احتضن مقهى دفعة 89 أمسية بعنوان «حروف حضارية» للمؤلف الأستاذ منصور الزغيبي، وأدار دفة الحوار الأستاذ محمد الزعيتر الذي رحب بالحضور ومن ثم عرّف بضيف الأمسية بصفته كاتباً ومؤلفاً وفناناً تشكيلياً. بعدها قدم الزعيتر مراجعة لكتاب حروف حضارية ابتدأها بتوزيع ورقة على الحضور فيما يشبه الاستبانة كانت محفزاً لخلق عصف ذهني واستدعاء كثير من التفاصيل المستبطنة في ذهنية الحضور. ومن ثمَ فتح الأستاذ الزعيتر المجال للنقاش مع الحضور، فتحدث الأستاذ عبدالله الحسني مدير تحرير الشؤون الثقافية في جريدة «الرياض» قائل وهو يوجه حديثه إلى الزغيبي: للتو علمت أنك فنان تشكيلي! وتحدث الحسني عن أهمية الفن التشكيلي في إرهاف الذائقة وكيف أنه لغة بصرية يتحول فيها العمل الأدبي إلى تجربة حسية غنية تتجاوز الكلمات لتلامس الروح، والكاتبة والكاتب اللذان يجمعان بين براعة الكتابة وجمال الرسم يخلقان عوالم مدهشة، فتصبح النصوص لوحات حية نابضة بالألوان والتفاصيل، مما يرهف الذائقة ويخصب الخيال ويعمق التجربة ليعزف الكاتب الفنان سيمفونية بصرية أدبية مدهشة. وإن الفن التشكيلي يهذب الذائقة ويمنحنا قدرة على التخيل والقدرة على التصوير التحليق بالصور المبتكرة المقال أو الشعر تشكيلي -وما زال الحديث للحسني- واستشهد في الأمير الراحل بدر بن عبدالمحسن والأمير خالد الفيصل وغيرهما الكثير من فنانين تشكيليين فالفن يستخدم الخيال في القصة أو الشعر وأن كتاباته حلقت بجناحين، الصفة القانونية والثقافية وهذا ما يميز مقالاته. وجاءت مداخلة الأستاذ عوضه الدوسي معبّرة عن شكره للكاتب وكتاباته التي أخذت صفة المثقف وصفة القانوني وأشاد بما سمعه عن الكتاب وأنه سوف يكون على قائمة قراءاته القادمة. بعدها جاءت مداخلة الأستاذ أمين شحود؛ حيث أشاد بالكتاب المُتناول وعبّر عن انطباعه الإيجابي بما جاء في الكتاب من مقالات وكأنها تتكلم عن حقبة زمنية على الصعيد المحلي والخارجي، وأكد على أنها استشعرت المستقبل فعلى سبيل المثال قانون الأحوال الشخصية والمواليد وعن معرض الكتاب. وذكر شحود أن الكاتب متعدد الصفات والمواهب أنه جسد خلال ما كتبه حقبة زمنية قد عشناها وقد تغيرت الآن. يذكر أن الأمسية شهدت حضوراً لافتاً من مثقفين وأدباء منهم، أ. صالح الخليفة، أ. فوزيه الشهري، أ. سعد الغريبي، أ. عبدالمحسن السناني، أ. أحمد الصائغ، أ. عائشه الحارثي.