعدة أجزاء، بعد ذلك سأعمل على إصدار الجزء الرابع من سلسلة القصص القصيرة (صخب الخسيف) هذا بالنسبة لهذه السنة والسنة القادمة أما مستقبلا فمتروك للأقدار والظروف لأني لا أكتب بجدول محدد فالعملية بالنسبة لي ليست عمل بل شغف فمثلما أكتب وانتج بغزارة فقد أتوقف فجأة فالأمر مرهون برغبتي وشغفي وحبي للكتابة وهو ولله الحمد لازال مستمراً حتى الآن.
* "خوف" ليست رواية أنها مذكرات شخصية والكتابة من خلالها سيرة شبة ذاتية.. برأيك لماذا يخاف الكاتب العربي من الاعتراف التام بأن ما يكتبه هو سيرته الذاتية الحقيقية؟
* هو ليس خوف بقدر ما هو تجنب للكثير من الإشاعات واللغط والتأويل والتصنيف، للأسف نحن حاليا سواء في الوسائل الإعلامية أو وسائل السوشل ميديا الخبر الحقيقي الواقعي الذي تشير له جميع الدلائل والإثباتات يتم التشكيك به وانتقاصه وإطلاق الإشاعات حوله فما بالك بغيره ؟ وأنا في غنى عن هذا الجدل ولا أملك الوقت للرد على الجميع وأقرب مثال حفل الرباط الذي شهد ازدحام كبيراً من القراء خرجت أقاويل من أناس موتورين بأن هؤلاء الجمهور الذي أتى من جميع مدن المغرب ونواحيها تم شرائهم والدفع لهم وهم ومستأجرون والمشهد برمته مزيف فهذا الموضوع وغيره لا أملك وقت ولا حتى مزاج للرد عليه، خوف مبنية على مذكرات شبه وأؤكد على كلمة شبه ذاتية ولا يوجد فائدة مرجوة من ذكر حقيقة شيء أو عدمه القارئ ذكي ويستطيع قراءة السطور وما بين السطور.
* ذكرت في رواية "خوف" هل تستطيع أن تكشف خوفك للقارئ؟
* الخوف شعور فطري في الإنسان مهما كانت شجاعته، وبالنسبة لي شخصياً الحقيقة ليس هناك خوف من شيء محدد بل هو خوف عام بحيث لا نثق ونطمئن ونركن للدعة، لأن الخوف وسيلة بقاء ووسيلة للحفاظ على حواسنا مشحوذة وجاهزة ومتأهبة وهذا جزء من تطوير النفس ويجب أن ندرك أن أغلب إن لم يكن جميع مشاعرنا السلبية منها والإيجابية منبعها وأساسها هو الخوف.
o في ضوء اعتبارك كاتب سعودي، ما هو التقييم الذي تعتقد أنه يمكنك تقديمه للكاتب السعودي من منظور عربي وأين مركزه اليوم عالمياً؟
* أنا مؤمن أن الكتابة تعبير إنساني يخضع للذوق مثل الرسم والغناء وجميع أنواع الإبداع، ولو كنت سأتحدث عن الأدب السعودي عموماً فهو في الوقت الحالي حاضر وبقوة ومهيمن بشكل كبير على الساحة الخليجية والعربية الشبابية بكُتاب جدد من الجنسين اتخذوا طريق آخر بعيداً عن التقليدية والنخبوية والشللية ولكن يجب أن أذكر ملاحظة من باب الخوف على هؤلاء الشباب وهو وجوب احتضانهم وتشجيعهم بدل تهميشهم وإقصائهم والتقليل من شأنهم.
o هل تؤمن بفكرة الجوائز الأدبية وهل هي تمثل استحقاق لدى الكاتب السعودي اليوم؟
* مؤمن بالتكريم وبالجوائز أكيد، الجائزة أيا كانت سواء معنوية أو مادية هي نوع من التقدير الذي لا شك يكون مدعاة للسرور والفخر لكن لست مؤمنا بالآلية المتبعة حاليا بأنها عادلة أو شاملة أو ملمة بكل النتاج الأدبي الناجح فلا أدري ما هي المقاييس التي تبنى عليها النتائج، وأنا هنا لست في صدد التشكيك بنتائجها فالأكيد أن العاملين عليها يبذلون كل جهدهم لتصرف بمسارها الصحيح والمستحق، الأمر الأخر الذي أؤمن به أنه من المفترض أن الجائزة تمنح للشخص بمبادرة من المانح ولا يُطلب من الأديب أن يقدم على المسابقة كي يُكرم فأنا ضد هذه الآلية فهي تتعارض مع فكرة التكريم بحد ذاتها وأنا منذ بدأت أنشر كنت أرفض طلب دار النشر إدراج إسمي للترشيح بهكذا جوائز.
* رواية "خوف" أحداثها تدور حول شاب سعودي ولد في منتصف السبعينيات، وعاش طفولته في الولايات المتحدة، عاد بعدها لمجتمع مختلف عما تربى فيه، وأصيب بصدمة حضارية أثرت على نفسيته وتفكيره، وجعلته خلال تقدمه في العمر في صدام متكرر مع مجتمعه الجديد، وخاصة فيما يخص الأمور الدينية والاجتماعية، لماذا تكدست تفاصيل الرواية في الصفحات الأولى منها؟
* هذا ليس تكدس هذا تمهيد أو مقدمة ضرورية للشخصية لكي يستوعبها القارئ منذ البداية ويرتبط بها وكان بالإمكان أن أمضي الرواية كلها في التحدث عن الشخصية وحياتها وميولها ودوافعها بشكل متفرق لكن ذلك سيأثر على سرعة ارتباط القارئ بالشخصية ولن يتعاطف معها مبكراً لذلك آثرت أن يكون ذلك في البداية ونظراً لأهميتها وأن الرواية مسماه على الشخصية الرئيسية فكان هذا القدر الذي اخترته للتعريف بالشخصية مقبولا في نظري وبالفعل لاقت الشخصية حب وتعاطف وتعلق كبير من القراء منذ البداية ففهمنا للشخصيات هو بداية حبنا وتعلقنا بها ،خوف شخصية رئيسية وكان لابد للناس على أقل تقدير أن يفهموها.
* السعودية تمتلك مدن تراثية عظيمة هل سنجد ملحمة تخرج من رحم هذه الأماكن قريباً في أعمالك؟
* بساتين عربستان ملحمة وقعت في أرض الجزيرة العربية السعودية حاليا وتحدثت عن هجر واليمامة والحجاز ومدن أخرى قديمة في السعودية ، ولا شك أن موضوع الكتابة عن هذه الأرض المعطاء الخيرة كان وما زال شغفا أحرص عليه ولذلك أصدرت أيضا قصة بعنوان (أرض القرابين) تتحدث عن المناطق الأثرية في مدائن صالح التي سمح بزيارتها، وبإذن الله هناك نية لعمل سلسلة ملحمية تتضمن مدن المملكة العربية السعودية الحديثة.
o هناك توجه لإنتاج مسلسل سعودي مستوحى من رواية "خوف" وتم ترشيح الممثل السعودي ناصر القصبي ليكون أحد المرشحين للمشاركة في هذا العمل الذي سيكون على قناة أم بي سي، وهي التي تبنت كذلك عملاً سابقاً مبنياً على رواية أخرى من أعمالك بعنوان "بساتين عربستان".. هل مازال العمل في مرحلة الكتابة الفنية، ومتى سيتم الإعلان عن أبطاله؟
* مجموعة MBC اقتنت مجموعة كبيرة من إصداراتي بغرض تحويلها إلى أعمال درامية وسينمائية وقد تم الانتهاء من تصوير جزء كبير من مسلسل بساتين عربستان وبإذن الله يرى النور قريبا ،وهناك أيضا عمل على فيلم سينمائي سعودي مستند على إحدى رواياتي سيعلن عنه قريباً ، وبالنسبة لرواية خوف أو مسلسل خوف العمل في مراحله الأولى ويتحرك بسرعة وشرعنا في كتابة السيناريو ،وبالنسبة للترشيحات أو الأسماء الفنية لا يوجد شيء مؤكد حتى الآن ويمكن الإعلان عنه بشكل رسمي.
* في أحد المقاطع عبر برنامج التيك توك ذكرت بأنك تكتب لقراء حقيقيين ووصف من لم يعرفك بأنهم ديناصورات انتهى زمنهم.. لما هذه اللغة الحادة في الخطاب؟ وهل صدرك لا يتسع للنقد؟
* مقاطع كثيرة قد تفهم خطأ وأنا هنا لست أبرر لما قلت ولكن يجب أن يُفهم السياق الذي ذكرت فيه ذلك الكلام، القراء الحقيقيون أعني بهم القراء الذين يذهبون للمكتبة ويشترون الكتب ويتفاعلون مع أحداثها هذا بالنسبة لي قارئ حقيقي، وبالنسبة للنقد وتقبله أنا صدري واسع جداً لتقبل النقد والرأي المخالف إذا صدر من شخص متخصص في نوعية ما أكتب وكان النقد بأدب وبدون تجريح شخصي لي وللقراء لكن للأسف النقد الذي أراه أصبح يأتي من كل حدب وصوب مِن مَن هو أهل له وغير أهل له ناهيك عن أن الناقد يجب أن يقرأ العمل ويكون متخصص في هذه النوعية من الروايات وأن لا يخلط ويقيس ويقارن بين الروايات الفنتازية والغرض منها ومن هو جمهورها المستهدف والروايات الفلسفية الواقعية التي تسبر أغوار النفس البشرية بسوداويتها أو يقارنها بأدب السجون والروايات الاجتماعية والسياسية كي يكون نقده منصفا ويتم الاستفادة منه ،لكن النقد للأسف بدأ يتحول ناحية الكاتب ذاته وجنسيته وأحيانا مناطقيته وطائفته وجمهوره وهذا ليس نقد وإنما هجوم وعداء شخصي وأسميت من هذا توجهه بالديناصورات التي ستنقرض ولم أذكر أبداً النقاد الذين لا يعرفونني بل النقاد الذين شحذوا سكاكينهم حتى قبل أن يقرؤا حرف واحد مما كتبت ،وكنت ومازلت أقول أنني بنقد هؤلاء أو بدونه وصلت لمرحلة أنا مطمئن لها وجمهوري واثق بي ويقرأ لي أنا أقول لهذه الفئة من النقاد بدل الهجوم أو محاولة الحط والتقليل من تجربتي وذوق قرائي أتمنى أن أرى منكم وسوف أكون مسرورا للغاية نتاج أدبي يتفوق على ما قدمت ويلامس قلوب الشباب وعقولهم ،أما الجلوس على الكراسي والكلام والتنظير بلا فعل لن يصل بكم إلى أي مكان.
* لوحظ أنك على تواصل يومي عبر منصات التواصل مع قرائك، لماذا التواصل بهذا الشكل؟ لماذا هذا الاستنزاف بالحضور الذي هو بشكل مؤكد على حساب وقتك كمشتغل بالكتابة؟
* بداية أنا لا أتواصل بشكل يومي ولا حتى أسبوعي مع القراء لكني بلا شك أحرص على التواصل معهم قدر الاستطاعة، فالتواصل مع الجمهور في الوقت الحالي أصبح ضرورة لأي شخص يقوم بتقديم منتج سواء أدبي أو غيره حتى يكون قريب من جمهوره مطلع على توجهاتهم ويستطيع أخذ التغذية الراجعة على إنتاجه بشكل مباشر وسريع ويجب أن لانتعامل مع منصات التواصل على أنها منصات للأمور السطحية والتافهة فهذه المنصات هي الوسيلة الإعلامية الجديدة في وقتنا الحاضر حتى هذا اللقاء الذي سينشر في جريدة الرياض لا أعرف إن كانت النسخة الورقية من ضمن قنوات النشر لكن أجزم أنه سينشر إلكترونيا،أما فيما يتعلق بتنظيم الوقت فأنا صارم فيه جداً وأعطي كل ذي حق حقه فعند الشروع في مشروع كتابي جديد تجدني أهجر كل وسائل التواصل الاجتماعي وأعيش عزلة تكون تامة أحياناً وأحيانا شبه تامة والتواصل يكون للضرورة وبالحد الأدنى.
النقاد هم شلة توزع المجاملات النقدية
* بماذا تفسر غياب النقد والمراجعة لأعمالك الكتابية هل هو قصور نقدي؟ أم ضعف تواصل بينك وبين النقاد؟
- لعل ذلك من حسن حظي والنقاد أصحاب الصوت العالي للأسف في كثير من الأحيان كما ذكرت في أكثر من مناسبة هم مجموعة أو شلة توزع المجاملات بينها ومن ضمنها المجاملات النقدية فالنقد الإيجابي يوجه للمجاملة والنقد السلبي يوجه للهجوم لا يوجد لديهم نقد حقيقي يوجد إقصاء يوجد تخذيل يوجد تحبيط للشباب الغض الذي لم يشتد عوده، وبعد ما حدث في معرض الرباط أكاد اجزم أننا سنرى الكثير من الأوراق التي ستكتب في نصوصي وأغلبها سيكون سلبيا كما أظن لأن هذا يصب في صالح المنظومة الأدبية الشللية للأسف لأنها لا تريد أن ينجح أحد إلا من خلالها، وأنا سأختصر عليهم الطريق منذ الآن وأقول لهم إنني أعرف مسبقا ماذا سيكتب خاصة وأن هؤلاء الفئة من النقاد أغلبهم كتاب ولهم إصداراتهم الخاصة وحينما يكون الخصم هو القاضي فلن نجد نقد موضوعي أبداً، عندما يتوفر الناقد الرصين المختص في روايات الفنتازيا سأكون ممتناً لنقده أما الناقد الذي سيكون عمله سمك لبن تمر هندي فلست مهتماً للانصات له.
* بتجرد: هل ترى ما كتبته يصمد أمام الزمن؟
* في قناعتي الشخصية خيرٌ للأعمال أن تنجح وتصل للقمم وتضمحل من أن تموت في مهدها ولا يطلع عليها أحد ثم أنا لست حريصا أن تشهد أعمالي نجاحاً بعد رحيلي قيمة ولذة وطعم النجاح بالنسبة لي يكون في حياتك وليس بعد مماتك، ولذلك أحزن عندما أرى المبدعين في عالمنا العربي لا يذكرون ولا يكرمون إلا بعد وفاتهم، أما صمود رواياتي عبر الزمن فلا يستطيع أحد التكهن بذلك حتى من ينتقد أعمالي الآن، لو كان هذا الناقد موجود في زمن رواية ألف ليلة وليلة لقال عنها نفس الكلام، لدي قناعة كبيرة وثقة بالله وبما أكتب أنها ستظل كإرث فنتازي خالد في المكتبة العربية مدة طويلة - إن شاء الله - وهذا متروك لحكم الزمن، لي عبارة كتبتها في بداية سلسلة بساتين عربستان قد تجيب على سؤالك تقول: (قصة لم يدونها التاريخ لكنها نقلت بالأثر من قاص لآخر سأدونها بين ورق بالكاد سيحتويها وأتركها لاختبار الزمن).
تصوير- بندر بخش


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.