دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، أمس الأربعاء، إلى التشاور من دون شروط مسبقة حول موضوع انتخاب رئيس للجمهورية. جاء ذلك خلال استقبال بري في بيروت، أمس، الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، بحسب بيان صادر عن الموقع الرسمي لرئيس مجلس النواب. ووفق البيان، جرى خلال اللقاء "عرض للأوضاع العامة، لاسيما موضوع الرئاسة وما صدر مؤخراً عن "اللجنة الخماسية". وكرر بري تمسكه بمبادرته لانتخاب رئيس للجمهورية، مكرراً الدعوة "من دون شروط مسبقة للتشاور" حول موضوع واحد هو انتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم الانتقال إلى القاعة العامة للمجلس النيابي لانتخاب بدورات متتالية رئيس من ضمن قائمة تضم عدداً من المرشحين حتى تتوج المبادرة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية". وشكر بري "جهود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وإرساله مبعوثاً خاصاً له إلى لبنان". يذكر أن سفراء اللجنة الخماسية كانوا دعوا في 16 مايو الحالي إلى مشاورات بين الكتل السياسية اللبنانية لتحديد مرشّح متفق عليه لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، والذهاب إلى جلسة انتخابية مفتوحة في البرلمان اللبناني مع جولات متعددة حتى انتخاب رئيس جديد. وكان الموفد لودريان وصل إلى بيروت، الثلاثاء، على رأس وفد فرنسي في زيارة رسمية يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين اللبنانيين، والتقى أمس الأول رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وعيّن الرئيس الفرنسي ماكرون في يونيو الماضي الوزير السابق جان إيف لودريان، ممثلاً شخصياً له من أجل التباحث مع كل من يستطيع، في لبنان والخارج، للمساهمة في الخروج من الأزمة التي يعاني منها لبنان والتمكن من انتخاب رئيس جديد للبلاد. وانتهت ولاية رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون في 31 أكتوبر عام 2022، ودخل لبنان في مرحلة الشغور الرئاسي، ولم يتمكن المجلس النيابي من انتخاب رئيس جديد للبلاد. من جهة أخرى أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، أن "كل الأعمال التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي لن تثني أهل الجنوب عن التشبث بأرضهم". ونقلت "الوكالة الوطنية للاعلام" عن ميقاتي قوله، خلال مداخلة في جلسة مجلس الوزراء: "يواصل العدو الاسرائيلي عدوانه على جنوبلبنان موقعاً المزيد من الشهداء والجرحى آخرهم امس الاول أمام مستشفى بنت جبيل" ، وأعرب عن إدانته "هذا الاعتداء الجبان".وأضاف أن "القرار الذي أصدرته محكمة العدل الدولية وأمرت فيه إسرائيل بوقف هجومها العسكري على رفح فوراً أو أيّ أعمال أخرى، يشكل خطوة متقدمة على صعيد ردع العدو الاسرائيلي ومنعه من مواصلة عدوانه على الشعب الفلسطيني". ونوه ميقاتي ب"شجاعة المحكمة ورئيسها، وبالقرار الذي يشكل سابقة مهمة في فضح العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة التي تنفذها إسرائيل على الشعب الفلسطيني"، مشيراً إلى أن "على المجتمع الدولي أن يقرر إذا كان يريد العدالة أو اسرائيل". ولفت إلى أن الواقع السياسي في لبنان أمام "أغلبيات" و"أقليات"سياسية لديها ثوابت ورؤى مختلفة، ولكن المستغرب هو غياب صوت "الأكثريات الصامتة والمستقيلة من دورها".وأضاف: "نحن لا نريد أن نختصر احداً ولا أن نغيِّبَ أحداً، بل أننا ندعو إلى سماع أصوات كل وطني مخلص، لأننا نتكامل مع بعضنا ونغتني بتنوعاتنا"، مشيراً إلى أنه "رغم كل المواقف الاعتراضية التي يقوم بها بعض القوى السياسية، فاننا نتفهم ذلك ونتطلع اليه من منظار ديمقراطي والحق بإبداء الرأي".وأكد ميقاتي أن "الحل يبدأ بانتخاب رئيس الجمهورية واكتمال عقد المؤسسات الدستورية"، مشيراً إلى أن "التوظيف السياسي للأزمات يجب ألّا يتحول إلى نزاعات".